جنيف

مدينة جنيف في سويسرا
مدينة جنيف في سويسرا (صورة مرخصة للاستخدام المجاني بكس هير)

أقلعنا صباحاً من مطار ستوكهولم في السويد العزيزة في الطريق الى جنيف في سويسرا، أو سويسرلاند على رأي الامير القمندان "سويسرلاند قفر-او وحش في قول آخر-كاليمن؟"

في مطار جنيف لابد ان تجذب انتباهك ساعة كبرى بحجم غرفة كاملة من تحت الى فوق، داخل زجاج سميك ترى من خلاله حركة ماكينة الساعة بعجلها وتروسها ودواليبها وعقاربها وكيف تعمل في دورانها الابدي.. هي العلامة المسجلة لرمز سويسرا مصنعة أفضل الساعات لكل العالم..
بلاد الساعات اولاً ثم البنوك ثانياً ثم بحيرة جنيف (اسمها بحيرة لومان) ونافورتها المائية الشاهقة العلو، والتي تدفع بالمياه الى الاعلى بتواصل لا ينقطع..

تعتبر هذه البحيرة هي الاكبر في اوروبا(في جوجل ويكيبيديا 60%من البحيرة داخل سويسرا، والباقي في فرنسا، وهي واحدة من اكثر من1500بحيرة ومسطح مائي في سويسرا التي تطل على البحيرات فيها اغلب المدن السويسرية.. والعجيب ان احدى هذه البحيرات اصطناعية- بحيرة لوزان "سوفابلان" التي انشئت سنة1888م)

في المطار يسألونك سؤالاً واحداً فقط هو"هل لديك ما تود ابلاغ الجمارك عنه؟ "فتفعل المطلوب أو تمضي.. كلامك مصدق مهما قلت.. حتى ولو كنت كذاباً مثل صاحبنا الكاميروني.. وقد كان في استقبالنا مندوب من الامم المتحدة"منظمةWIPO".

هناك.. اخذنا الى فندق متوسط متواضع ونظيف.. واعطانا بطاقات لركوب الباص من محطة قرب الفندق والى مبنى الامم المتحدة مع ارقام كل محطة، وخريطة توضح طريقنا من والى.. واعطى كل منا مصاريف الأكل والجيب لمدة 10 أيام نقيمها هناك.. وهي مدة الدورة الى ختامها من طق طق لسلامو عليكو.

ومباشرة اتخذ كل منا غرفته، وتركنا حقائبنا وهوب الى الخارج، فلا وقت للوقت في بلاد الساعات هذا..

مشينا في جماعات وفقاً للصداقات التي عقدناها في استوكهولم.. الهندي والصيني والزامبية وانا، نتمشى على كورنيش البحيرة الاشهر في كل اوروبا.. ونصادف ما كان متوقعاً من اجناس البشر في هذه المدينة الاكثر كوزموبوليتانية من غيرها وفي طليعة ما صادفنا على درج رصيف الكورنيش شباب الهيبيز بناتاً واولاداً يقدمون أنفسهم اليك بلا دعوة، وإذا اطالوا اللقاء بك لابد ان يصل الى طلب الفلوس كدعم.. وعربون صداقة ليفعلوا لك ما تريده منهم!!

ولا يدري أحد -غير الشرطة ربما- كيف يعيشون ويأكلون ويستحمون واين ينامون.. وقد رأينا جماعات منهم يفترشون الارض، ويستلقون تحت ظلال الشجر.. ومدينا خطانا الى ابعد حيث تقع التلال الشهيرة التي قال صديقنا الهندي ان مساكن الاثرياء تقع هناك.. ومن بينها فيللا يملكها أشهر السينمائيين في العالم شارلي شابلن.. وقد جاء للسكن فيها حين ترك الولايات المتحدة الامريكية في زمن المكارثية حيث ترددت اشاعات بانه شيوعي. !!

كنا نتفرج بسعادة واندهاش الى عظمة كل ركن من اركان هذه المدينة الاشهر بين مدن العالم القديم.. أو القارة العجوز، واثناء ذلك فوجئت بيد تمسك بي من الخلف وتهزني بلطف..

التفت فرأيت فتاة في العشرينيات من عمرها، بل وربما حتى دون العشرين.. وقالت بالفرنسية: لو سمحت.. من فضلك.. نبهها صاحبنا الصيني الذي يعرف اللغة الفرنسية بان تتكلم الانجليزية، وكررت سؤالها.. ولا ادري لماذا اختارتني انا من بين اصحابي كلهم!! هل يبدو على انني اهبل واحد فيهم؟؟!

ربما!! قالت: اعطني خمسة فرنكات لو سمحت.. انا في امس الحاجة اليها.. وساعيدها لك فيما بعد.. أو غداً.. لو سمحت.. ارجوك.. ! اصبت فعلاً بحرج شديد وادخلت يدي في جيبي لتلبية رغبة البنت الهيبية.. لكن صديقي الهندي نهرني بحزم وهو يقول: لا تفعل.. انتبه.. احذر.. لا تفعل.. اياك.. قلت له: انها مجرد خمسة فرنكات لعينة!.. قال: ولو... انت لا تعرف ما بعدها.. انظر الى هناك.. ونظرت ورأيت جماعة الهبيز يجلسون على الرصيف بهدوء..

قال صاحبي : اذا انت اعطيتها اي مبلغ، فسوف يستتبع ذلك حضور بقية قبيلة الهيبيز لطلب المزيد من النقود.. هكذا اذن.. اعتذرت للفتاة باسف.. فاحنت رأسها بانكسار ورجعت من حيث جاءت..

والله بصراحة.. الليده مابيش سخا