"نداء" بجاش!

مشاعر استثنائية تسيطر عليَّ منذ ساعات؛ لنقل إنها الطاقة الإيجابية التي يتحدث عنها الأطباء والأصدقاء منذ حوالي العامين، لتجاوز محنة إصابتي بالنزيف الحاد.

أرسل الزميل القدير عبدالرحمن بجاش، صباح اليوم الجمعة، مقاله الأول لـ"النداء"!

حولت المقال للزملاء فائز عبده وفاطمة الأغبري ورياض الأحمدي، لتجهيزه للنشر. وقبل لحظات تم نشره.

عندما بدأت أتلمس طريقي إلى الصحافة، كان عبدالرحمن بجاش اسمًا له وقع في الصحافة اليمنية. وعندما أطلقت "النداء"، في 2004 و2005، كان أهم تشجيع تلقيته صادرًا منه؛ قال لي أعد صحيفة نجد جميعًا فسحة فيها. في صيف 2010 قال ما هو أكثر: جهز "النداء" لتتحول إلى مؤسسة يملكها الصحفيون، وسأكون أول المساهمين.

في نهاية مايو 2011 توقفت "النداء" عن الصدور، بعد سيطرة مسلحين موالين للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، على محيط الصحيفة، وتهديدهم رئيس تحريرها وجميع العاملين فيها، بالقتل! في يناير 2012 اقتحم المسلحون المقر المغلق، وسطوا على بعض التجهيزات، لتبدأ محنة "النداء" جريدة الناس العاديين و"المعسرين" و"المختفين قسريًا"!

في 2015 اندلعت الحرب، وهبت العواصف تقلع ما تبقى من الدولة اليمنية، فتأخرت "النداء" عن العودة سنوات أخرى. في 2021 كان وعدي للأستاذ عبدالرحمن بجاش على وشك التحقق، فقد أعد صديق عزيز، مستفيدًا من نقاشات معمقة مع العديد من الزملاء والأصدقاء، مشروع تأسيس مؤسسة إعلامية باسم "النداء"، أساسها شركة مساهمة! في نهاية أغسطس 2021 أصبت بنزيف حاد في الدماغ، أدخلني في غيبوبة عدة أيام، وخرجت منه بآثار خطيرة استغرق تجاوز بعضها عدة شهور، وبعضها الآخر سنة وأكثر!

بعد سنة من مرضي، أي في أغسطس 2022، طلبت من زميلي رياض علي الأحمدي أن يضع تصورًا لتصميم موقع "النداء"، وفق الإمكانات المتاحة. في 12 أكتوبر تم إطلاق "النداء" في ظروف شديدة التعقيد.

درهم البحار - عبدالرحمن بجاش
درهم البحار - عبدالرحمن بجاش

اليوم يكتب الأستاذ عبدالرحمن بجاش لـ"النداء"!

إنه يوم استثنائي!

نعيشه فإذا بأحلامنا المهنية تحلق مجددًا.

درهم.. البحار الذي كسر صمت الليل!