مشعللة!

مشعللة!

*نعمان قائد سيف
مثلما حاولت في صعدة وفشلت، ها هي الجاهلة تكرر الخطأ في الجنوب، معتقدة أنها ستعيد بالجلافة، أو ستفرض بالتحذلق هيبتها المنكسرة، على من نفّرتهم بأخطائها الكبيرة، وأوصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم، فالاحتجاجات إلى تصعيد، طالما أصرت السلطة على مواصلة سياستها الرعناء، التي دفعت أصحاب المظالم لرفع سقف مطالبهم، فلم يعودوا يبحثون عن إعادة من تبقى من المبعدين والمسرحين إلى مواقعهم وظائفهم، أو تسوية الرواتب الحقيرة لمن أحيلوا إلى المعاش انتقاماً في لحظة زهو زائف بانتصار مزعوم، فالمتعجرفة دفعت الحراكيين إلى التكاتف، وتكثيف مواقفهم في مواجهة استهزائها بهم، وسخريتها من تاريخ دولتهم المأسوف عليها، ظانة أن قواعد الحكم قد رست لها إلى الأبد!
في أقصى الشمال، وتحديداً في أغسطس الماضي، أطلقت الساذجة على حملتها العسكرية "الأرض المسروقة"، بمعنى أنها كانت قد عقدت العزم على سحق المتمردين الحوثيين، دون إعطاء أي اعتبار لمحيطهم أينما وجدوا، فالأوامر قضت من دون إعلان بحسم الموقف قبل حلول 26 سبتمبر إذا أمكن، ما لم فلتكن الفاصلة في فبراير مع حلول ذكرى فك الحصار عن صنعاء، إلا أن الواهمة اكتشفت حقيقة ضعفها، وهشاشة قوتها، فوجدت في المطالب الدولية الملحة مخرجاً لها، لحفظ ما تبقى من ماء وجهها المسكوب، فقبلت وقف إطلاق النار وفقاً لشروطها المذلة لها، في ضوء نتائج المواجهات مع مرددي شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، فكان الموت من نصيب اليمنيين، وقليل من جنود المملكة الجارة!
ما كادت جبهة صعدة تهدأ، إذا بالمهزومة المأزومة تصعد حملها السياسية والإعلامية المدججة بالسلاح، ضد قوى الحراك السلمي، متوعدة بإحراق أعلام الغضب، ولتأليب الجنوبيين على بعضهم، عادت المبتزة لتفتح من جديد ملفات الصراعات القديمة التي طواها إعلان قيام دولة الوحدة، وقد نصت صراحة أدبيات وخطب الحدث الجميل على جب مآسي التشطير، وبالذات كلمات /محاضرات الرئيس /القائد الأعلى، ومعروف أن الرجال تحبل /تحمل من ألسنتها، والعقلاء لازالوا يتساءلون: متى تكف السلطة عن إشعال الحرائق؟
freegourn