جانيك سينر بطلًا جديدًا في أستراليا المفتوحة للتنس

جانيك سينر المتوج بلقب بطولة استراليا المفتوحة للتنس (وكالات)
جانيك سينر المتوج بلقب بطولة استراليا المفتوحة للتنس (وكالات)

حقق الإيطالي جانيك سينر، أمس الأحد، باكورة ألقابه على مستوى البطولات الأربع الكبرى، بتتويجه بلقب بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، بعد أن تفوق في نهائي البطولة على المصنّف الثالث عالميًا، الروسي دانييل ميدفيدف؛ ليصبح بذلك أوّل إيطالي يحرز لقب البطولة.

مشوار البطل الإيطالي كان مُذهلًا؛ إذ شهد في مرحلة قبل النهائي المفاجأة الأكبر في البطولة، حين تمكّن سينير من إقصاء المصنّف الأول على العالم، وصاحب الرقم القياسي بعدد التتويجات في هذه المُنافسة، الصربي نوفاك دجوكوفيتش، مُلحِقًا بالأخير الهزيمة الأولى في أستراليا المفتوحة منذ العام 2018، وبعد سلسلة انتصارت بلغت 33 مباراة تواليًا.

وكان سينر قلب نتيجة النهائي من تأخّر بمجموعتين، إلى فوز مُستحق بواقع ثلاث مجموعات لمجموعتين.
المجموعة الأولى في النهائي شهدت سيطرة اللاعب الروسي الذي فرض إيقاعه الخاص، وأجبر خصمه على خوض تبادلات طويلة ارتكب فيها سينر العديد من الأخطاء السهلة، مانحًا ميدفيدف نقاطًا ثمينة مكّنته من كسر شوط إرسال الإيطالي مرتين، ليحسم الروسي المجموعة الأولى بنتيجة 6/3.

في المجموعة الثانية لم يتغيّر الحال على مستوى النتيجة، على رغم التحسّن الملحوظ في أداء اللاعب جانيك سينر، خصوصًا في الأشواط الأولى، إذ واصل الروسي تفوّقه أداءً ونتيجة، وحسم المجموعة لصالحه بذات نتيجة المجموعة الأولى.

في المجموعة الثالثة من اللقاء، حضرت المُتعة أكثر؛ إذ ارتفعت حدّة المُنافسة بين اللاعبين، بعد أن استعاد الإيطالي فعالية الإرسال الأول مع ارتفاع واضح في جودة كُراته ودقّة تسديداته، وارتكابه عددًا أقل من الأخطاء المُباشرة.

ضَغَط جانيك سينر باستمرار على اللاعب الروسي في شوط الإرسال الأخير، مُحاولًا إحراز الكسر والتقدّم بنتيجة المجموعة لشق طريق العودة في المواجهة، إلا أن ميدفيدف واصل أداءه الجيّد، وأظهر ثباتًا عاليًا أمام إصرار الإيطالي ومحاولاته.
استطاع كلا اللاعبين الاحتفاظ بشوط الإرسال، إلى أن جاء الشوط العاشر حين تمكّن سينر من مُباغتة الروسي وكسر شوط إرساله، ليحسم الإيطالي نتيجة المجموعة بواقع 6/4.

بنفس سيناريو المجموعة الثالثة، وبذات النتيجة، حُسمت المجموعة الرابعة لصالح جانيك سينر، الذي عدّل نتيجة المواجهة مجموعتين لكل لاعب، واتّجه باللقاء إلى المجموعة الخامسة لتقرير نتيجة النهائي.
في المجموعة الفاصلة انهار دانييل ميدفيدف على المستوى البدني، كما تأثّر تركيزه سلبيًا بفعل تفريطه بحسم المباراة.

في المقابل، لم تزد معنويات جانيك سينر إلا ارتفاعًا، بفضل تمكّنه من العودة في نتيجة اللقاء من بعيد، ليفرض نسقه على أحداث المجموعة الخامسة، ويحسمها لصالحه بنتيجة 6/3؛ مُسدلًا الستار على العرض المُثير الذي قدمه كلا اللاعبين خلال مُجريات النهائي.

ظهر في ميلبورن بطل جديد غير الأسطورة الصربية نوفاك دجوكوفيتش، كما شهد نهائي البطولة غياب الثلاثي فيدرير ونادال ودجوكوفيتش معًا للمرة الأولى منذ العام 2005.

كل ما سبق جعل مُحبّي الرياضة يتساءلون عمّا إذا كانت خسارة نوفاك مجرّد كبوة يستطيع الصربي تجاوزها والعودة إلى منصّات التتويج، مثلما عوّد عشّاقه، أم أنها الإيذان القاسي بانقضاء عهد الثلاثي الأبرز في تاريخ اللعبة، إلى غير رجْعة.

نوفاك، وعلى الرغم من اعترافه بسوء أدائه أمام البطل سينر، في الدور قبل النهائي، آثر تفنيد الآراء القائلة بانحسار نجمه، وعبّر في تصريحاته بعد اللقاء بأنه مازال يأمل الكثير من المُنافسات المتبقية هذا الموسم، لكنّه ترك الأمور أكثر غموضًا بالنسبة لما بعد هذا العام.

حيث قال بخصوص أدائه: "لقد تفوق عليّ بالكامل اليوم. شعرتُ بالصدمة من أدائي. لم أقم بالكثير من الأمور الصحيحة في أول مجموعتين، أعتقد أنها واحدة من أسوأ مبارياتي في البطولات الكبرى، حسبما أتذكر على الأقل. لأكون صريحًا، لم أقترب حتى من أفضل مستوياتي".

كما علّق حول انكسار سلسلة انتصاراته في البطولة: "كانت السلسلة ستنتهي يومًا ما، الأمر كان سيحدث، وعلى الأقل قدمت كل ما في وسعي في ظل ظروف لم ألعب فيها بشكل جيد. أتمنى فقط أن أحصل على فرصة للعودة واللعب على الأقل مرة واحدة، وأعيش هذه المشاعر مرة أخرى".

وأضاف عندما سُئل إذا ما كان بدأ يشعر بتداعيات تقدّمه في السّن، واقتراب الموعد الذي سيضع فيه حدًّا لمسيرته المِهنية: "دعونا نرَ ما سيحدث في ما تبقى من الموسم. لاتزال آمالي عالية في البطولات الكبرى الأخرى والألعاب الأولمبية، وأية بطولة سألعب فيها. لم أرتقِ إلى أفضل مستوياتي في هذه البطولة، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنها بداية النهاية".