عدن محروسة بعين الله رغم مصابها

عدن محروسة بعين الله رغم مصابها

* تادرة عبدالقدوس
طفح الكيل بأهالي عدن المحروسة وهم يطالبون بالكشف عن الفاسدين الذين طغوا في البلاد فنشروا فيها الفساد، ويناشدون عبر منابر المساجد ووسائل الإعلام المختلفة محاسبتهم ومحاكمتهم لينالوا جزاء أعمالهم غير الإنسانية وغير الوطنية. هؤلاء الفاسدون يتربعون عرش الفساد ويتحكمون في مصائر الناس أمام أعين الأجهزة الحكومية المختلفة والمجالس المحلية في المديريات والمحافظة ذاتها، بل ويتحدّون هذه الهيئات كافة نهاراً جهاراً وفي كل مجالات الحياة.
ولكن إذا كانت أعين القائمين على رعاية البلاد والعباد غافلة أو متغافلة، فإن عين المعبود عز وجل لا تغفل.. وهو يمهل ولا يهمل. وعدن لأنها مدينة محروسة بعين الله سبحانه وتعالى، فهو ينعم عليها بهطول الأمطار، ورغم ندرتها إلا أنها تتسبب في كشف المستور، وإن كانت نسبتها ضئيلة جداً، مقارنة بغزارة الأمطار التي تهطل في مدن يمنية أخرى، ذلك لأن الفاسدين في هذه المدينة الطيبة كثُر وينهشون جسدها دون حياء ولا وازع من دين أو ضمير، فنجد الناس يتمنون ألا تهطل هذه الأمطار التي يمنها الله لنا نعمة من عنده لينعموا بقليل من تلطيف حرارة الطقس، ذلك لأنها تتسبب في كوارث هم في غنى عنها، إذ تتهدم بيوت وتتصدع الأرض وتتكون المستنقعات وتتكاثر الحشرات.
لكن الحمد لله رب العالمين الذي دائماً ينصر عدن على الفاسدين ويكشف سوءاتهم المقززة. فهذه الأمطار خير برهان على صدق أهالي عدن في محاربتهم للفساد والفاسدين، ومطالبتهم بضرورة التخلص منهم وكشف ألاعيبهم.. فهذه الطرقات التي طوال عقدين من الزمن لم تسترح من الدك والترميم، وكأنما لا شغل للمقاولين والمؤسسة العامة للطرقات في عدن إلا ترميم الشوارع والطرقات، ويا ليتها كانت طرقات صالحة للمشاة أو للمركبات.. فهي ما إن ترتاح قليلاً من صداع الدك وصب المازوت على وجهها نجدها بعد فترة زمنية وجيزة تتألم من الأخاديد التي تبرز على سطحها.. مما يسبب ذلك العديد من الأضرار على المركبات والبشر.
الكل يعلم أن هناك طرقات قديمة في عدن عمرها لا يقل عن 6 عقود زمنية، إلا أنها ما زالت تشهد على أمانة وإخلاص أولئك القائمين على بنائها، وأولئك النفر كانوا من (النصارى)، فمن أظلم ممن افترى على الله الكذب؟
يا معشر الناس، يا ذوي الألباب من خطباء وأئمة المساجد، ويا معشر الوعاظ، ويا أعضاء المجالس المحلية في المديريات والمحافظة.. ويا أيها المحافظ لمدينة عدن، أين أنتم من كل هذا؟! أليس من مهامكم رعاية شؤون البلاد والعباد؟ أم إنها مناصب تتربعون عليها لرعاية شؤونكم الخاصة، والخاصة جداً..؟! ولا ضير أن تراعوا شؤونكم.. إلا أن في المقام الأول رعاية شؤون البلاد والعباد، لأنها أمانة في رقابكم ائتمنكم الله والناس عليها، وتم انتخابكم من قبلهم لهذا الغرض، وستحاسبون عليها يوم الحساب.. يوم التغابن.. إذا لم تتم المحاسبة في الدنيا قبل الآخرة.. فاستفيقوا قبل فوات الأوان، حين لات مناص، والله من وراء القصد.