قطع الطريق في الضالع يمنح المسافرين فرصة التنزه الإجباري في تعز وإب

قطع الطريق في الضالع يمنح المسافرين فرصة التنزه الإجباري في تعز وإب

* فؤاد مسعد
بدءاً من هذا الموسم صار من الضروري تغيير اتجاهات الخطوط العامة بين المدن الرئيسية، وفي مقدمتها صنعاء وعدن، وذلك بفعل التطورات التي يشهدها الخط العام في الضالع وردفان، والتي جعلت السير في الطريق المألوف ضربا من المغامرة غير المأمونة.
في ما مضى كان يعتبر تغيير خط السير في الطريق الحيوي بين العاصمتين باتجاه تعز ومرورا بإب، نادرا ما يحدث، ولأسباب قاهرة سرعان ما تزول، لتعود الحركة كما كانت. أما في الوقت الحالي –منذ بضعة أسابيع تحديدا– فقد تغير الوضع، إذ صار تغيير خط الرحلة (صنعاء -عدن) والعكس، هو الشائع، وتعذر في المقابل على المسافرين أن يسلكوا الطريق الذي كان معتادا في السابق. يأتي هذا بعد التطورات الأخيرة التي تسارعت وتيرتها بشكل لافت في مناطق صارت الفوضى فيها سيدة الموقف.
منذ تصاعدت حركة الاحتجاجات التي قادتها جمعيات المتقاعدين والشباب العاطلين عن العمل (الحراك الجنوبي في ما بعد)، بدأ اللجوء لقطع الطريق أحد الخيارات المتاحة، سيما في حال تعرض الفعاليات الاحتجاجية لقمع رجال الأمن، حيث تباشر العناصر المحسوبة على فعاليات الحراك قطع الطريق العام؛ إما احتجاجا على ردة فعل الأمن العنيفة، أو للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين على ذمة الفعاليات في الضالع أو ردفان أو عدن.
ومنذ أكثر من 3 سنين صار مألوفا أنه في حال أقيمت فعالية احتجاجية في هذه المناطق، فمن المحتمل أن يصاحبها أو ينجم عنها قطع للطريق، باستثناء بعض الفعاليات.
وحصل أكثر من مرة أن ظل الطريق مقطوعاً لأيام متتالية حتى تحل المشكلة بما يشبه الصفقة بين السلطة والمحتجين من خلال الإفراج عن المعتقلين مقابل فتح الطريق، وأشهر حادثة في هذا الصعيد ما حصل مطلع العام الفائت في ردفان.
ومع تدهور الوضع الأمني الناجم عن اللجوء للعنف من قبل الطرفين، وسقوط العشرات قتلى وجرحى ضحايا يتبادل الطرفان الاتهامات بشأنهم، صارت تلك المنطقة (ردفان -الضالع) أرضا محروقة بالنسبة للمسافرين وحركة النقل التي وجدت في تغيير خط السير ملاذها الوحيد طلبا للسلامة.
ومنذ بضعة شهور وحركة النقل والتجارة في مناطق الرعب تشهد تراجعا ملحوظا، خصوصا تلك السيارات التي تحمل لوحاتها المعدنية الرقمين 1 أو 2، بوصفهما يشيران إلى أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، يعني خصماً للعناصر التي تمارس قطع الطريق وربما تباشر الاعتداء عليها كما في بعض الحالات التي كان آخرها ما جاء متزامنا مع أيام عيد الأضحى المبارك، والتي نجم عنها مقتل شخصين ونهب ممتلكات آخرين.
المسافة بين صنعاء وعدن لا تتجاوز 6 ساعات، أما الآن فالمسافة نفسها تتجاوز 8 ساعات، بزيادة أكثر من ساعتين، وذلك لأن حافلات النقل وسيارات الأجرة والنقل الخاص قررت جميعها المرور بأطراف مدينتي تعز وإب، عوضا عن المرور بردفان والضالع، حيث الخوف والرصاص يترصدان الجميع دون تمييز.
وكما تزايدت النقاط العسكرية ارتفعت أجرة المواصلات استجابة للزيادة الناجمة عن تغيير خطوط السفر، وهو ما يضاعف معاناة المسافرين الذين لا يخفون تبرمهم من هذه التداعيات، ناهيك عن الآثار الجانبية لهذه التغيرات الطارئة التي تضرر منها المواطنون الذين يقصدون المناطق القريبة من الأماكن الملتهبة، حيث لم يعد بإمكانهم السفر في الحافلات التي كانت تقلهم إلى مناطقهم بسهولة ويسر قبل أن تغير اتجاه رحلاتها، وهذا بدوره أثر سلبا على مواطني تلك المناطق القادمين من صنعاء وعدن أو الذاهبين إليهما.
وهذا ما تحدث به لـ"النداء" شاب من ردفان، وقال وهو يهم بالسفر من مقر عمله في صنعاء إلى بلاده، إنه صار يتعين عليه قضاء يومين مسافرا بخلاف الفترة التي كان يقضيها في الماضي القريب، فهو يتحرك من صنعاء إلى عدن كمرحلة أولى، وفي اليوم التالي يتحين الوقت المناسب لمغادرة عدن والسفر إلى ردفان.
مسافرون كثيرون يبدون استياءهم من إطالة أمد الرحلة المرهقة التي أضافت عليهم مشقة أخرى كانوا في غنى عنها، ناهيك عما يصاحب الرحلة من انقطاع لشبكة الاتصالات على امتداد الطريق الواقع ضمن محافظة لحج، ويمتد من أطراف عدن حتى تعز، ما يضيف للمسافرين قلقا آخر علق عليه بعضهم قائلا إنه يأتي مساهمة من وزارة الاتصالات للتخفيف من المعاناة.