خريطة السلام.. العودة الى حضن الحوثي

جمعينا مع السلام وإنهاء الحرب، لكن نحن الآن كلنا سنعود إلى باب اليمن وفق خريطة السلام المسربة مؤخرًا، دون ضمانات حقيقية ببناء دولة وطنية، مع ترحيل حل القضية الجنوبية إلى ما بعد عامين، يكون خلالها الحوثي قادرًا على بسط نفوذه بكل مكان على امتداد خارطة البلاد، معتمدًا على البنك المركزي أول العائدين إلى صنعاء، وعلى كل الموارد المالية التي ستأتي إليه من جميع محافظات الجمهورية.

لقد دمرتم عدن، دمرتم كل ما تبقى من مقومات الدولة ومؤسساتها، سحقتم الشعب بغياب الخدمات، وبانهيار الاقتصاد والعملة والغلاء الفاحش، والآن تتهيؤون لقطع المرتبات.
لو أن الشرعية ومكوناتها عملت من عدن نموذجًا، واهتمت بالشعب ومعيشته، لكان موقفها الآن أقوى، وكان موقف الانتقالي أيضًا أقوى، لكن للأسف، الفساد والخراب الذي حدث في عدن والمناطق المحررة خلال التسع السنوات الماضية، يصب اليوم في صالح الحوثي ويقوي موقفه.
لماذا العودة إلى باب اليمن؟ لماذا لا تكون عدن هي العاصمة الفعلية للبلاد؟
إذا عدنا كجنوبيين إلى باب اليمن من خلال اتفاقية السلام المزعومة، دون ضمانات حقيقية، علينا أن ننتظر عامين حتى تحل قضيتنا، وفي العامين تتم السيطرة على البلاد كلها، وسوف نصبح لا من دولة جنوبية، ولا من دولة يمنية ممكنة الحدوث عاصمتها عدن يقف على رأسها جنوبيون.
وسوف يصبح الانتقالي مجرد جزء بسيط من الشرعية التي ستعود إلى صنعاء للعمل تحت مظلة وسيف الحوثي.
ترفضون التصحيح، ترفضون وضع حد للفساد، هذه هي النتيجة، العودة إلى حضن الحوثي، والسلام.