السلطة تتجه نحو مهرجان خطابي بدلاً من مؤتمر للحوار

السلطة تتجه نحو مهرجان خطابي بدلاً من مؤتمر للحوار

الإرياني يحمِّل المشترك مسؤولية وقف الحوار
الحوار الذي لم يبدأ بين المؤتمر الشعبي واللقاء المشترك تم الإعلان عن وقفه صباح السبت الماضي في مؤتمر صحفي لمستشار رئيس الجمهورية عبدالكريم الإرياني.
الإرياني، وهو أيضاً نائب رئيس المؤتمر الشعبي، ومسؤول ملف التفاوض مع المشترك منذ الصيف الماضي، ساق خلال المؤتمر الصحفي وقائع عديدة تؤكد عدم جدية المشترك في تنفيذ اتفاق فبراير الذي تضمن بنداً ينص على تهيئة الأجواء للحوار.
وقال الإرياني إن المشترك يريد أن تتولى اللجنة التحضيرية المنبثقة عن اللقاء التشاوري التوقيع على الاتفاق حول آليات الحوار وبنوده نيابة عن أحزاب المشترك الممثلة في البرلمان.
وتحدث عن بعض تفاصيل الاتصالات التي أجراها مع المشترك منذ توقيع اتفاق فبراير. مشيراً إلى أنه سبق وأن تلقى تأكيدات من المشترك من أن التشاور الوطني الذي نظمته المعارضة لن يكون بديلاً عن الحوار مع السلطة طبق بنور اتفاق فبراير.
السلطة والمعارضة اتفقا على تأجيل الانتخابات لغرض تحسين البيئة السياسية المحلية، وتهيئة الأجواء لانتخابات نزيهة. ولكن الأوضاع ازدادت تعقيداً بعد شهرين من الاتفاق عندما تصاعدت الاحتجاجات في الجنوب، وغادر علي سالم البيض عُمان إى المانيا، معلناً تأييده للحراك الجنوبي، ومجدداً تمسكه بفك الارتباط مع الشمال.
وفي أغسطس الماضي (أي بعد 6 أشهر من الاتفاق) اندلعت الحرب السادسة في صعدة وشنت السلطة حرباً أخرى على الصحافة المستقلة، وأغلقت العديد من الصحف، واعتقلت صحفيين مؤيدين للحراك الجنوبي، كما اختطفت الصحفي محمد المقالح في 17 سبتمبر واخفته قسرياً فترة 4 أشهر وخلال الفترة ذاتها قويت شوكة الجماعات المسلحة في بعض المحافظات الشرقية، وخصوصاً شبوة والجوف ومأرب.
ورغم هذه التطورات الخطيرة ظل الاتفاق -في تصور طرفيه- طوق النجاة الوحيد من الغرق في الفوضى ولكن لكل طرف تفسيره للاتفاق. ويقول المشترك أن «تهيئة الأجواء» الواردة في الاتفاق، مقصود بها اطلاق المعتقلين السياسيين، والكف عن قمع الاحتجاجات والغاء الاستحداثات العسكرية والأمنية في المحافظات الجنوبية وأحياناً يقصد المشترك الأمر على اطلاق المعتقلين.
وفي المقابل لا يقدم المؤتمر تفسيراً واضحاً للعبارة حمل الخلاف، مكتفياً بإدانة المشترك، أو التعريض يقراءه المشترك للاتفاق.
ومهما يكن، فإن طرفين رئيسيين في الحياة السياسية اليمنية لا يكترثان لهذا الاتفاق، وهما الحوثيون وقوى الحراك الجنوبي.
وفي حال واصلت السلطة تحضيراتها لحوارها الوطني، بمعزل عن المشترك والحوثيين وقوى الحراك، فإن هذا الحوار لن يكون سوى مهرجان سياسي مؤيد لتوجهات القيادة الحكيمة.