بيان جماعة نداء السلام حول المفاوضات الجارية في الرياض

أكدت جماعة نداء السلام على أن الأساس الدستوري والقانوني المتين الضامن لنجاح استعادة العملية السياسية يقوم على وحدة وسلامة وأمن دولة الجمهورية اليمنية، وفقا لدستورها النافذ،كشخصية اعتبارية فاعلة، في المجتمعين الإقليمي والدولي.

وقالت في بيان صادر عنها:" إن جماعة نداء السلام، وهي تتابع اليوم باهتمام أخبار الزيارة التي يقوم بها وفد من جماعة أنصار الله للملكة العربية السعودية، بغرض التفاوض حول إحلال السلام في اليمن، تبارك هذه الخطوة وترحب بها، وتأمل أن تثمر عن اتفاق لوقف شامل وتام لإطلاق النار، كخطوة لابد منها، نحو تطبيع مختلف جوانب الحياة في اليمن، والتخفيف من معاناة المواطنين".
ودعت إلى العمل المشترك بين دول المنطقة لتحقيق المصالح الأمنية والاقتصادية الجامعة واحترام سيادة واستقلال كل دولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي منها.

 

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن جماعة نداء السلام
حول المفاوضات الجارية في الرياض

في إطار حرصها الدائم منذ تأسيسها، قبل نحو تسع سنوات، تواصل جماعة نداء السلام متابعتها لتطورات الأوضاع على الصعيد الوطني، ورصد مدى انعكاس المواقف الإقليمية والدولية على الداخل اليمني، ومن ثم تحديد موقفها تجاه كل جديد، استناداً إلى رؤية وطنية شاملة، اعتمدتها الجماعة وسارت عليها ولاتزال.
ومن هذا المنطلق سبق لجماعة نداء السلام أن أبدت ترحيبها بالتوصل إلى الهدنة الأولى في الثاني من إبريل عام 2022م وما تلاها من تمديد لها، وأعربت عن أملها في أن يمثل ذلك الاتفاق خطوة على طريق التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، مما يمهد السبيل لحوار يمني _ يمني، يفضي إلى توافق وطني، يضع حداً للمأساة المروعة، التي نجمت عن الحرب المدمرة التي تعرض لها اليمن، على مدى ما يقارب السنوات التسع.
إن جماعة نداء السلام ، وهي تتابع اليوم باهتمام أخبار الزيارة التي يقوم بها وفد من جماعة انصار الله للملكة العربية السعودية، بغرض التفاوض حول إحلال السلام في اليمن، تبارك هذه الخطوة وترحب بها، وتأمل أن تثمر عن اتفاق لوقف شامل وتام لإطلاق النار، كخطوة لابد منها، نحو تطبيع مختلف جوانب الحياة في اليمن، والتخفيف من معاناة المواطنين، التي لم تعد تُحتمل، والتهيئة للشروع في حوار سياسي وطني شامل، بين مختلف القوى السياسية اليمنية الفاعلة، دون استثناء، بهدف التوافق على بناء دولتهم الواحدة.

وبهذه المناسبة تعيد جماعة نداء السلام التأكيد على مواقفها المبدئية الثابتة من عملية السلام ومتطلباتها والجهود الرامية لتحقيق السلام في كل الجغرافيا اليمنية. وتذكِّر في هذا السياق، بصورة خاصة، بالمبادرة المعلنة في 15 مايو 2015م، المتضمنة خارطة طريق للخروج من دائرة الحرب إلى دائرة الحوار الوطني، وبناء الدولة. ثم بالنداء الصادر في 21 فبراير 2017م، الذي ناشدت فيه القوى الإقليمية والدولية الضالعة في الحرب، والمجتمع الدولي، ممثلاً بالأمم المتحدة، ناشدتها أن تعمل على إيقاف الحرب، والتوجه نحو إحلال السلام الدائم في اليمن، ووقعت عليه ما يزيد على 450 شخصية وطنية، من أكاديميين وباحثين ومثقفين وكتاب وناشطين سياسيين وحقوقيين وإعلاميين ووجاهات اجتماعية. وتم تسليم نسخة منه لمكتب الأمم المتحدة في صنعاء، موجهة إلى الأمين العام وإلى أعضاء مجلس الأمن، ثم سلمت نسخاً منه للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، عبر سفاراتها خارج اليمن.
وقد واصلت الجماعة تمسكها بموقفها المبدئي الثابت من قضية الحرب والسلام، وضرورة توجه اليمنيين نحو حوار يمني _ يمني شامل، هدفه التوافق على بناء الدولة اليمنية، على أسس الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة، عبر صناديق الانتخابات.
وهنا وبمناسبة التفاوض الجاري بين المملكة العربية السعودية وجماعة أنصار الله، بمساعي طيبة من قبل وسطاء إقليميين ودوليين، تؤكد الجماعة بصورة خاصة على ما يلي:
أولاً: تتابع الجماعة هذه المفاوضات بقدر من التفاؤل الحذر. آملة أن تفضي إلى إنهاء الحرب، بكل مظاهرها العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية، وإلى استعادة العملية السياسية، الهادفة إلى تطبيع العلاقات بين المكونات السياسية اليمنية المختلفة، وتوافقها على بناء الدولة اليمنية الواحدة، دولة اليمنيين جميعهم. وتبارك الجماعة كل الجهود المحلية والإقليمية والدولية، التي تصب في هذا المسار.
ثانياً: تؤكد جماعة نداء السلام على أن الأساس الدستوري والقانوني المتين الضامن لنجاح استعادة العملية السياسية يقوم على وحدة وسلامة وأمن دولة الجمهورية اليمنية، وفقا لدستورها النافذ،
كشخصية اعتبارية فاعلة، في المجتمعين الإقليمي والدولي.
ثالثا: تدعو جماعة نداء السلام أطراف الحرب إلى إيقاف أية أنشطة تصعيدية عسكرية وأمنية وسياسية وإعلامية قد تعيق السعي لاستعادة العملية السياسية، وتحمل أي طرف يعمل على الإعاقة أو الإرباك، تحمله كامل المسؤولية عما يسببه من إطالة أمد معاناة الناس وعذاباتهم.
رابعاً: تدعو جماعة نداء السلام إلى إشراك كل القوى السياسية والاجتماعية اليمنية الفاعلة، في كل الحوارات الهادفة إلى إحلال السلام وبناء الدولة، وعدم حصرها بالأطراف المتقاتلة.
خامساً: تدعو جماعة نداء السلام أطراف الحرب إلى سرعة الإفراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي. كما تدعوها إلى التقيد بمبدأ حرية الرأي والتعبير، واحترام الحريات السياسية والحريات العامة وحق البحث والنشر، مع سرعة الغاء أية قيود تعيق ذلك.
سادساً: تهيب جماعة نداء السلام بالقوى السياسية المدنية اليمنية أن تنهض بدورها الذي غيبت نفسها عن القيام به طوال السنوات الماضية. وتدعو جماهير شعبنا الأبي للتصدي الحازم لكل المشاريع المشبوهة، التي تستهدف تقسيم اليمن الواحد إلى دويلات هزيلة والمساس باستقلاله وحريته ووحدة وسلامة أراضيه، كما تستهدف حقه الأصيل في بناء دولته المدنية الديمقراطية المستقلة العادلة، دولة الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة.
سابعاً: تدعو جماعة نداء السلام إلى العمل المشترك بين دول المنطقة لتحقيق المصالح الأمنية والاقتصادية الجامعة واحترام سيادة واستقلال كل دولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي منها.

جماعة نداء السلام
صنعاء، في 16 سبتمبر 2023م.