صور متعددة لحقيقة واحدة!!!

صور متعددة لحقيقة واحدة!!! - محمد محمد المقالح

الصورة الأولى
- الرئيس يصر على عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة.
- الرئيس يرفض تسليم السلطة كما يرفض البدء بإجراءات تسليمها بسلاسة ويُسرْ لخلفه القادم.
- الرئيس يرفض إجراء انتخابات حرة وشفافة، ويتمسك (حتى العظم) بالإدارة الانتخابية الحالية، بل ومستعد -من أجلها- أن يرهن الانتخابات الرئاسية، ونتائجها وشرعيتها والبلاد بكاملها.
- الرئيس وفقا لهذه المعطيات يحضر ل(انقلاب عسكري) يعطل فيه الدستور والديمقراطية ويعلن الأحكام العرفية!!
- غير أن الرئيس يعرف جيدا صعوبة مثل هذه الخطوة الإنقلابية, ولذلك يتردد كثيرا قبل أن يقدم على مغامرة من هذا النوع قد تقوده إلى المجهول في زمن مختلف عن الأزمنة والعصور التي عاشها حتى الآن على قمة السلطة.
- الرئيس، إذن، حائر ومرتبك وغير قادر حتى الآن على اتخاذ أية خطوة جريئة تخرجه من هذه الحيرة والإرتباك والتشوش.
وبإضافة المعطى الأخير إلى سابقاته الأربعة نكون أمام نتيجة واحدة هي أن البلاد تعيش أزمة كبيرة، وكبيرة جدا.
 
الصورة الثانية
- الرئيس يعلن عدم ترشيح نفسه؛ لأسباب وعوامل تكتيكية.
- الرئيس يرغب في إعادة ترشيح نفسه ولكنه لا يتمنى أن يعبِّر عن هذه الرغبة بنفسه أو عن طريق حزبه والمشايخ والأحزاب المنزوعة من جذورها الاجتماعية.
- الرئيس يدرك بغريزته وخبرته انه لم يعد اللاعب الوحيد في الساحة ولكنه يرفض أن يسلم بهذه الحقيقة.
- الرئيس يأمل ويتمنى ويراهن على أن تعلن رغبته في الترشح على لسان أحزاب اللقاء المشترك أو على الأقل على لسان واحد أو اثنين منها كالتجمع اليمني للإصلاح أو حزبي الاشتراكي والناصري على الأقل.
- أحزاب اللقاء المشترك ترفض حتى الآن تلبية رغبة الرئيس في إعادة ترشيح نفسه للانتخابات القادمة؛ ليس لأنها لا ترغب وحسب؛ بل ولأنها لا تستطيع ولا تقدر ولم تعد تملك من الأوراق لتقديمها سوى الورقة الشعبية وإرادتها في التغيير.
- الرئيس يراهن على احتمال تفكك المعارضة واقترابها من رغبته في الترشح.
- المعارضة تراهن على الوقت وإمكانية اقتراب الرئيس من مطالبها الرئيسة في الإصلاح والانتخابات الشفافة.
- الوقت يمر بسرعة ولجنة الانتخابات تسير بمفردها نحو إعلان الانتخابات غير الشرعية.
وبتحليل المعطيات الثمانية السابقة نكون أمام نتيجة واحدة هي أن البلاد تعيش أزمة، وأزمة كبيرة جدا.
 
الصورة الأخيرة
- الرئيس محتار في القرار الذي يجب اتخاذه.
- المعارضة تتردد في استخدام ورقتها الوحيدة والكبيرة.
- الشعب، وشرائح واسعة منه، متحفز للتغيير بأي وسيلة وعلى حساب الطرفين.
- تجري الانتخابات ويعلن فوز الرئيس وسقوط شرعيته.
- تنفجر الأزمة اليمنية وتتشظى في كل الاتجاهات ويصبح الجميع على فعلتهم نادمين!!!
 
الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر!!
تفاقم الأزمة -مثلما يقول المثل الصيني- يفتح فرصة للحل. غير أن الأزمات الكبيرة لا تنفرج من نفسها ولكنها بحاجة إلى شخصيات كبيرة تعترف بها وبخطورتها وتقدم تنازلات كبيرة من اجل انفراجها. والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي عاد بسلامة الله وحفظه لا تنقصه الشجاعة ولا الإرادة ويعرف جيدا أن المعارضة لم يعد لديها ما تقدمه من التنازلات سوى سكين ذبحها على قربان الانتخابات الرئاسية المزورة!!
قضية إنسانية بحتة
الأستاذ محمد بدرالدين الحوثي معتقل في سجن مباحث العاصمة منذ قرابة السنتين، أي منذ انفجار الأحداث الأولى في صعدة. وقد اقتيد إلى السجن من سوق القات بصنعاء وليس من "مران" أو "شعب سليمان"، والمعنى انه لم يشارك في الحرب ولم يكن من (جماعة الشعار) الذين قاتلوا إلى جانب أخيه حسين رحمه الله.
محمد بدر الدين مصاب بمرض الكلى وبضيق في التنفس. وإذا ما أضفنا إلى ذلك انه العائل الوحيد لأسرة كبيرة تتكون من تسعة أفراد (أولاداً وبنات) وان زوجته قد أصيبت بالعمى أثناء اعتقاله , وان الزيارة قد مُنعت عنه مؤخرا , وان قرار العفو العام مجرد «كيني.. ميني»!! فإننا نكون أمام واحدة من المآسي الإنسانية الكبيرة التي خلفتها وما تزال تخلفها حروب صعدة، القذرة، على عشرات الأسر اليمنية.