فيسع

سنغافورة واحدة من الدول النموذجية ، الرائدة في التطور المنتظم السريع ، والفضل الأول لقيادتها الحكيمة ، التي أدركت خطورة الخلل الكبير ، فأعطت التعليم أولوية قصوى ، وأهتمت بمنظومته المتكاملة ( هيئات التدريس والمناهج والطلبة والإدارة والتمويل السخي ) فصنعت المعجزة في كل المجالات ، خلال فترة وجيزة ، قياسا بزمن تطور الشعوب الأخرى ، وأصبحت سنغافورة حديث الآخرين ، ومحل تقدير وحسد ، كلما حل ذكر التقدم . . . . لا التقزم !؟ .

 

جمهورية سنغافورة ( شبكات التواصل )
جمهورية سنغافورة ( شبكات التواصل )

من وقت لآخر ترتفع أصوات بعض المعلمين ( المؤدلجين المغيبين عن الوعي السليم ) في دول التخلف ، لتذكير حكومات بلدانهم بسنغافورة ، كمثل أعلى في الفهم ، وسرعة التحرك والتطور ، وغالبًا ما يشيرون إلى عناية الدولة النموذج بالمعلم فقط ، ويتجاهلون الإشارة إلى المقررات والمفردات الدراسية . . . . وإعادة تأهيلهم (إضافة إلى بقية المكونات ) التي واكبت تطورات ومتطلبات وروح العصر ، فلو أن الحكومة السنغافورية أكتفت بالمدرس فقط ، وأدلجته وتركته مشدودًا إلى الماضي . . . . وحاصرته فيه ، كما فعلت ولا زالت تفعل دول الجهالة حتى اليوم ، لكانت أقرب إلى بلدان التخلف !؟ .

لو أخذنا مناهج معاهد الإخوان ( العلمية ) إلى جانب ملازم الحوثه لدينا ، على سبيل المثال والتذكير ، فمن عاشر المستحيلات أن تخطوا البلاد ( بتلك المقرارات المفروضة فرضًا ) إلى الأمام سبع خطوات في طريق التقدم ، حتى ولو بخطى سلحفاة مريضة ، وستبقي الجمهورية اليمنية المفككة الأوصال . . . . حاليًا ، أشلل مما كانت عليه الجمهورية العربية اليمنية ، إلى أن يتم القبول بالترياق ، الذي لا مفر من تجرع مرارته ، لأنه الضامن الوحيد لحياة بلا علل ، كما فعلت سنغافورة والصين وماليزيا ودول أخرى ، كانت عناوين بارزة للتخلف المبين ، وبالعلم الصحيح وحده ( من دون خزعبلات وهمهمات ) استطاعت اللحاق بركب الدول التي سبقتها في التقدم على مدى قرون من المثابرة ، ولم تكتفي بالوصول إلى مرتبتها ، بل خلفت بعضها وأزاحتها عن طريق المنافسة على المدى المنظور ، وتسرع من وتيرة تطورها ، لتلحق بمن لها قصب السبق ، ولا زالت في الصدارة ،متسلحة بكامل مكونات النجاح والتفوق ، ليس بالمعلم المعزز المكرم فقط !؟ .

ما من خيار أمام حشد دول التخلف، واليمن في مقدمتها ، غير الاقتداء بمن شدوا العزم وتسلحوا بالعلم المفيد ، واختصروا المسير العسير ، ولم يعطوا إلتفاتا إلى الوراء المتلاشي . . . . إلا فيما ندر، للتأكد من قدر المسافات التي قطعوها إلى الأمام ، وهم في طريقهم إلى المستقبل ، ولكي لا يعودوا او يشدوا للخلف ، او يحنوا إليه من باب الوفاء للسلف ، مع علمهم المسبق بأن الماضي البليد ، يفرح العدو فقط ، ولا يسر أي صديق / شريك ناصح أمين !؟ .