نبيلة الزبير لـ"النداء": مع حل الدولة الواحدة والمقاومة هي السبيل لتحرير فلسطين

ماذا بعد اليوم التالي؟ عبدالباري طاهر يستطلع آراء النخبة اليمنية تجاه القضية الفلسطينية (9)

عبدالباري طاهر وما بعد اليوم التالي - مع نبيلة الزبير
عبدالباري طاهر وما بعد اليوم التالي - مع نبيلة الزبير

في جحيم حرب الإبادة على غزة، والاجتياحات اليومية في الضفة الغربية من الجيش الإسرائيلي، وتمدد الاستيطان، طرحت أمريكا سؤال ما بعد اليوم التالي! وهو السؤال المطروح منذ العام ١٩٤٧، والقرار ١٨١ لا يعني غير التقسيم، ويتكرر عقب كل حرب.
ونضع اليوم تساؤلات أخرى:
ماذا بعد الانتفاضة الفلسطينية المسلحة في الضفة والقطاع؟
هل الدولتان حل؟
وماذا عن وضع فلسطينيي الداخل -أرض ١٩٤٨؟
وماذا عن حل لا يأخذ بعين الاعتبار وضعهم في ظل انتقاص المواطنة؟
وما هي رؤيتكم لما بعد حرب السابع من أكتوبر ٢٠٢٣؟
أسئلة طرحتها على قادة الأحزاب السياسية، وقادة الرأي في المجتمعين: المدني والأهلي والفاعليات السياسية وفي صفوف الشباب والمرأة في اليمن والمنطقة العربية.
وما دفعني لطرح هذه الأسئلة هو تسابق الدول الداعمة للحرب أو بالأحرى الأطراف الأساسيين في صنع أداة الحرب الدائمة -إسرائيل، منذ ١٩٤٨ وحتى اليوم.
وهنا أترك لأصحاب وصاحبات الرأي الإجابة، مع ملاحظة أن البعض أجاب على كل الأسئلة، واكتفى البعض بالإجابة على بعضها.
الشكر والامتنان للعزيز رئيس تحرير "النداء" الصحفي القدير سامي غالب، ولصحيفة "النداء" التي يتسع صدر صفحاتها دومًا لكل الآراء، والتي ستنشر تباعًا آراء النخبة اليمنية وردودها على الأسئلة.

تاليًا ردود وتوضيحات الشاعرة والروائية اليمنية، نبيلة الزبير

وهي ناشطة حقوقية أديبة متعددة المواهب قاصة وساردة لها العديد من القصص وأكثر من رواية وناقدة مهمة

بعد السابع من أكتوبر وقبله، وطوال الثمانين عامًا التي مرت، والتي ستأتي، أعتقد أن الحل الوحيد هو حل الدولة الواحدة، دولة علمانية تقبل بكل الأديان والأعراق، وحق العودة للاجئين المهاجرين من عام 48 حتى الآن. حق العودة للأرض ليس شرطًا إلى دولة بعينها أيًا كانت هذه الدولة، حق العودة يجب أن يُكفل، لأن الانتزاع من الوطن، ليس مجرد عنف، هذا حكم جائر أشد من حكم الإعدام.

وضع مواطني 48 يجب أن ينتهي، ومثلها الامتيازات التي يأخذها المستوطنون حاليًا، إذا قامت دولة مواطنة متساوية ستنتهي تلقائيًا.

وأعتقد في هذا الحال أن معظم المستوطنين الذين لديهم جنسيات أخرى، سيعودون إلى بلدانهم الأصلية، لأنه لم يعد هناك مغريات للبقاء في ظل وضع يكره فيه الناس بعضهم البعض، ودولة لا توفر الامتيازات.

وعلى فكرة، إسرائيل هي فقط من ترفض حل الدولة الواحدة، لأنه عند ذلك ستضيع هويتها أولًا، وتضيع معها المشروعية التي تسعى منذ عقود لفرضها، الدولة الدينية الكهنوتية كل ذلك سينتفي، وبالتالي ينتفي وجودها.

ولذلك، هي ترفض حل الدولة الواحدة، وحل الدولتين، لأنها ستخسر كثيرًا في الحالتين. ستخسر القيمة الوجودية في الحالتين. وهي ترى أن الحل الوحيد هو تهجير الفلسطينيين، وهو حل تخطط له منذ زمن بعيد، وترى أنه العدالة أو الاستحقاق أو حتى امتياز، لكنه تفوق يجب أن تفرضه من وجهة نظرها.

وأمام ذلك، ليس هناك سوى المقاومة حتى تحرير فلسطين، مثلما قاومت الجزائر وفيتنام، وبقية الشعوب التي قاومت وناضلت حتى استعادة الدولة.