عندما صارت التونة رفاهية وترفًا

أم العيال ضاقت من الرز والتونة، قالت: هيا مكنتنا تونة، تونة، ما سمعت عن حاجة اسمها لحمة، سخلة، جنبري؟ قلت متصنعًا الزعل: احمدي الله، الناس في غزة، محصلوش الرغيف.

قالت: أيوه حصلت لك عذر، وغزة هذه المرة هي الشماعة، خلي المزايدات للجماعات والأحزاب المتاجرة بغزة والقضية الفلسطينية، كدت أقول لها: حتى التونة، رفاهية وترف هذه الأيام، لكني أحجمت، فقد تذكرت بعض معاريفنا الذين فتح الله عليهم، وتعينوا في وظائف مرموقة في الدولة، رغم أنهم لا يمارسون أي عمل، لكنهم يتقاضون أموالًا طائلة بالسعودي، والدولار، ويشترون التونة لقططهم المدللة.
وعلى ذكر الجنبري، أتذكر حفل عشاء في تاج سبأ في صنعاء، أقامته إحدى السفارات، قبل عقد ونصف، فقد تركت كل أصناف الطعام، وركزت على الجنبري، وبينما أنا منهمك في التهام الجنبري، وكأنني في مهمة نضالية، اقترب مني طبيب ومسؤول في الحزب الحاكم، بيده طبق مليء بالسلطة، وصرخ: ماذا تفعل يا سقاف؟ اتق الله في نفسك، ألا تعلم أن الجنبري يحتوي على أكبر قدر من الكولسترول؟ أجبته: أظن أن مرة واحدة في السنة لا تضر. وإرضاءً له، قلت: على أي حال سأتحول إلى اللحم، قال: واللحم أيضًا فيه من الأضرار ما لا يحصى، قلت: يا عزيزي، نحن نأكل اللحم من عرفة إلى عرفة.

طبعًا، هذا كان أيام الزمن الجميل، أما الآن، فحتى في عرفة، صار الدجاج هو سيد المائدة عند الغالبية العظمى من اليمنيين.