خطة سلام دولية تنتظر وقف العملية السعودية على الحدود

خطة سلام دولية تنتظر وقف العملية السعودية على الحدود

الرياض تعرض على الحوثيين تبادل سري للأسرى مقابل إنهاء الحرب
الرئيس متمسك بالشروط الخمسة والحوثيون يطالبون بحل في إطار داخلي
 رقعة الحرب تتسع. وهذا ما يثير مخاوف واشنطن وعواصم غربية أخرى لا ترى حتى الآن دوراً إيرانياً في الصراع الدائر في صعدة بين المتمردين الحوثيين والحكومتين اليمنية والسعودية.
تحديد نطاق الحرب صار الهدف الأول لاتصالات ومشاورات تقوم بها شخصيات سياسية، رسمية وغير رسمية، وقبلية ودبلوماسية، والتحديد يبدأ بتثبيت الوضع في الحدود مع السعودية بما يُعيد الحرب في صعدة إلى نطاقها المحلي.
 وفي هذا السياق ذكرت مصادر خاصة لـ«النداء» أن شخصيات سياسية و قبلية يمنية مقربة من الرياض تقوم باتصالات مع الحوثيين من أجل انجاز صيغة تسوية تتضمن إيقاف العملية السعودية ضد «الحوثي» مقابل انسحاب مقاتليه من أية مواقع داخل الآراضي السعودية.
ونقلت المصادر عن شخصيات ذات علاقة بالمفاوضات بين الطرفين، أن الرياض عرضت على الحوثيين حزمة تسوية يتم بمقتضاها تبادل سري للأسرى وانسحاب المقاتلين الحوثيين من المواقع السعودية التي تخض لسيطرتهم مقابل إنهاء الحرب دون إعلان.
وحسب المصادر، فإن ممثلي عبدالملك الحوثي اشترطوا أن تشمل الصفقة أيضاً إطلاق سراح جميع اليمنيين، المواطنين والمقيمين في السعودية، الذين تم اعتقالهم من قبل الأجهزة السعودية. كما طلبوا ضمانات أكيدة تحول دون الإخلال بالالتزام السعودي بوقف الحرب.
المصادر أضافت بأن الحوثي يشترط أيضاً ضمانات من السعودية بعدم السماح للقوات الحكومية اليمنية باستخدام مواقع داخل الآراضي السعودية لمهاجمته.
ورغم التصعيد القتالي خلال الأيام الثلاث الماضية في جبل الدخان ومناطق متاخمة على الحدود اليمنية -السعودية، فقد رجحت المصادر أن تنجز تسوية بين الحكومة السعودية والحوثيين بما يسمح لاحقاً ببذل جهود محلية واقليمية ودولية لإنهاء الحرب في صعدة وعمران بين الحوثيين والجيش اليمني.
وبالموازاة مع جهود وسطاء محليين يقومون حالياً بمساعي لوقف الحرب بين السلطة اليمنية والحوثيين، تنتظر جهات اقليمية ودولية توقف القتال على الجهة السعودية لبلورة خطة سلام دائم في صعدة تحظى برعاية وتمويل غربي.
وجدد عبدالملك الحوثي التزامه الشروط الخمسة لوقف الحرب، وليس تعليقها فقط. لكنه طلب في رسالة، عبر وسيط محلي، إلى الرئيس علي عبدالله صالح، التزام الحكومة، بالمقابل، بتنفيذ خمس نقاط (مطالب)، وذلك عقب الإعلان عن إيقاف الحرب، وهي: أولاً، تأمين عودة النازحين إلى بيوتهم وقراهم؛ ثانياً، الافراج عن جميع المعتقلين والكشف عن جميع المفقودين؛ ثالثاً؛ معالجة مخلفات الحرب؛ ورابعاً، عودة الأوضاع في صعدة ومناطق أخرى إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب الأولي في 2004؛ وخامساً وأخيراً، عدم الاعتراض «على عملنا الثقافي القرآني باعتباره حقاً طبيعياً».
وعن المقصود بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب الأولى، قالت مصادر مطلعة إن الحوثي يقصد انسحاب الجيش من القرى والمزارع، ووقف الاستهداف الامني والسياسي والفكري لجماعته، وإعادة الموظفين والمدرسين المبعدين عن أعمالهم وصرف مستحقاتهم السابقة.
ولم تمنع ضراوة القتال بين الجيش والحوثيين في مدينة صعدة ومديرية حرف سفيان خلال اليومين الماضيين، الطرفين من اعتماد لغة هادئة في اتصالاتهما غير المعلنة. وحسب المصادر فإن الرئيس علي عبدالله صالح تسلم رسالة شفهية من الحوثيين يؤكدون فيها أنهم لا يكنون عداءً شخصياً ضده، وينفون صحة أي توجه لديهم ضداً على النظام الجمهوري.
 يريدونه هو مواطنة حقة، ومعالجة الوضع في الإطار الداخلي وبمعزل عن أية أطراف غير يمنية.
وبشأن تنفيذ الشروط الخمسة التي أعلنتها الحكومة اليمنية في الأسبوع الأول للحرب السادسة، وأكد الرئيس عليها في تصريحات مختلفة الشهر الماضي، قالت المصادر إن السلطة والحوثيين تداولا بشكل غير مباشر فكرة تشكيل لجنة رفيعة من 6 أعضاء لمتابعة آليات تنفيذ الشروط الخمسة ومطالب الحوثي.
وأكدت أن عبدالملك الحوثي أقترح -3 أشخاص لتمثيله في اللجنة هم: عبدالكريم الحوثي وصالح هبرة وصالح الصماد (والأخير شخص غير معروف وورود اسمه فاجأ الجميع)، وفي المقابل تتداول السلطة عدة أسماء لتمثيلها علي الجايفي وعلي محسن وفيصل رجب.
وتتفق أطراف محلية ودولية على أن الأولوية الآن هي لإقناع السعودية بوقف عمليتها العسكرية على الحدود اليمنية لأن ذلك هو المدخل إلى إنجاح أية جهود وساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين.