"نداء السلام": العدوان الأميركي البريطاني على اليمن بذريعة حماية الملاحة ادعاء مضلل

دعت إلى حوار يمني والتخلي عن أوهام الانفراد بالسلطة

نددت جماعة نداء السلام باستمرار العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، بحجة حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وقالت إن هذه الذرائع ادعاء مضلل، هدفه حماية الكيان الصهيوني الغاصب، الذي يواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023م.

وأعربت "نداء السلام"، في بيان صادر عنها، حصلت "النداء" على نسخة منه، عن اعتزازها بالصمود البطولي للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني والغربي، وأشادت بالتأييد الجماهيري العالمي للقضية الفلسطينية العادلة. وأكدت أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والعالم الإسلامي وأحرار العالم.

ووصف البيان منع السفن والبواخر المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة بالموقف اليمني المشرف، ودعا إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود لمواجهة العدوان الأميركي البريطاني على اليمن.
وطالب البيان بفتح أبواب الحوار اليمني -اليمني بين كافة الأطراف السياسية والاجتماعية والثورية، لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في البلاد، والتخلي عن كل الدعاوى المدمرة، من طائفية وسلالية ومناطقية وعشائرية، والتخلي عن أوهام الانفراد بالسلطة.

 

"النداء" تنشر نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن جماعة نداء السلام حول العدوان الأميركي البريطاني على اليمن

تتابع جماعة نداء السلام باهتمام بالغ تطورات الأحداث على الصعيدين الوطني والقومي، وبخاصة منذ بدء العدوان الصهيوني الآثم على قطاع غزة، في الثامن من أكتوبر 2023م، وما يسفر عنه يوميًا من جرائم إبادة جماعية، تستهدف المدنيين العزل من أبناء الشعب العربي الفلسطيني المناضل والبنية التحتية في القطاع المحاصر، وما كشف عنه هذا العدوان المستمر من مشاركة مباشرة للغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في جرائم الإبادة الجماعية المروعة، التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب، بغية إبادة أهل غزة، ودفع من تبقى منهم حيًا لمغادرة بلده، في محاولة بشعة لتكرار مأساة العام 1948م، وبصورة أكثر دموية وسادية.
إن جماعة نداء السلام إذ تعبر عن اعتزازها بالصمود البطولي على مدى أربعة أشهر، الذي تبديه المقاومة الفلسطينية الباسلة في مواجهة الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني الغاصب ومن يدور في فلكهما، تشيد وبإكبار وإجلال بالغين بالموقف الشعبي البالغ العظمة والعطاء لأهلنا في فلسطين المحتلة، على الثبات والصمود الأسطوري الذي يبدونه ولايزالون، وعلى تمسكهم بأرضهم والبقاء فيها ورفض النزوح إلى خارجها، وتشكيلهم الحاضنة القوية لمقاومتهم المسلحة، بالرغم من الجرائم التي يقترفها العدو المجرم بحقهم ليل نهار، وبالرغم من حجم التضحيات التي يقدمونها، والتي يتسابقون لتقديمها بقناعة وصبر ودون تردد، دفاعًا عن حقهم في الحياة، ودفاعًا عن أمتهم التي تمارس عليها سلطات القمع الحاكمة دورًا معيقًا، يمنعها من القيام بواجبها في إسناد صمود مفرزة الاشتباك الأولى، المتمثلة بشعبنا العربي الفلسطيني ومقاومته الباسلة، المتصدية نيابة عن الأمة للمشروع الصهيوني، بما يمثله من خطر محقق على الوجود الفلسطيني وعلى وجود الأمة العربية كلها.
وإننا إذ نحيي الصمود الأسطوري لأهلنا في فلسطين في وجه الوحشية الهمجية الصهيونية والغربية الاستعمارية، نحيي أيضًا الشعوب الحرة، التي خرجت إلى الشوارع على امتداد العالم، تندد بالمحرقة الصهيونية -الغربية التي تستهدف إبادة الأبرياء العزل من أهل فلسطين المحتلة، وتطالب بإيقافها فورًا، وبتحرير فلسطين من ربقة الاحتلال الصهيوني البشع وداعميه والمطبعين معه، الذين لا يقلون عنه بشاعة وإجرامًا.
إن هذا التأييد الجماهيري العالمي المنقطع النظير للقضية الفلسطينية العادلة قد جاء ليمثل تأكيدًا على صدقية وصحة الموقف الشعبي العربي، بأن الصراع مع العدو الصهيوني هو في الأساس صراع وجود. وها قد أعاد العدو الصهيوني وداعموه التأكيد على هذه الحقيقة، بالفعل العدواني الغاشم لتصفية قضية فلسطين، ثم الانتقال لساحات أخرى حتى يتم إخضاع الأمة العربية، من الخليج إلى المحيط، لإرادة عدوها المغتصب وداعميه، لا قدر الله.
وهنا تكمن أهمية الموقف الحازم الذي ظل شعبنا العربي في اليمن يعبر عنه منذ النكبة في عام 1948 وحتى اليوم، باعتبار قضية فلسطين وتحريرها واستعادتها كاملة هي القضية المركزية للأمة العربية كلها، وهي قضية العالم الإسلامي وأحرار العالم أيضًا.
ومن هذا المنطلق، فإن جماعة نداء السلام إذ تعيد التأكيد على موقفها الثابت من قضية فلسطين، تؤيد الموقف اليمني المشرف، الداعم لهذه القضية، بما في ذلك منع السفن والبواخر المتجهة عبر مضيق باب المندب إلى موانئ فلسطين المحتلة، لتزويد الكيان الصهيوني الغاصب بمختلف المواد التي يحتاجها، في الوقت الذي يحاصر غزة ويبيد سكانها ويدمر كل مقومات الحياة فيها، وهي جرائم مدانة بكل شرائع السماء وتشريعات الأرض، فإن الجماعة في الوقت ذاته تدين، وبأشد عبارات الإدانة والاستنكار، العدوان الأميركي البريطاني الغادر غير المبرر على بلادنا، بدعوى حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وهو ادعاء مضلل، هدفه حماية الكيان الصهيوني، وكذب مفضوح، تكشفه أعداد السفن التي تبحر عبر باب المندب إلى وجهتها بأمان، بعيدًا عن موانئ فلسطين المحتلة.
إن ما يتسبب به هذا العدوان الأمريكي البريطاني من إراقة للدماء اليمنية، ومن دمار لما تبقى من البنية التحية في اليمن، التي دمرتها حرب الثماني سنوات الماضية، يمثل جريمة إضافية مدانة، تضاف إلى السجل الإجرامي لهاتين الدولتين، منذ إنشائهما للكيان الصهيوني الغاصب، وعدوانًا سافرًا على اليمن، تقوم به دولتان من الدول الكبرى في العالم، نيابة عن الكيان الصهيوني وحماية له، وانتقامًا من اليمنيين على مواقفهم الداعمة للحق العربي المغتصب.
وإننا ونحن ندين هذا العدوان الأمريكي البريطاني على بلادنا، نؤكد على أن مقاومة أي عدوان خارجي تقتضي بالضرورة رص الجبهة الداخلية والعمل على تماسكها، من خلال الإسراع في فتح أبواب الحوار اليمني -اليمني بين كافة المكونات السياسية اليمنية، دون استثناء، والتخلي عن كل الدعاوى المدمرة، من طائفية وسلالية ومناطقية وعشائرية، والتخلي أيضًا عن أوهام الانفراد بالسلطة في هذا الجزء من الوطن أو ذاك، والتوجه عبر الحوار المباشر الصادق الحريص على وحدة اليمنيين وأمنهم وسلامتهم واستقرارهم ورخائهم، التوجه إلى إقامة حكومة شراكة وطنية مؤقتة، تضطلع بقيادة مرحلة انتقالية، وتهيئ لانتخابات برلمانية، تفضي إلى إنشاء برلمان يمني جامع، تنبثق منه حكومة موحدة، تنهي التشرذم الراهن، وتقضي على ما نعيشه من تفكك ومن ارتباطات بالأجندات الخارجية، وتعالج الأوضاع المأساوية والظروف المعيشية بالغة السوء التي نعاني منها، وتجسد الإرادة اليمنية الحرة المستقلة. فبهذا نؤهل أنفسنا لمواجهة أي عدوان خارجي، ونحن كتلة موحدة قوية، يهابها الأعداء ويعتز بها الأصدقاء.

جماعة نداء السلام
صنعاء في 5 فبراير 2024م