من حضرموت إلى الكويت.. محبة وسلام

لا يخفى على أحد ما يكنه ويختزنه كل أبناء حضرموت من محبة واحترام لدولة الكويت حكومة وشعبًا.

وهذا الاحترام والتقدير لم يأتِ من فراغ، بل إنه أتى بعد علاقات متينة دامت لعقود طويلة من الزمن، كان فيها الحضارم المتواجدون بدولة الكويت خير من يمثل بلدهم حضرموت، خير تمثيل في الأمانة والصدق والإخلاص في ما يوكل لهم من أعمال، وبهذه الصفات الحميدة التي جلبوها معهم من موطنهم الأصلي حضرموت، كانوا محل تقدير كبير من الإخوة الكويتيين، بل إنهم يعاملون معاملة استثنائية على خلاف بقية المغتربين من كل البلدان.
لا ننكر أن الفترة ليست بالقليلة التي انقطع فيها سيل التواصل الحضرمي الكويتي، أي بعبارة أخرى أنه منذ أن اجتاحت القوات العراقية أرض الكويت في ذلك العام المشؤوم في تسعينيات القرن الماضي، وتسبب ذلك الاجتياح بتصدعات كبيرة في أماكن كثيرة في وطننا العربي، ونحن هنآ في حضرموت لم نكن بمأمن من ذلك، فكانت خسارتنا كبيرة في عودة أغلب مغتربينا، حتى إن البعض منهم ممن يمتلكون تجارة ومحلات تسيل لها اللعاب، ومع هذا اعتبروا ما حصل لهم هو قضاء الله وقدره، فتقبلوه بروح رياضية عالية.

لكن ما يفرحنا ويبعث فينا الأمل والتفاؤل على أن الحضارم مازالوا على حبهم للكويت، هو أن كل من اغترب في الكويت لا يذكر حكام الكويت من آل الصباح وشعب الكويت، إلا بكل خير ومحبة واحترام، فتلحظ ذلك ينساب كالعسل في أحاديث الكثير ممن نصادفهم في يومياتنا.

وحتى نعزز ما سبق من قول عن هذه المحبة المتبادلة بين أبناء حضرموت والأشقاء في الكويت، ففي مدينة الحامي الحضرمية درج سكان هذه المدينة على إحياء العيد الوطني الكويتي كل عام في شهرنا الحالي فبراير، فتتزين المدينة بالعلم الكويتي الذي ينتصب على بيوت المدينة والأماكن العامة، وتتنوع احتفالات أهل الحامي التي تستمر لأيام، وهذا هو دليل قاطع على أن للكويت محبة وتقديرًا في وجدانيات وحواس الحضارم، رغم ما حصل من البعد القاهر، إلا أن ما تقدم من خصوصية العلاقة القديمة هي ما جعل الطرفين متحابين.

كذلك احتفالات الكويت بعيدها الوطني هذا العام كانت استثنائية، وذلك من خلال مشاركة المايسترو الشاب محمد سالم القحوم وفرقته الفنية الذين أحيوا ليلتين فنيتين، وقدموا وصلات فنية جميلة من تراث حضرموت وبعض المحافظات اليمنية، وهم بذلك كانوا خير من مثلنا في احتفالات هذا العام، وهذه الاحتفالات نعتبرها احتفالاتنا كمحبين للكويت وأهل الكويت.