عشرات القتلى والجرحى من الجيش السعودي وآلاف اليمنيين يفرون من القصف

عشرات القتلى والجرحى من الجيش السعودي وآلاف اليمنيين يفرون من القصف

                 الجيش السعودي يمد ذراعه المسلحة إلى ميدي ويحاصر سواحل اليمن
> "النداء" – خاص
وسعت القوات السعودية نطاق تمركزها الجغرافي، فبعد نشر قوات عسكرية كبيرة على الحدود الشمالية لمواجهة ما تصفه بـ«تسلل المتمردين الحوثيين» إلى أراضيها، امتدت ذراعها العسكرية إلى البحر، حيث تفرض حصاراً بحرياً على ميناء ميدي اليمني، بينما تناثرت قطعها البحرية في كل من البحر الأحمر وخليج عدن على ما ذكرت مصادر سعودية.
وعلى الجبهة الأخرى شهدت عدد من مناطق محافظة صعدة وحرف سفيان بعمران مواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية، خلفت أعداداً غير معروفة من القتلى والجرحى من الجانبين. واستمر الطرفان في الإعلان عن تحقيق المزيد من "الانتصارات والتقدم" وإلحاق «الخسائر الفادحة» بالطرف الآخر.
في الجبهة السعودية الحوثية المفتوحة في المناطق الحدودية بين المملكة واليمن، تقترب المواجهات التي اندلعت بين الجانبين في الثالث من نوفمبر الجاري، من إكمال الشهر، وتتصاعد وتيرة القتال هناك مع تدفق المزيد من القوات السعودية إلى الحدود، في حين لم تستبعد مصادر سعودية «عبور الحدود لتطهير مناطق شمال اليمن من الحوثيين بالتنسيق مع
السلطات اليمنية».
أبرز تطور في الحرب بين الجانبين إعلان السعودية منذ أكثر من أسبوع فرض حصار بحري على السواحل الشمالية الغربية لليمن، ووضع ميناء ميدي اليمني تحت رقابة مباشرة من القوات البحرية السعودية بذريعة «منع تدفق السلاح للمتمردين الحوثيين»، في حين تلتزم السلطات الرسمية اليمنية الصمت حيال ذلك.
ونفذت القوات البحرية السعودية، الأسبوع الفائت، عمليات قتالية في المنطقة، حيث استهدفت مقاتلات سعودية قوارب صيد وأصابت إحداها مؤخرة ميناء ميدي وفقاً لما أورده موقع «نيوزيمن».
وأكد أمين عام المجلس المحلي بالمديرية طه العطاس وقوع الهجوم، في حين ذكر أن انفجارات غير معروفة السبب سمعت في جزيرة العاشق اليمنية القريبة من ميدي.
وذكرت مصادر سعودية أن مقاتلات سعودية من نوع سوبر بوما أغرقت قوارب في البحر كانت متجهة إلى ميدي «يعتقد أنها تحمل سلاحاً ومؤناً للحوثيين».
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر سعودية القول إن القوات البحرية السعودية تنتشر في البحر الأحمر وخليج عدن، وأنها موجودة تحديداً في ميناء ميدي اليمني الذي يشهد هدوءاً حد ما ذكر.
وتحاول السعودية إظهار وجودها في المياه الإقليمية اليمنية وفرض الحصار على ميناء ميدي كعمل مشروع، حيث قالت صحيفة «الشرق الأوسط» الأحد إن الحصار البحري الذي تفرضه القوات السعودية «قوض مخططات للمتسللين» للحصول على منفذ بحري لها خلال المعارك التي تدور مع الجيش اليمني لتتمكن من التزود بالسلاح.
لكن ذلك لم يكن الدافع الوحيد لتبرير التواجد المكثف على مقربة من شواطئ اليمن، فقد استثمرت المملكة بالإضافة إلى ذلك المخاوف الدولية بشأن تهريب السلاح والقاعدة وأعمال القرصنة.
السبت الفائت قالت صحيفة «الشرق الأوسط» إن عشرات الانتحاريين الصوماليين توجهوا لليمن للقتال إلى جانب المتمردين، لكن الأمر لم يحدث الآن على ما تذكر الصحيفة نقلاً عن مصادر أمنية صومالية، بل قبل أشهر، معيدة في مسعى للربط بين لقاعدة والحوثيين بما «يقال» عن أن منفذ الهجوم على السياح الكوريين بشبام حضرموت مطلع العام الجاري، تلقى تدريباً في الصومال قبل تنفيذ الهجوم. وركز تقرير "الشرق الأوسط" على السواحل الصومالية واليمنية باعتبارها مناطق لتهريب السلاح والمهاجرين خصوصاً ميدي.
قبل ذلك بأيام كانت السعودية أعلنت عن ضبط متسللين صوماليين «يحاولون تقديم مساعدة للحوثيين». وإلى الصوماليين قالت إن هناك آخرين من جنسيات إثيوبية وأفغانية وباكستانية، ضبطوا بنفس التهمة.
واكدت مصادر خاصة ل النداء ان السلطات اليمنية ضبطت 34 شخصا من الجنسية الاثيوبية خلال اليومين الماضيين يعتقد إنهم لجاوا الى اليمن كما يفعل الاف القادمين من القرن الافريقي، حيث وجدوا في ظروف سيئة، ويمكن الاعلان عنهم لتعزيز الرواية اليمنية السعودية في هذا الجانب.
يأتي ذلك متزامناً مع قرار السلطات الأمنية تقديم 26 صومالياً للنيابة العامة بتهمة المشاركة في القتال مع الحوثيين. وبحسب ما ذكره موقع وزارة الداخلية اليمنية، فإن هؤلاء ضبطوا في وقت سابق في مناطق بصعدة، ويشتبه بأنهم كانوا يقاتلون مع الحوثي.
ميدانياً استمر القتال بين السعوديين والحوثيين في المناطق الحدودية وسط اتهامات للسعودية بقصف مناطق يمنية.
وبينما تقول السعودية إنها تكبد الحوثيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، ارتفع عدد القتلى السعوديين إلى 18 جندياً على الأقل وإصابة العشرات. آخر القتلى 3 جنود سقطوا أثناء هجوم شنه الحوثيون، وأصيب آخرون حسبما قالت مصادر صحفية سعودية.
جاء ذلك بعد يومين من إعلان السعوديين مقتل 6 جنود وإصابة 10 آخرين عندما سقطت على موقع عسكري قذيفة مجهولة الهوية في منطقة الخوبة السعودية بحسب مصادر صحفية سعودية.
وأعلن الحوثيون الأحد صد زحف سعودي على الأراضي اليمنية بعد يوم من الإعلان عن صد زحفين وأسر عدد من الجنود السعوديين والاستيلاء على عتاد حربي.
وقال بيان للمكتب الإعلامي للحوثي إن الجيش السعودي بدا منذ صباح الأحد وحتى العصر زحفا بريا كثيفا " حاول التقدم نحو الأراضي اليمنية من الجهة المجاورة لجبل الرميح " مستخدما طائرات الاباتشي والصواريخ وغارات جوية لطيران الميج في عشرات المناطق داخل العمق اليمني " استهدفت " مديرية حيدان ومديرية الملاحيظ وشدا ورازح والحصامة ".
وأضاف: بعون الله وتأييده وفضله انكسر الزحف تماما بعد التصدي له من جميع الاتجاهات... وتكبد المعتدي خسائر فادحة لم يكن يتوقعها.."
وقال البيان إن "الحشود الشعبية تقاطرت من مختلف الجهات إلى مناطق المواجهات للاستعداد لمواجهة العدوان الغاشم " متهما السلطة " المسؤلة عن حماية البلد بدس رأسها في التراب بكل خزي وعار".
وفي بيان السبت قال الحوثيون إنهم صدوا زحفين من الجيش السعودي بجوار جبل الرميح "عندما حاول الدخول إلى الأراضي اليمنية، وخلال الزحف قتل عدد كبير من المعتدين، كما تم بعون الله أسر عدد آخر من الجنود السعوديين للمرة الثانية والاستيلاء على معدات وأسلحة عسكرية ثقيلة".
و جاء الزحف السعودي بحسب البيان بعد قصف جوي وصاروخي مكثف منذ بداية العدوان وحتى اليوم، واستخدم فيه النظام السعودي القنابل الفسفورية والمحرمة، وامتد عدوانه ب262 صاروخاً و25الى غارة جوية بطائرات الأباتشي "عمق الأراضي اليمنية ليصل مديرية حيدان، ورازح وشدا، والملاحيظ" شملت أيضاً الحصامة.
وقال آخر بيان للحوثي الأحد إن مقاتليه نقلوا الجنود السعوديين الذين اسروا خلال مواجهات السبت إلى " أماكن آمنة ويتلقى الجرحى منهم العلاج اللازم".
وبث الحوثيون مقاطع فيديو تظهر ما قالوا نه قصف سعودي على قرى يمنية ماهولة بالسكان، ومحلات تجارية في الملاحيظ، وصورا لقرى تحترق بكاملها، ولم يتسنى التاكد من صحتها من مصادر محايدة.
وكانت مصادر محلية قالت للنداء ان آلاف السكان اليمنيين في المناطق الحدودية فروا من القصف السعودي، بعضهم تمكن من الوصول الى مخيم المزرق بحرض الذي يضم نحو 7آلف فنازح من مناطق المواجهات في صعدة ويعاني من ضغط شديد بسبب اتساع رقعة المواجهات.
وطالب الحوثي السعودية «بوقف العدوان غير المبرر على الأراضي اليمنية واحترام حقوق الجوار».
وللمرة الثانية أعلن الحوثي قصف موقع عين الحارة السعودي بقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا.
جاء ذلك بينما يواصل الجيش السعودي تكثيف هجماته على مواقع الحوثيين بمختلف أنواع الأسلحة، لكن مصادر عسكرية سعودية قالت إن قواتها نفذت أعنف قصف على مواقع الحوثيين على الحدود مع اليمن ليل الجمعة والسبت.
المصدر قال إن «القوات المسلحة أصبحت تتخذ عناصر المبادرة والمباغتة للعناصر الحوثية الفارة التي تحاول إعادة تجمعها مجدداً في جبل الدود ووادي الموقد».
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر عسكرية القول إن القوات السعودية «المرابطة على الشريط الحدودي تمكنت من صد هجوم كبير شنه متسللون فجر يوم السبت في منطقة جبل الرميح»، وأنها «أنزلت بهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد»، بمشاركة قوات البحرية وطائرات الأباتشي.
وفي الجبهة الداخلية دارت معارك شرسة بين الجيش اليمني والحوثيين في مناطق مختلفة من صعدة وحرف سفيان. وأعلن الجيش سيطرته على المناطق الجنوبية والوسطى والشرقية من حرف سفيان، وتكبيد الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في مناطق المقاش وبني معاذ، وصد هجمات متكررة على صعدة القديمة، في حين يعلن الحوثيون صد هجمات الجيش والاستيلاء على المزيد من العتاد العسكري.
وحسب مصادر صحفية مستقلة فإن مواجهات عنيفة دارت في محيط صعدة القديمة وبالقرب من القصر الجمهوري، سقط خلالها العشرات من الجانبين.
وقال موقع "سبتمبر نت" إن القوات الحكومية قتلت الأسبوع الفائت عدداً من القياديين الحوثيين أبرزهم علي القطواني، ودمرت مخازن أسلحة تابعة "للمتمردين في حرف سفيان".
من جانبهم قال الحوثيون إنهم سيطروا منذ بدء المعارك في «أغسطس الفائت مع الجيش على 134 موقعاً عسكرياً».
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لعبدالملك الحوثي أن مقاتلي الجماعة بسطوا "سيطرتهم على مديريات الملاحيظ وساقين وحيدان وغمر وقطابر ومنبه ومجز".
وحسب موقع وزارة الدفاع فإن القوات الحكومية أفشلت محاولات للمتمردين للاستيلاء على القصر الجمهوري بصعدة، وقال إن مقاتلي الجماعة تركوا قتلاهم وعتادهم وفروا هاربين، وهو ما نفاه المكتب الإعلامي للحوثي.
وقال بيان لهم إن الحوثيين يهدفون للاستيلاء على القصر، وأن القتال هناك يدور فقط لأنه في منطقة تماس مع الجيش، لكنهم قالوا إنه يظل "هدفاً" لأنه "مقر للقيادة العسكرية".
وللمرة الأولى في هذه الحرب مع ما يصفه الجيش بتضييق الخناق عليهم، وجه الجيش نداء لأتباع الحوثي يدعوهم للاستسلام من خلال المنشورات ومكبرات الصوت، وتعهد بتأمين حياتهم إن فعلوا.
مع دخول الجيش السعودي طرفاً في الحرب دفعت المملكة بالكثير من العتاد وعديد قواتها العسكرية للحدود. وبينما شرعت في تنفيذ الهجمات ضد الحوثيين بعد مقتل جندي سعودي من حرس الحدود على يد من تصفهم بالمتسللين الحوثيين، كان مصدر عسكري سعودي يشير إلى إمكانية عبور القوات السعودية الحدود اليمنية.
وقال مصدر عسكري سعودي لـ"الشرق الأوسط" في 6 نوفمبر الفائت، إن الضربات ستكون مستمرة، دون أن يستبعد عبور الحدود مع اليمن "لتطهير معاقل الحوثيين شمال اليمن بالتنسيق مع السلطات اليمنية". وجاء التصريح متزامناً مع تصريحات لنائب وزير الدفاع السعودي أفصح فيها عن رغبة سعودية بإقامة منطقة عازلة تمتد عشرات الكيلومترات داخل الحدود اليمنية.