مركز ابن عبيدالله السقاف.. جذور وآفاق

مركز ابن عبيدالله السقاف.. جذور وآفاق

* توفيق شيخ
في إطار الفعاليات الثقافية لتريم عاصمة للثقافة الإسلامية 1431ه 2010، نظم مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيئون، ضمن أنشطته الأسبوعية، مساء الجمعة، محاضرة بعنوان "مركز ابن عبيدالله السقاف جذور وآفاق" للأستاذين المؤرخ والباحث جعفر بن محمد السقاف، والباحث السيد محمد بن حسن السقاف، وذالك بمناسبة مرور 7 أعوام على إعادة افتتاح المركز وتتويج تريم عاصمة للثقافة الإسلامية.
وقد تناول الباحث والمؤرخ جعفر السقاف في محور المحاضرة الأولى، الجذور التاريخية لمركز ابن عبيدالله السقاف، والخلفية العلمية والروحية والاجتماعية لهذا المركز الثقافي التنويري الرائد وبدايات تأسيسه الأولى التي تزيد على أكثر من 100 عام، على يد صاحبه مفتي حضرموت آنذاك العلامة عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف (1299 - 1376ه). منوها إلى المكانة المرموقة التي يحتلها المركز منذ القدم، حيث كان يضاهي في عطائه ومستواه العلمي أكبر الجامعات العلمية الإسلامية، وظل حتى اليوم مركز إشعاع فكري وثقافي وتنويري، ليس على مستوي حضرموت فحسب، بل اليمن عموما.
فيما قدم الباحث الأستاذ محمد بن حسن السقاف، رئيس المركز، في المحور الثاني من المحاضرة، خطط وبرامج وآفاق المركز وطموحاته المستقبلية، مستعرضاً بعض الأنشطة والفعاليات التي نظمها المركز منذ سبتمبر 2003، والتي تجاوز عددها 200 فعالية شملت كافة المجالات الدينية والعلمية والأدبية والتاريخية والفنية، واللقاءات والحوارات والأمسيات، وحفلات التكريم للنخب الرائدة من اليمن وبعض الدول العربية، مشيراً إلى أن المركز خلال الفترة القادمة سيقوم ببث محاضراته الأسبوعية على موقعه الالكتروني، كما قام باستضافة عدد من العلماء والمفكرين والشخصيات الاجتماعية والرواد في مجالات مختلفة من داخل الوطن وخارجه.
وقال السقاف إن هناك جهوداً قائمة لطباعة مؤلفات العلامة السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف، نظراً لأهميتها التاريخية ولما تتفرد به هذه المؤلفات من إرث نفيس في العلوم والمراجع التاريخية، لتكون إثراء ورافداً مهماً للمكتبات والمراكز الثقافية والباحثين.
وقد أثريت المحاضرتان اللتان حضرهما جمع كبير من المفكرين والباحثين والأدباء والمهتمين ورواد المركز، بالنقاشات والمداخلات التي أشادت بإسهامات مركز ابن عبيدالله السقاف في خدمة الدين والعلم والمجتمع، الأمر الذي جعله منبراً من أهم وأنشط المراكز الثقافية الفاعلة في عموم اليمن، منوهين بدور المركز التنويري وتميزه بالتوثيق وجمع ونشر التراث الحضرمي واليمني في داخل الوطن وخارجه.
هذا وقد وزع على الحضور الإصدار الأول من مجلة "الإدام" الثقافية الفصلية الصادرة عن مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع، مساهمة منه في فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية، حيث احتوت المجلة التي تصدرت منارة مسجد المحضار بتريم صورة غلاف عددها الأول الذي تم إخراجه بصورة جميلة ومتناسقة، على مقالات ثقافية وأدبية وتاريخية مختلفة لعدد من كتاب اليمن المرموقين.