بيان مكتب المبعوث الأممي المثير للحيرة

أدهشنا مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحد الخاص باليمن، ببيان أخير مثير للحيرة، رحبت به بعض الأطراف، واعتبرته خطوة إلى الأمام، فيما رأى مراقبون أنه تضمن عبارات غامضة ليس فيها أي نوع من التأكيد أو الوعد الصادق الذي يتطلع إليه أبناء اليمن في الداخل والخارج!

البيان الذي عنونه مكتب المبعوث الأممي بـ"مستجدات بشأن الجهود المبذولة للتوصل لخارطة طريق ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن"، بدا كأنه مجرد إحاطة أشبه بإحاطات المبعوث الأممي التي اعتاد تقديمها لمجلس الأمن الدولي، من أجل تمديد مهمته ومواصلة تقديم الدعم المالي والمعنوي له ولمكتبه! مع ملاحظة أننا لم نتابع إحاطة شهر ديسمبر التي يبدو أن أزمة غزة استوجبت تأجيلها ربما إلى الشهر المقبل!

جاء في بيان المستجدات هذا أنه بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط "رحب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن هانس غروندبرغ، بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير" التي "سيعمل المبعوث الأممي مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها"!

هذه الجمل التي وردت في نص الفقرة الأولى من بيان المستجدات، تشير بوضوح إلى أن خارطة الطريق المنتظرة التي سترعاها الأمم المتحدة -وإن توصلت الأطراف إلى الالتزام بمجموعة التدابير التي ستتضمنها- لم توضع بعد، ولم يتم الاتفاق على التوقيع عليها والالتزام بتنفيذها ضمن جدول زمني محدد. وهذا الغموض يدفعنا إلى استنتاج أن على اليمنيين انتظار الخارطة التي ستتضمن آليات للتنفيذ، وستعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة. انتظار قد يطول بالنظر إلى تجارب وخبرة الأعوام الماضية، وإلى التطورات في المنطقة، والتي جعلت من أزمة اليمن قضية منسية أو مسألة ثانوية!

والأدهى في بيان المستجدات هذا التناقض الواضح بين ترحيب المبعوث الأممي بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير، ثم حثه جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوقت الحرج، لإتاحة بيئة مواتية للحوار، وتسهيل نجاح إتمام اتفاق بشأن خارطة الطريق. كيف يحثهم على ضبط النفس وقد استنتج خلال سلسلة الاجتماعات والمناقشات التي أجراها معهم، أنهم قد توصلوا إلى الالتزام بمجموعة التدابير التي أشار إليها في البيان، والتي يفترض أنها ستؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة والتقدم نحو سلام دائم؟