الظفاري، باحثا

أسهمت بإطلالة ما على المسار الحياتي لأستاذنا الجليل د. جعفر الظفاري (1936-2009) طيَّب الله ثراه، حظيَت بجميل استحسانه مباشرةً بعد أن سمعها لأول مرة في مؤسسة العفيف الثقافية أثناء فعاليتها التكريمية له بصنعاء في ديسمبر 2002؛ إذ رفض الاطلاع عليها قبل إلقائها.

الدكتور جعفر الظفاري (1936-2009)
الدكتور جعفر الظفاري (1936-2009)

فما الذي يمكن أن يضاف هنا مع ذكرى رحيله؟ أو بالأحرى ما الذي يمكن ألا يضاف؟! ولو ترك المرء لمشاعره السبيل لأفلتت، وأمسى بها حاطب ليل. لكنه "التَّجمُّل يردعُ"، كما يقول المتنبي، ويذكِّر بأن في النفس شيئاً عن الظفاري الباحث لم يُتَح الوقوف عنده سابقاً؛ أجدني مجذوباً إليه، مُقصِّراً بالطبع، ومنتزعاً إياه من يد الحال انتزاعا.

في تلك الإطلالة، كنت قد ألمعت إلى الأكاديمية المنقطعة النظير التي تتجلى في كتابات الأستاذ بفرادتها إحاطةً ودقةً في البسط، وجرأة وعمقاً في التحليل وجِدَّةً في الاستنباط. فالجِدَّة والفرادة أظهر ما يميز أعماله البحثية من السمات. وهو مستوىً من التميز يبلغ حَدَّ القطيعة مع السائد في هذا المجال، بحيث لم يُسبق إليه الرجل؛ ويكاد لم يُلحق.

ومردُّ ذلك التميز إلى عوامل مختلفة أهمها الأساس المنهجي الذي يلتزم به التزاماً صارماً وينطلق منه في بحوثه ومقالاته الأكاديمية كافة. ولتبيان ذلك الأساس الذي أسهم في جعله نسيجَ وحدِهِ بين مثقفي بلادنا وأكاديمييها، نتناول نصاً له يستهل به إحدى دراساته التاريخية المنشورة في مجلة (الثقافة الجديدة) العدنية خلال الأعوام 1974-1977. وهي أربعة من البحوث التي انتظمها عنوان واحد هو دراسات في المجتمع اليمني القديم، في قسمين:

1.عقدة اللون الأسود، ومسألة الوجود الفارسي في اليمن بعد الإسلام (1974).

2.الحركات الشعبية في التاريخ اليمني، ثلاثة بحوث، نُشر أولها في1975، وثانيها وثالثها في 1977.

أما النص الذي نتوقف عنده وإليه نستند في بيان ما ذهبنا إليه هنا بشأن الظفاري باحثاً، فيرد في تقديم البحث الأول من دراسته الثرية الموسومة الحركات الشعبية في التاريخ اليمني. ويتألف هذا النص من الفقرات الثلاث الأُوَل التي يستهل بها الباحث تقديمه لهذه الدراسة. وبالنظر فيه، نجد أولى فقراته الثلاث تبتدئ بسؤالٍ استهلالي، يعقبه رأي، مُردَفاً بتعليل. فيقول:

"هل أصبح من المُحتَّم على الباحث أن يعاود مكروراً ما بيّنه بعض من المؤرخين المستشرقين -من سرد حوادث التاريخ اليمني- وتهوَّعه أكثر المؤرخين اليمنيين؛ انشغالاً بالتعميم التاريخي المسطّح، ولهواً بالسرد الإخباري، وتدوين الوقائع الإطارية العامة، مما شاع حتى استُهلِك، وابتُذِل حتى رذُل؟ وفي مزعمي أن المقال الأكاديمي، مهما كان نوع المطروق من الموضوع، لم يُقيَّض له في المنطقة اليمنية -ولن يقيض له، لعشرات السنين- أن يسترسخ استرساخاً صحيحا. ذلك لأن هذا النوع من المقال لا يزدهر في شعب، إلا بعد رسوخ الثقافة فيه: نضوجاً في العقل، وارتحاباً في النفس".

يا لهُ من سؤالٍ، ويا له من رأيٍ، ومن تعليل!

يستغرق السؤال النصف الأول من هذه الفقرة/المدخل. وجليٌّ أنه تساؤل العارف المُنكِر سائداً ما، النائي بنفسه عن مجاراة ذلك السائد ولو مُني بغُربة "صالحٍ في ثمودِ" بسببٍ من هذا الموقف الفكري المغاير الذي يلتزم به الباحث أساساً منهجياً ليس له عنه من محيد.

فهو يصرِّح في سؤاله هذا بأنه قد آلى على نفسه ألا يعيد ما أورده السابقون مؤلَّفاً من مصادر ومظانٍ شتَّى -متاحةٍ، أو حتى غير متاحة- وفق ما هو مألوف مُتَّبع؛ وألا يخوض في البحث الأكاديمي ما لم يأتِ بالجديد الأصيل الذي يمثل إسهاماً حقيقياً يثري المعرفة ويفتح الفكر معا.

على أساسٍ من ذلك، يمكن فهم سمة الجِدَّة والفَرادة التي لازمت الظفاري طوال حياته باحثاً؛ ناهيك عن ريادته في هذا المجال. وعلى أساسٍ منه أيضاً يمكن فهم ضخامة إسهام الرجل كيفاً، مع قلَّته كمَّا.

ولولا ذلك المنهج الفذ الذي ألزم الرجل به نفسه ترفعاً عن الانشغال بالتعميم التاريخي المسطّح والتوليف الإخباري للوقائع الإطارية العامة، مما لا يعده إسهاماً خليقاً بالباحث؛ ولولا أن إعادة سرد الشائع المستهلك منه استخفاف بعقل القارئ المثقف الذي يخاطبه هو؛ ولولا أن ذلك ينحدر إلى مستوى جناية السطحية ورذيلة الابتذال، كما يعلن سؤاله الآنف ولو من وراء حجاب؛ لما كان أسهل على مثله أن يملأ مكتبتنا بعشرات من مؤلفاته التي لا أشك في أنها ستكون أرفع قيمة مما ينتجه معظم ذلك السائد. لكنها لن تحمل ميسم الظفاري الأصيل الذي عزَّ عن أن يدانى؛ فضلاً عن أن يُجارى: الجدة، والفرادة.

بذلك يكتمل سؤال الاستهلال اللافت ببلاغته ودلالاته المتعددة الذي اعتمدناه مرتكزاً لمحاولتنا فهم تميز الظفاري باحثاً بين سابقيه ولاحقيه. ولئن تضمنت صيغة الاستفهام تلك (هل أصبح من المحتم على الباحث...؟) نقداً ضمنياً لواقع البحث الأكاديمي التاريخي في اليمن الذي ينكره السائل بشيء من التهكم والمرارة؛ فإن الشق الآخر من الفقرة عينها يضم رأياً صادماً حول مستقبل المقال الأكاديمي في بلادنا، وتعليلاً مُرَّاً لذلك الرأي. فالرصانة والموضوعية -وهما الأساس الذي تتصل به مجموعة من السمات والخصائص التي تتألف منها الأكاديمية- ليس مقدَّراً لهما الاسترساخ والشيوع في حياتنا الثقافية قبل عشرات السنين؛ لأن شرطها الضروري -وهو رسوخ الثقافة- لم يتحقق فينا، لا نضوجاً في العقل ولا ارتحاباً في النفس.

في الفقرة الثانية من هذا النص الثري الذي نستند إليه هنا، يعمد الأستاذ إلى بيان ما ذهب إليه اقتضاباً في سابقتها. فيقول:

"ولسنا ننكر أن بوادر هذا النوع من المقال قد بدأت في اليمن بعد الخمسينات. لكن عوامل خارجية جعلته يلتوي عن القصد، ودفعت به ليخاطب جمهوراً أوسع مما هو مقدر له على مخاطبته. فراح يقسِّم الفكرة، ويبسِّطها طلباً للتعميم، وتقريباً للفوارق البعيدة، متلفِّعاً برداء الخطابية، تظرُّفاً أحياناً، وإقناعاً تارةً أخرى، لشكٍّ جائلٍ في الخاطر، أو هوىً ماثلٍ في الذهن، واستهواءً -في معظم الأحيان- للمشاعر العامة إلى حدِّ الإسفاف، سعياً إلى إزجاء بضاعة لا ينفق سوقها إلا إذا ضربت على وترٍ مرنان: التغني بالماضي التليد، وبأمجاده الساحرة –ماضي شعب ما زال في مجمله مطموس المعالم، وأمجاد قومٍ وصفوا بأنهم (المجدولون على الأرض، المدفوعون على أبواب السلطان، الذين يموت الواحد منهم وفي صدره ألف حاجةٍ لم يقضها)".

فيستدرك هنا مُقِرَّاً بظهور بوادر المقال الأكاديمي في اليمن مع الستينيات من القرن المنصرم. بيد أنه استدراك يؤكد مزعمه الآنف ويبيِّن مُجمله استطراداً، بما يشبه التفصيل. فتلك البوادر لم تسلم من تأثير عوامل خارجة عنها تتصل ببيئتها المحيطة وتحولات أوضاعها الاقتصادية والثقافية والسياسية، وما رافقها من ابتعاثٍ للمشاعر الوطنية والقومية وما إلى ذلك، مما انحرف بتلك البدايات عن مسارها، وانحدر بها عن الحد الأدنى من المستوى الأكاديمي المنشود. فهي لا تتسق مع التبسيط والتعميم، ولا تنسجم مع الإسهاب والخطابية وطلب الإقناع؛ ناهيك عن الإسفاف والهوى والاستهواء للمشاعر العامة تغنياً بالماضي الغابر وأمجاده، بالرغم من كونه مطموساً في معظمه، ورغم كونها أمجاد قوم وصفوا في حديث من تخريج الطبراني بما يثير الشجا في النفس.

أما ثالثة الفقرات وأخراها في هذا النص الذي استوقفنا حتى اخترناه تأسيساً لقراءتنا هذه، فيختتم الأستاذ بإيجازها استهلالاً عاماً لا صلة محددةً له بموضوع الدراسة المستهلة به على وجه التحديد، مستكملاً بها ما أورده في فقرتيه الأوليين، ومبيِّناً مراميه وغاياته هو من بحثه الأكاديمي فيالتاريخ اليمني وحوادثه؛ قائلاً:

"معذرةً لاستطرادٍ أملاه هَمٌّ واغلٌ في الفؤاد، ووجدٌ مطبونٌ في الأوصال؛ إذ شدّ ما يخشى الباحث الانجراف مع أمثال هؤلاء المؤرخين، مجانباً ما خطه جايدز وتريتون وأضرابهما من ثقات المستشرقين، وصادفاً عن الإيغال في سبر حوادث التاريخ اليمني، ونوعها ومستواها؛ ضارباً صفحاً عن تتبع الخط البياني الذي نحاه هذا التاريخ".

فهو يستميح قارئه العذر عن استطراد قد لا يرى له صلةً تامة بالموضوع المطروق خاصة، ولا يستبين ما دعا الباحث إليه من ضرورة تتصل بمعاناته من الواقع الثقافي السائد الذي يرد عليه هنا فيوجه إليه وإلى رموزه نقداً بليغاً، وبحدة لا أبين منها سوى رصانة ذلك النقد وموضوعيته. فهو يخشى "الانجراف مع أمثال هؤلاء المؤرخين"، والاكتفاء من البحث الأصيل بفضل الجهد العضلي المتمثل في الجمع والتأليف مما يعيد مُعاداً، ولا ينتج حين يفيض إلا الغثاء غالباً، فيذهب جفاء.

وليس ذلك بمنهج الظفاري الذي يَعُد بعضاً من ثقات المستشرقين رواداً فيه. وهو منهجٌ غايته الإحاطة بحوادث التاريخ إلماماً وإعمالاً للفكر المجرد عن الهوى، بنظر ثاقب يوغل في سبرها، ويتتبع مسار ذلك التاريخ من خلالها، فيخرج منه بما يدهش بفرادته وجدَّته (ويصدم في كثيرٍ من الأحيان)، من إسهام حقيقي أصيل يمكث في الأرض لكونه دائماً مما ينفع الناس.

وفي ذلك ما قد يفزع منه الأكثرون المكثرون من أولئك الرموز المتصدرين، فيثورون عليه بلا تأنٍّ -وفيما يشبه الغيرة الوطنية- بنقدٍ لا يخلو من ابتذال الخطابية وسطحيتها، بقدر ما يخلو من رصانة الأكاديمية وموضوعيتها.

حدث ذلك عقب ظهور دراسته الرفيعة والمعمقة عقدة اللون الأسود، المنشورة قبل الحركات الشعبية المأخوذ من مقدمتها النص الذي أوردناه. فقد صدم الظفاري السائد الثقافي بمُجمَله حين قوَّض مثلاً

-وبموضوعية خالصة- كل أعمدة البطولة المتصلة بشخصية سيف بن ذي يزن، وقدَّمه محض متعصبٍ بائع أرضه لمحتلٍّ أبيض بدلاً من محتل أسود. وإذا به يخلص من معطيات التاريخ وعبر سبر حوادثه وتتبع مسارها إلى تقديم ذلك البطل الوطني في نظر السائد الثقافي اليمني والعربي، مسخاً في حقيقة جوهره أنتجته العرقية العربية الممسوسة بعقدة اللون الأسود، والشعوبية الفارسية (الأبناوية) المحتقنة من المحيط العربي المتباهي بعنصره وعصبيته.

وقد انتقد في ختام دراسته تلك استمرار كتابنا "في استقاء مادتهم الأدبية عن سيف بن ذي يزن، دونما أدنى ترَوٍّ أو تأمل"، كما فعل أبو حديد في رواية الوعاء المرمري، متخذاً منه "رمزاً لإظهار سعي الأمة العربية إلى تحقيق حريتها والتخلص من المستعمرين"، فإن في ذلك "استمراراً في أجيالنا الناشئة".

ليخُطَّ بعدئذ هذه الفقرة التي ساءت الكثيرين لما تبدَّى لهم فيها، وفي الدِّراسة برُمَّتها، من مساسٍ بمعالم فخرٍ وطنيٍّ قوميٍّ كُبرى، لا ينبغي أن تُمَس:

"لئن حق للأدب العربي أن يفاخر آداب الأمم الأخرى بالقصة الشعبية لعنترة العبسي على أنها صورة أو قصة عالمية تعالج مشكلتين رئيستين من مشاكل البشر، ما زال العالم يعاني منهما -ونعني بهما الطبقية واللون- فإنّا نشعر بالخجل إزاء قصة تروج بين أبناء العربية محورها بطل يعاني من عقدة اللون الأسود، وليس له من هم في هذه الدنيا غير التنكيل بالسودان وإعلاء راية البيضان".

خرج الظفاري بذلك كما يبدو على ما يشبه الثوابت التاريخية الوطنية لدى العامة والخاصة على السواء، وفي وقت من السبعينيات -1974- كان فيه بعض رموز السائد الثقافي والسياسي يستعير اسماً أدبياً من ذلك البطل التاريخي.

فكان أن احتدمت الانتقادات الثائرة عليه جراء ما كتب. لكن طنينها الصحفي لم يَرْقَ إلى ما يقدِّره باحث بمثل مكانته لا يقدر على ابتذال ولا يخشى في البحث وأصالة الرأي لومة لائم أو تحريض حاكم. فلم يرد على مهاجميه مباشرة. ولكنه لم يتجاهل كذلك احتدامهم عليه وشطط انتقاداتهم؛ بل عمد هنا إلى ردها وتفنيدها إجمالاً وتضميناً فقط، وبإيجاز وافٍ في هذا النص الكاشف البالغ الثراء الذي يبين ضمناً جوهر البحث الأكاديمي عند الظفاري ومنهجه فيه، وآراءه المتصلة بهذا الشأن.

ولعل في إيراد فقرات نصه الثلاث كاملة دون انقطاع في ختام هذا التناول ما يقرن الإفادة بالإمتاع، ويقدم لمحةً أظهر عن لغة الرجل وأسلوبه "الظفاري المحض" الذي لا يشبه ولا يشتبه، في الكتابة التي تمسك بتلابيب ذائقها حتى تروعه بشكلها ومضمونها وتُعلِّمَ فيه نضوجاً في العقل وارتحاباً في النفس.

(هل أصبح من المُحتَّم على الباحث أن يعاود مكروراً ما بيّنه بعض من المؤرخين المستشرقين -من سرد حوادث التاريخ اليمني- وتهوَّعه أكثر المؤرخين اليمنيين؛ انشغالاً بالتعميم التاريخي المسطّح، ولهواً بالسرد الإخباري، وتدوين الوقائع الإطارية العامة، مما شاع حتى استُهلِك، وابتُذِل حتى رذُل؟ وفي مزعمي أن المقال الأكاديمي، مهما كان نوع المطروق من الموضوع، لم يُقيَّض له في المنطقة اليمنية -ولن يقيض له، لعشرات السنين- أن يسترسخ استرساخاً صحيحاً. ذلك لأن هذا النوع من المقال لا يزدهر في شعب، إلا بعد رسوخ الثقافة فيه: نضوجاً في العقل، وارتحاباً في النفس.

ولسنا ننكر أن بوادر هذا النوع من المقال قد بدأت في اليمن بعد الخمسينات. لكن عوامل خارجية جعلته يلتوي عن القصد، ودفعت به ليخاطب جمهوراً أوسع مما هو مقدر له على مخاطبته. فراح يقسِّم الفكرة، ويبسِّطها طلباً للتعميم، وتقريباً للفوارق البعيدة، متلفِّعاً برداء الخطابية، تظرُّفاً أحياناً، وإقناعاً تارةً أخرى، لشكٍّ جائلٍ في الخاطر، أو هوىً ماثلٍ في الذهن، واستهواءً -في معظم الأحيان- للمشاعر العامة إلى حدِّ الإسفاف، سعياً إلى إزجاء بضاعة لا ينفق سوقها إلا إذا ضربت على وترٍ مرنان: التغني بالماضي التليد، وبأمجاده الساحرة –ماضي شعب ما زال في مجمله مطموس المعالم، وأمجاد قومٍ وصفوا بأنهم "المجدولون على الأرض، المدفوعون على أبواب السلطان، الذين يموت الواحد منهم وفي صدره ألف حاجةٍ لم يقضها".

معذرةً لاستطرادٍ أملاه هَمٌّ واغلٌ في الفؤاد، ووجدٌ مطبونٌ في الأوصال؛ إذ شدّ ما يخشى الباحث الانجراف مع أمثال هؤلاء المؤرخين، مجانباً ما خطه جايدز وتريتون وأضرابهما من ثقات المستشرقين، وصادفاً عن الإيغال في سبر حوادث التاريخ اليمني، ونوعها ومستواها؛ ضارباً صفحاً عن تتبع الخط البياني الذي نحاه هذا التاريخ).

رحمة الله وسلامه عليك، أبا دارين.