"أهازيج مشقاصية".. جولات في إرث ثقافي متنوع الغزارة

غلاف أهازيج مشقاصية (النداء)
غلاف أهازيج مشقاصية (النداء)

وصلتني من الأخوين العزيزين الأستاذ هاني عبود الغتنيني والقاضي مسعود علي الغتنيني، هدية لا تقدر بثمن عند من يعرف قيمتها الحقيقية. وهي هدية أتت في بداية هذا العام الميلادي الجديد.

إنه كتاب "أهازيج مشقاصية" الذي تفوح منه روائح المشقاص العابقة بالتراث الضارب جذوره في أعماق التاريخ.

المشقاص ببواديه ومدنه وقراه وأريافه المتناثرة.

فالمشقاص وأهل المشقاص كانوا حاضرين في هذا الكتاب بعاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الحياتية في ما مضى من حقب زمنية بعيدة.

لا أنكر أنه كان لدي شوق كبير ولهفة لا توصف، وقد يكون مثلي الكثير في انتظار رؤية هذا الكتاب. وها هو الكتاب بجهد وإخلاص الأخوين المؤلفين خرج للنور، وأصبح في متناول الجميع، بمن فيهم على وجه التحديد المحبون للقراءة والباحثون، وكل مهتم بالتراث المشقاصي الغزير والثري.

هذا التراث الذي لم يقترب منه أحد، حتى وإن حصل شيء من الاقتراب، فهو اقتراب على خجل، ولم يكن كما نتمناه.

لكن كتاب "أهازيج مشقاصية" بفصوله الثمانية ذات البعد العميق والتفصيل الدقيق في ثنايا الإرث الثقافي المشقاصي المتنوع الغزارة، أظهر أن للمشقاص ما يستحق البحث أكثر وأكثر.

فالمؤلفان لهذا الكتاب الغالي الثمن يستحقان كل الثناء والشكر الجزيل منا جميعًا على ما أخذانا في جولات مشقاصية جميلة، جولات إلى أماكن كثيرة في أرض المشقاص.

فمن يتغزر أكثر في قراءة الكتاب، سيعرف أن الكتاب سينقله إلى مراحل من حياة الناس القديمة بالمشقاص. مراحل كادت أن تكون في خبر كان لولا جهود الأستاذ هاني والقاضي مسعود، في بذلهما هذا الجهد المتمثل بهذا الكتاب الذي حفظ شيئًا مهمًا من موروثنا الشعبي الذي نراه يتساقط ويختفي أمام أعيننا، ونحن عاجزون عن حفظه ليبقى للأجيال القادمة حتى تعرف حياة من سبقوهم من أهلهم.

الكتاب لا تمل قراءته بحكم أنه شيء جديد، خصوصًا على جيل اليوم الذي لا يعرف عن تراث المشقاص إلا الشيء القليل مما تبقى على شفاه الناس.

من هنا تكمن رغبة القراءة للكتاب، وحتى نكون منصفين أكثر، فحتى من يعرف عن تراث المشقاص بعض الأشياء، فهو يبقى منبهرًا ومندهشًا من كثرة المعلومات الوافرة التي بداخل الكتاب.

معلومات تدل على أنه كان لنا ماضٍ تليد يفترض بنا الاهتمام به وإظهاره للناس.

وما بقي من قول هو ما قلناه بعاليه: "أهازيج مشقاصية" جهود يشكر عليها المؤلفان.