أن تَكْره نفسك كي تستطيع حملها كل يوم

أن ترى هذه الحرب في منطقتنا العربية، بأنها ليست حروبنا، بل حروب أوروبا، وقد أقرها نسق مفهوم الذات الأوروبية الحديثة للعالم منذ أكثر من أربعمائة عام، وأن هذه الحرب تأتي في هيئة انحطاط -حروب منحطة- لا اقل ولا أكثر.

يقال هذه مراءة مع حرب أمريكا ضد الإسلام.
وأن تكتب أمريكا فقط تنزع نسق المفهوم هنا -الذات الأوروبية- محولة إياه في سياق مفهوم إمبراطورية الشرطي الوحيد للعالم.
تشنع هذه الرقمة "أمريكا بلا تاريخ استعماري".. غافلين أن أمريكا مُسْتعمرة أوروبية.
أن ترى أن روسيا وأمريكا "قشتال" متشابه، يقال هذا تحريف للديالكتيك.
أن تكتب نظر "الربيع العربي" ريحة غربية.
يقال هذا نظر واقع تحت فكرة المؤامرة.. إنه موسوس!.
وحين تسأل عن مصدر تسمية -من سَمّى- "الربيع العربي"؟.. وهل نحن من سماه؟..
يقال هذا مضاد للثورة..
أن تفرض فرضًا مشروطًا الحرب تنتهي بعد شهر إن لم يكن أسابيع - إن كانت حرب اليمنيين-.
يقال لست نبيًا، فقد ولى عهد الأنبياء بلا رجعة، ونحن في عهد التقدم العلمي.. ومنطق تاريخ اليمن منطق حربي يدحض سفسطة افتراضك؛ ثم اليمنيون يعيشون ويقتاتون على الارتزاق. رزقهم على الرماح كما يقول أعلامهم.
أن تكتب تحليل هلوساتك من كفن الأطفال عام 2011، من أجل إسقاط نظام، هو من ذهب بهم لقتلهم من أجل شهيد الصورة، وهو أيضًا من أسقط "إنسانية محمد"، وليس الطائرات.
يقال هذا كلام لا قبله ولا بعده وقاحة.
وحين توضح فتور تفسير عرض صورة الشهيد هنا، لأنها تتم وفق صورة الشهيد يسوع لا "محمد"؛ لأن محمد لديه سورة لا صورة.
وأن صورة الشهيد "الحسين" مجرد انتحال صورة للشهيد المسيح، وأن صور الأطفال الشهداء موجهة للغرب وليس للبطنين.
والغاية من وراء ذلك دغدغة صورة حقوق إنسان غربية قادمة من صورة حق الشهيد المسيح.
ولأن في ثقافتنا العربية وحتى الإسلامية؛ لا يذهب الأطفال والأولاد إلى القتال. وجل علاقة النبي "محمد" مع الطفل (علي بن أبي طالب) علاقة خدعة -خدع به أعداءه فقط حين أنامه في مخدعه..
عندها الخبير المُرْسَل المتواجد في "ستوكهولم" يقهقه موصف التفسير بالهرطقة.
أن تكتب الدين الوسيلة الأخيرة للصراع والنزاعات بين الدول.
يُقال إلا الإسلام فهو دين ودولة.. وهذا لم يأتِ في كتاب فوكوياما.
أن تكتب الغرب أحالنا إلى مجرد حقل ومختبر لتطبيق أحكام أبستمولوجيته (علمه المعرفي) عنا.
يقال هذا هو الشذوذ عن الصراط المستقيم للمستقبل.
وأن تَجر شاهد ألبير كامو إلى كتابتك "ينبغي أن نتعامل مع مجتمعات الشرق الأوسط وفق ما نعرفه عنهم فقط"، أي دون علمية معرفية للذات الأوروبية الحديثة.
حينها يُشَك في إيمان الشاهد- مشكوك الوطنية لأنه لم يقاوم النازيين الألمان حين غزوا فرنسا.
أن تكتب العالم إلى الجحيم..
يهللون هاه.. هذه العدمية ورب الكعبة.
أن تكتب أننا مجرد حمقي ندمر أنفسنا وما تبقى من حياة ذواتنا في سبيل بله "الإنسان الأخير".
يقال هذا يردد جنون نيتشه.
أن تكتب علينا أن نهدأ ونعيد النظر في كل شيء...
يقال هذا كلام ذليل ومهان.