غزة: الكيان الصهيوني يقتل الشهود لإخفاء الحقيقة

استشهاد 103 صحفيًا وجرح العشرات

103شهيدًا صحفيًا ومن العاملين في قطاع الإعلام( نقابة الصحفيين الفلسطينيين)
103شهيدًا صحفيًا ومن العاملين في قطاع الإعلام( نقابة الصحفيين الفلسطينيين)

في محاولة منه لاغتيال الحقيقة بقتل الشهود، تحول الصحفيون العاملون في قطاع غزة إلى أهداف مشروعة للكيان الصهيوني الذي يرتكب جرائم بشعة بحق الفلسطينيين، وينتهج سياسة الأرض المحروقة في القطاع بصورة لم تشهد لها الإنسانية مثيلًا منذ الحرب العالمية.

ومنذ الـ7 من أكتوبر 2023، استشهد ما يزيد عن 100 صحفي وعامل في حقل الإعلام بقطاع غزة، وأصيب العشرات بجروح مختلفة، فيما تعرضت منازل أسر عدد من الصحفيين للقصف المباشر، فضلًا عما لحق بمكاتب ومؤسسات وسيارات ومعدات الصحفيين من تدمير.

ويواجه الصحفيون في غزة صعوبات كبيرة في تغطية الأحداث ونقل الحقائق إلى الرأي العام الإقليمي والدولي، في ظل القصف العشوائي والمستمر للكيان الصهيوني، الذي ألحق دمارًا واسعًا في البنى التحتية كانقطاع التيار الكهربائي والاتصالات والإنترنت، ونقص الوقود والمواد الطبية والإغاثية، الأمر الذي يجعل من عمل الصحفيين هناك، مهمة محفوفة بالتحديات والمخاطر.
ويعد قتل الصحفيين واعتقالهم ورفض تسهيل خروج المصابين منهم استهدافًا متعمدًا و"ممنهجًا" من قبل الكيان الصهيوني، الهدف منه تغييب الصوت الآخر وإخفاء حقيقة ما يجرى في القطاع من جرائم إبادة، وإفساح المجال للإعلام الصهيوني الذي يتعمد تقديم الاحتلال بصورة المدافع عن نفسه.
وذكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن هناك ما يقارب 25 من الصحفيين في قطاع غزة بحاجة ماسة للعلاج بالخارج.
وقالت في بيان صادر عنها الخميس الماضي، إنها تقدمت بطلب تحويلة طبية لمحرر وكالة صفاء للأنباء الصحفي أكرم الشافعي الذي استشهد في ما بعد متأثرًا بجراحه البالغة نتيجة إصابته في حصار الاحتلال لمستشفى الشفاء بمدينة غزة، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي رفضت ذلك.
وناشدت النقابة كافة الجهات ذات العلاقة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتسهيل خروج الصحفيين المصابين بجراح نتيجة العدوان للعلاج خارج قطاع غزة.

العام الأصعب على الصحافة

ويعد عام 2023م العام الأصعب والأكثر سوادًا على الصحافة الفلسطينية، ووثقت نقابة الصحفيين استشهاد 103 من الصحفيين، من بينهم 13 صحفية، وأصيب 71 بجروح خطيرة خلال عام 2023م، فيما اعتقل ما يقارب 58 صحفيًا وصحفية. وذكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن قوات الاحتلال دمرت 73 مؤسسة صحفية وإعلامية في قطاع غزة، توزعت بين 21 إذاعة محلية، 3 أبراج للبث، 15 وكالة أنباء محلية ودولية، 15 فضائية تلفزيونية، 6 صحف محلية، و13 مؤسسة خدمات إعلامية وصحفية، كما سجلت 49 حالة اعتداء على صحفيين من قبل المستوطنين في الضفة.

واستقبلت الصحافة الفلسطينية في قطاع غزة مع بداية العام الجديد 2024م، مزيدًا من الانتهاكات التي ترتكب من جانب الاحتلال الإسرائيلي، كان آخرها احتجاز طواقم فضائيتي "الجزيرة" و"العربي" كريستين ريناوي ونجوان سمري وحبيب دميرجي ووائل سلايمة، وذلك خلال تغطيتهم من مستوطنات "غلاف غزة".