وماذا بعد مليونية تأييد النخبة؟

فعالية جماهيرية تاييدًا للنخبة الحضرمية(شبكات التواصل)
فعالية جماهيرية تاييدًا للنخبة الحضرمية(شبكات التواصل)

انتهت، عصر السبت، الفعالية الجماهيرية التي تمت الدعوة لها من قبل الإخوة في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، تأييدًا للنخبة الحضرمية، وكان الحضور كما هو متوقع كبيرًا، وهذا شيء لا غبار عليه.

فالنخبة، في نظر جميع الحضارم، هي خط أحمر لا يمكن المساومة عليها.
وهي من كانت ومازالت الحصن المنيع في استتباب الأمن في حضرموت، فلولا النخبة وإخلاص منتسبيها لوطنهم حضرموت، لصرنا في حال يرثى لها، والأمثلة كثيرة من بعض المحافظات التي يشكو سكانها من الانفلاتات الأمنية المتواصلة، وحالات الفوضى المستحكمة بتلك المحافظات.

فهنا كان مربط الفرس، وهنا أظهر الحضارم حبهم الحقيقي الذي تجلى في أنصع صوره من كل أبناء حضرموت للنخبة. وبما أن الناس خرجوا تأييدًا للنخبة، وعرف الكل أن للنخبة مكانة عالية في قلوب الحضارم، وليس هناك ما يدعو للخوف عليها بعد اليوم، فهي محمية أولًا بسواعد منتسبيها، وثانيًا من خلفهم من خرج تأييدًا لها وكل أبناء حضرموت وكل المحبين للأمن والأمان.

السؤال الذي يطرح نفسه، وهو سؤال ملح ظل يراود كل أبناء حضرموت، وهو للحظة لم يلاقِ الإجابة الصحيحة والشافية عليه..
السؤال هو: هل نرى بعد هذه الفعالية مباشرة دعوة أخرى لفعالية أخرى من قبل الإخوة في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، عنوانها "رفع الظلم" الحاصل على عموم الجنوب وحضرموت التي لم تكن بمأمن من هذا الظلم الجائر في كل مناحي الحياة؟

فمثلما الإخوة في الانتقالي أتقنوا الاختيار في العنوان المتخذ للفعالية الآنفة الذكر، وخرجت الناس من كل مكان ملبية الدعوة، وعنوان الدعوة للفعالية المرجوة لا يقل أهمية عن سابقه، بل هو أكثر صوابية وصدقًا من سابقه "رفع الظلم". فهل ترون عنوانًا آخر أفضل من هذا العنوان، فهو غير مكلف كثيرًا، ولا يريد منكم إلا التفاعل والإخلاص المطلوب معه.

فإن كنتم جادين ومحبين لهذا الشعب الذي يتذوق صنوف العذاب طيلة هذه الفترة التي أخذت منه كل شيء جميل، وأتعبته تعبًا لا حد له، وجهوا الدعوة للناس للاحتشاد، وسترون ما لا يخطر لكم على بال، إذ إننا نطمئنكم مسبقًا أنه سيخرج العجزة وكبار السن، وحتى من لم يقوَ على المشي، سيخرج، وكل الطيف الحضرمي ممن اكتووا بنار الظلم بكل صنوفه وتشكيلاته المتنوعة من رواتب رديئة إلى عملة منهارة وخدمات شحيحة وفقر مدقع وأوجاع لا عد لها ولا حصر.

أكرر، أتمنى منكم التكرم بدعوة الناس لما هو في صميم حياتهم، ولما هو يعنيهم مباشرة، وهنا ستلاقون محبتكم تزداد أكثر وأكثر، وسيعرف الناس أنكم بالفعل والعمل صادقون معهم في تخليصهم أولًا من هذا الظلم الذي حل بهم طيلة هذه الفترة الطويلة، وبعدها ابحثوا عن الأشياء الأخرى التي قد تطول كثيرًا على الناس، وهي كما نراها طالت كثيرًا، ومتنا جوعًا في انتظارها.
لننتظر ونرَ ماذا أنتم فاعلون، والوقت كفيل بكشف كل شيء