في شمال غزة أصبحنا منقطعين عن العالم الخارجي منفصلين عن كل المحافظات، من يحصل علي شربة ماء نظيفة ملك من ملوك الأرض، الأب المثالي هو من يستطيع توفير رغيف خبز لاطفاله.
خرجت للبحث عن حبة بنادول مسكن للألم مشيا علي الاقدام لعدة كيلومترات، وصلت لمستشفي كمال عدوان لم أجد ولو حبة واحدة، سألت في ثلاث مدارس إيواء، كل مدرسة يحتمي فيها اكثر من أربعة آلاف شخص لم اجد أي نوع مسكنٍ.
وصلت إلى اقصي شرق المدينة لصديقي الصدوق الذي فقد اكتر من 20 من افراد عائلته وبيته الجميل ومزارع تشتهي ما فيها من محصول، عوضه الله خير في كل ما فقد، فقرر الانضمام معي في رحلة البحث والحصول علي حبة واحدة فهي بمثابة كنز الوصول اليه بحاجة للمغامرة وفك شيفرات معقدة وتحليل خرائط للطرق بعد تغير معالم المدينة.
بكل معني الكلمة في شمال غزة لا يوجد اي نوع من مقومات الحياة، في شمال غزة نسينا صوت القصف وقنابل الفسفور والغاز المحرم دوليا، لا صوت لنا يسمع ولا أذان هنا يرفع، ولا معني للوقت والتاريخ فالجوع الغلي كل شيء. الله غالب.
* إعلامي ومصور من غزة - من صفحة الكاتب