عاصمة لم تكتمل بعد

عاصمة لم تكتمل بعد

- بشرى العنسي

لابد أن الكل قد لاحظ الحفريات التي كثرت هذه الأيام في مناطق عدة من العاصمة صنعاء. وقد تكونون ايضاً ممن تعثرتم فيها وعانيتم الأمرَّين حتى تصلوا إلى مناز لكم خلف اكوام التراب التي وجدها الاطفال مكاناً ملائماً للعب والتزحلق.
المثير للاستغراب انه بعد أقل من شهر نرى الحفريات مرة أخرى وفي نفس المكان فيتبادر إلى اذهاننا انهم ربما أسقطوا شيئاً وعادوا للبحث عنه. لكن الحقيقة تختلف تماماً عن تلك الفكرة العابرة.
الحاصل، حسب قول المهندس/ ياسمين العواضي، مدير عام البيئة الحضرية والمعيشية في وزارة الاشغال العامة والطرق، هو نتيجة لسوء التنسيق بين الجهات ذات العلاقة والمسؤولة عن الخدمات و كذلك سوء التصميم والتنفيذ والإشراف ما يؤدي إلى تكرار العمل في مكان واحد.
سوء التنسيق ذلك يكلف الحكومة أموالاً باهظة من المفترض أن تنفقها على مشاريع خدمية اخرى تفيد المجتمع بدلاً من أن تذهب في ترميم ما خربه المشروع الاول وصيانة ما أفسدته الصيانة الاولى وسيستمر الحال دواليك.
وترى العواضي أن مثل هذه المشاريع الخدمية يتطلب عمل تصاميم خاصة لقنوات خرسانية توضع على جوانب الطريق ويتم وضع الانابيب والكابلات فيها وتغطى بألواح خرسانية حتى يتم تحريكها بسهولة عند طلب الصيانة سواء فيما يخص المجاري أو التلفونات أو الكهرباء.
الأمر لا يقتصر فقط على تبديد الأموال لتكرار نفس العمل، بل يذهب إلى الإضرار بالبيئة المحيطة من خلال تلوث الهواء بالأتربة المتصاعدة جراء الحفريات وكذلك التلوث السمعي للمجتمع المحيط بسبب الضوضاء التي تنتج عن الآلات الضخمة المستخدمة، إضافة إلى عدم إعادة تسوية الارض على ما كانت عليه قبل الحفر ما يؤدي إلى تشويه منظر الطرقات.
طه الفائشي، المهندس المشرف على مد شبكة المجاري الجديدة في المنطقة (16) والتي تشمل (الجراف) بكامله، يعتقد بأن سفلتة الشوارع قديمة وبالية، حيث كان يتم شق الطرق وسفلتتها دون الاهتمام بالخدمات لكن الوضع يختلف في الوقت الحالي.
وعن الشبكة الجديدة قال الفائشي: «لقد وقعت المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي ستة عقود لمد الشبكة ووقعنا نحن أحد هذه العقود التي بدأت في شهر مارس وتستمر سنين».
«النداء» بدورها حاولت أخذ رأي الجهات المسؤولة، لتوضح علامات الاستفهام التي تحلق في رؤوس سكان العاصمة، أمام كل تلك اللامبالاة. إلا أن تلك الجهات رفضت التجاوب مع الصحيفة وعلى رأسها المعنيون في وزارة الاشغال العامة والطرق والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، وكانت الحجة: «نريد توجيهات من الأعلى تخولنا بالتصريح».
إذن ستظل علامات الاستفهام قائمة إلى أن يرد المعنيون على استفسارات المواطنين او تكتمل العاصمة ونتخلص من الحفريات الدائمة.