الفشل حضن الوجود يا صديقي

أن يكتب  يمني رأي في الشأن السياسي العام، فهذا ليس معناه انه مشتغل في السياسة؛ بل لعله شخص انسان بائس  كحالة كاتب - هذا الهذيان إياي -  بلا علم بدهاليز السياسة، كما توصف من قبل أعلام السياسة (عالم دهاليز).

لأن الشخص اليائس و"اللامنتمي"؛ إلا لبؤس وجوده، وعالمه المنحط (عالم البؤس) لا يحق له ان يهتم بالسياسة، بل عليه ان لا يهتم بشؤنها مطلقًا.

لكن في المقابل، لا أحد يستطيع أن يمنع كتابة يأس لأن تثرثر في عالم دهاليز الشعوب وسياساته؛ لأن ثرثرة حديثه ساعتها مشابه لعالم بؤسه، حيث عالم البؤس عند اليأس دهليز لوجود حقيقي، ويعيش حياته كل يوم.

فهو- وإن يكتب -  يكتب لنفسه، لا لأحد: لأن كتابة البؤس فارغة وبلا فائدة سياسية إلا لليَائس لا غير.

ولأن كتابة حياة اليأس نور في عالم بائس فهي  ضوء عتمة ليل ؛حتى ولو بدى اليأس في ضوء عتمته شخص عدمي، فهو لا يرفض حياة وجوده؛ إنما يرفض ولادة وجوده.

- انه انسان اللعنة الابدية كما آدم.

جميل!

وكجمل ليل منتهية بنقطة تعجب، انتهى حديث أَمْس (جرى بيني وبين الصحفي سامي غالب) إلى نهايته.

ففي حديث قليل وساخر؛ وهذيان من فاه  كلامي (لأن  الفاه مقر الكلام الساخر القريب من شفاه الهذيان) جَرْجَرْنا إلى حديث سياسي بلا نُقَط سياسية. ورغم ذلك، انتهى لقاء الحديث بيننا بنقطة تعجب واحدة ووحيدة: جميل!.

حيث في نهاية ابتسام قليل وضاحك (من قبل الصحفي سامي غالب) "انا افترض انك قائد تيار سياسي يمني؛ كيف ستواجه بالخطاب عصبية "الحوثيين"؟".

-وبلا مقابلة أجبت:- انا اقود بؤسي فقط .. بؤس حاضر ومتجدد؛ أحياه كل يوم.

وفي يوم بدر،

انظر نحو ساعته، كي

احضن فشلي.

- الفشل حضن الوجود يا صديقي.

- جميل!.