عناية كل العميان!

هنا جفت الصحف..
جفت المشاعر
جف الإحساس
هنا
تلعثمت، وافترضت أن العالم اختنق
هنا يصبح كل شيء لا شيء..

 

هنا لا تعود لغتك تكفيك

ولا حتى لغة الإشارة

هنا لا يكفي أن تلعن نفسك

أو

أمتك

أو العالم من أول بايدن إلى آخر سوناك وشولتز وجنرالات الحرب الذين يدعون أنهم "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"..

هنا يصبح ماكرون مجرد موظف حقير في ماخور للشذوذ..

هنا تكون أمريكا قرصانًا أعور لا يجيد غير سرقة ماضي وحاضر ومستقبل الإنسان في كل نقطة على هذا الكوكب.

هنا أيضًا لم يعد هنا

هنا أنتقل إلى هناك

هنا انتقلت عيناك إلى رجليك

انتفض قلبك وترك مكانه وذهب يجلس إلى أقرب كرسي في سوق الحراج!

هنا انتقلت قدمك إلى عقلك، وصرت لا شيء، دخانًا أو مجرد غبار يعمي الأبصار.

ماذا يمكن لهذه الأمة أن تقول؟

ماذا يمكن لمن يتشدقون باسم الإسلام، أن يقولوا؟

ماذا يمكن لأصحاب الفتاوى ومن فوق موائد الكباش المحروقة، أن يتكلموا؟

هنا يقرر لسان الإنسان الإنسان أن يتوقف عن أداء مهمته، ويتحول إلى أي شيء

إلا أن يكون لسانًا!

هنا على العالم أن يقرر:

إما إسرائيل وإما الإنسان..

إسرائيل بقيادة بشر غلاظ أجلاف، وعالم غربي حقير لا يدري سوى مصالحه أو عقد قران الرجال للرجال!

هنا تفقد اليد قدرتها على مسك القلم، وتتحول إلى مجرد أداة في أقرب ريموت!

هنا على العالم أن يستقيل من هذا الكون، يتحول إلى ذرات تجرها الريح إلى أقرب مزبلة!

هنا، ماذا لو أن العالم أغلق عينيه، وتخيل أن أطفاله معلقون بفعل الصواريخ على واجهات المنازل، على جانبي أي شارع أوروبي أو أمريكي أو عربي أو إسلامي أنيق!

هنا

هنا

لم يعد للكلام أحرف أو كلمات..

 

النداء

عبدالرحمن بجاش

14 فبراير 2024

***

الصورة من رفح لطفلة فلسطينية ممزقة ومعلقة على جدار منزلها المقصوف! أصبحت الأمة العربية والإسلامية معتادة، ولا تؤثر فيها هذه المشاهد! حتى لا تعتاد أغمض عينيك وتخيل أن هذه الطفلة ابنتك أو أختك أو قريبتك! بماذا شعرت؟!