هل اهتممنا من الإسلام بالاسم وضيعنا القيم؟

الناظر لحالنا العربي والإسلامي هذه الأيام، ونحن نشهد الحرب الصهيونية على غزة، وحالة التجييش الأمريكي والغربي لدعم إسرائيل، بهدف تصفية القضية الفلسطينية وإحياء المخططات الرامية للسيطرة على المنطقة وفق توجهات وحرب دينية لم تعد خافية على أحد، يجعلنا نتساءل: أين هي العروبة، وأين هو الإسلام الذي لم يتبقَّ منه سوى الاسم فقط،

بينما غابت قيمه الأصلية والإنسانية، التي ضاعت فضاع منا كل شيء؟ ضاعت النخوة والعزة والاعتزاز بالتراث والتاريخ والأرض، فضاعت البوصلة، وغاب الهدف والمشروع، فبدا الكل عربيًا وإسلاميًا، حكامًا ونخبًا ومثقفين، تائهين غير قادرين على اتخاذ موقف شجاع وموحد رغم ما بيدهم من أوراق قوة، وتأثير، قادرة على قلب المعادلات وتغيير المسارات.
إذا كانت قضية فلسطين، وهي قضية الأمة المركزية، والتي تواجه بكل صلف ووضوح مخاطر الاجتثاث والتصفية، تبدو مواقف الأنظمة والحكام العرب والمسلمين تجاهها غير واضحة، ومتخاتلة وضبابية تفتقد الحسم والشجاعة، حتى يخال للشعوب اليوم ولكل المتابعين للصراع في أصقاع العالم أن الأنظمة العربية والإسلامية هي المحتلة والمحاصرة من قبل إسرائيل وأمريكا والغرب، بينما غزة وفلسطين حرتان تقاومان بكل شجاعة رغم فارق العدة والعتاد.
وعلى الرغم من التلاحم في الشارع العربي، وعودة روح التضامن وإحياء قيم المقاومة والصمود، بفضل ما قام به أبطال غزة، إلا أننا مازلنا بحاجة للكثير مما يجعلنا أكثر يقظة وتقاربًا وتلاحمًا وتنظيمًا، وهذا لن يحدث إلا بإعادة إحياء قيم ديننا الإسلامي الحنيف في العقول والنفوس، كما أحيت ذلك غزة، فأعادت لنا الحياة من جديد، على ألا يظل الإسلام اسمًا فقط للتمظهر والاستهلاك النفعي والوقتي، فالحرب كما هو واضح تنطلق من عقيدة، والعقيدة لا تهزمها إلا عقيدة أقوى منها.
نحيي كل الأحرار في العالم الذي يقفون في قلب التأييد الواسع لغزة وفلسطين، وضد الإجرام والوحشية الصهيونية التي ستعيد بالتأكيد تعريف الشعوب حول العالم بفلسطين وبقضية العرب الأولى، وتعريفهم بالدين الإسلامي المبني أساسًا على قيم أخلاقية تشجع وتدعو إلى محاربة الظلم والاحتلال والإعلاء من شأن الحرية والتحرر في حياة الأفراد والشعوب.
ندعو أيضًا الأحزاب والنخب وصناع القرار في عالمنا العربي والإسلامي، إلى مراجعة حقيقية تنطلق من قوميتنا العربية وديننا الحنيف، في ضوء ما يحدث من حرب على فلسطين، مرشحة للتوسع، وسوف تغير واقع المنطقة بالكامل.