السَّنجَم عديل البردوني!

ليس شرطًا أن يحمل الإنسان شهادة ليكون وفيًا
ليس شرطًا أن ينتمي إلى قبيلة أو عائلة أو أسرة، بل إلى وطن
يجمع بين دفتي كتابه كل القيم السامية..
في الواقع وهو صورة الحياة اليومية تجد أمامك إذا فتشت نماذج بطلة من الناس العاديين، بمعنى أن "الزهنقة" لم تلونهم، ولم يبحثوا عن طلاء كاذب يلونون وجوههم..
بل بتراب الأرض تيمموا وبطينها اغتسلوا
هذا النوع من البشر يؤدي واجبه ويمضي، لا يبيع قيمة بالمطلق
لأن كل ما يقدمه جزء من قيمة تربيته وسلوكه
ولأن البيئة التي جاء منها بيئة عطاء لا ينضب، تعطي ولا تأخذ
هذا الرجل أحدهم...
جاء من أول نسيمات ريح الثورة التي هبت تصحي النايم، جاء ليدافع مع من دافعوا عن الثورة والجمهورية
هنا الحكاية تتكرر
وكما قال علي السلال رحمه الله:
لولاهم لفشلت الثورة
لولا الحرس الوطني، لولا الشباب الذين تدفقوا من تلك السهول والجبال، إلى بيت الرماح بتعز، وإلى الجبال المحيطة بصنعاء..
السَّنجم أو عبده سنجم
الرجل الشجاع
الرجل صاحب القيم السامية، الذي لا يتردد في أن يذهب من هنا إلى محافظة أخرى، ليسلم على صاحبه وفاء ورد بعض جميل...
قاتل يوم كانت صنعاء تقصف
يوم أن كانت صنعاء صغيرة داخل السور، كبيرة بالمعنى والدلالة خارجه
قاتل حتى اطمأن إلى أن المولود الجديد وقف على رجليه
وإلى باب السلام ذهب
فتح مخبز "مخبز السنجم"
ليبدأ معركة أخرى "تأسيس حياة" أخرى نموذجية قائمة على الرجولة والمبدأ
تزوج من أخت زوجة الرائي الأكبر الأستاذ البردوني الأولى...
واستمر عنوانًا للوفاء
بيته مفتوح
وجيبه عامر لكل من يحتاج
رجلًا شهمًا لا مثيل له
كنت قبل أن يتوفاه الله أزوره إلى محطة البترول التابعة له في شارع الستين
يا إلهي كم يهش ويبش ويرحب...
السنجم نموذج للرجولة الحقة
وللعطاء
وأمثاله هم من شيدوا للحياة أبراجًا
رحمة الله عليك يا عم عبده..
ولتنم بسلام.