تمتمة وجلة!

المستقبل الذي كنت أتأمله في صغري، داعية الله أن أستيقظ كبيرًا، لأحقق أمنياتي البريئة، بقلب لا يعرف الاكتفاء من الحياة. والآن ننام بكل أنانيتنا، وندعو الله ألا نستيقظ على بؤسنا.

هل يكتفي الإنسان من العيش عندما يبلغ سن الشيخوخة، أو عندما يسكنه اليأس؟!

تهب علينا مشاكل دون سابق إنذار، نستقبلها بروح بليدة، بمكابرة مشاعرنا الحانقة، بيقين متناقض بأن الأقدار تتغير، نستمر بكبت انهياراتنا، بالانسحاب إلى واقع آخر، باختيار مسلسلات وأفلام ذات نهاية سعيدة تُرضي افتقارنا إلى النهايات المبهجة، وإلى بصيص من الأمل. قد نواجه مشاهد أو مواقف مؤثرة كأنها تنوي إطلاق كل السموم المكبوتة بداخلنا، البكاء بحجة التأثر مع إدراك حاجتنا للتنفيس.

تمضي الأيام، وقد اعتدنا الحزن، أصبح لا يسعنا مكان، كل شيء خانق وثقيل، نشعر أننا منبوذون، لا ننتمي إلى أنفسنا أيضًا.

يصيبنا موت وهمي، ونستعد لمواجهة النهاية بعصيان كاذب.

ليس نقص إيمان أو انعدام يقين، بل صعوبة إيجاد أنفسنا بين متاهات النضج والمسؤولية.

لا أحد يعرف عن صراعاتنا النفسية، وتغلبنا على صمت الجدران ورؤية أنفسنا مثيرين للشفقة.

ألجأ إلى الله بخجل. إلهي أنا الذي على حافة اليأس رغم وجودك. لا أدري هل أستحق الإجابة دون سعي! لكنك أنت الرحمن الرحيم. عاملني برحمتك لا بعدلك.

تتجدد الروح رغم ذبولها. والإصلاح يأتي منه لا من سواه.

مهما كنت يائسًا، تذكر أنها أقدار كتبت، والسعي خلاص.