هل تخلى العليمي عن ثوابت هادي والشرعية؟

بالأمس كتبت عن اللقاء الحضرمي المنعقد في الرياض ونتائجه مبرزا تحفظي على حضور السفير السعودي ورئيس مجلس القيادة اليمني.

هناك بالتأكيد تحفظات أخرى تتعلق بالشكل والمسميات لكن يمكن فهمها في إطار "المزايدات" الكلامية المزدهرة منذ عشر سنوات.

لكن حضور السفير والرئيس يثير الاستغراب ثم القلق!

رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي في لقاء قيادات ووجهاء حضرموت
رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي في لقاء قيادات ووجهاء حضرموت (سبأ)

نعرف ان الدافع الأول لعقد المشاورات الحضرمية بدعوة ورعاية سعودية، هو القلق من المجلس الانتقالي الذي بدا جامحا في الشهور الأخيرة وهو يتمدد عسكريا في ابين وشبوة … وحضرموت!

وزاد أن تمكن من استقطاب شخصيات قيادية، عليا ومحلية وعسكرية، من محافظات شرقية بينها فرج البحسني عضو مجلس القيادة (نائب رشاد العليمي) وابوزرعة المحرمي عضو مجلس القيادة وقائد ميليشيا العمالقة، ، وبدا ان الامارات، لا الانتقالي فقط، هي من يتمدد في سواحل اليمن الجنوبية وصولا الى عمان!

الواضح الآن أن سباقا محتدما بين السعودية وحليفتها الامارات حول جنوب شرق اليمن، وأن رشاد العليمي الحاضر الغائب!

كيف؟

المعروف أن العليمي جاء طبق تفويض "نهائي لا رجعة عنه" من الرئيس هادي في 7 ابريل 2022. وهو- أي العليمي- أحد مهندسي المرحلة الانتقالية (2012- 2014) وأبرز مساعدي الرئيس هادي عقب فرارهما الى الرياض. وهو في موقعه وفق مرجعيات يلتزمها وزملاؤه في المجلس حسب بيان نقل السلطة وأبرزها مخرجات الحوار الوطني! وهو كزملائه المحترمين أدوا اليمين الدستورية التي تنص على صون وحدة اليمن ونظامه الجمهوري.

معلوم موقفي من هذه المخرجات (وهي تبقى مشروعا يبت في شأنها الشعب في استفتاء، وخصوصا رفضي التقسيم الفدرالي (الاعتباطي) للجمهورية اليمنية وضمن هذا التقسيم ما يسمى الاقليم الشرقي الذي يضم الى جانب حضرموت كل من المهرة وسقطرى وشبوة!

لكن هذا ليس موقف العليمي ومن معه في معسكر "الشرعية".

حضور العليمي (وهو حضور باهت على أية حال) يعني أمرين: الأول تخليه، بدون مهرجانات، عن مخرجات الحوار الوطني. والآخر اصطفافه لصالح مخرجات لقاءات انعقدت خارج اليمن (الرياض) ضد أطراف يمنية (جنوبية) أخرى.

الأصوب أن يقف الرجل على مسافة من مختلف الأطراف (بمن فيهم 3 من زملائه في المجلس) في انتظار ما ستؤول اليه حوارات ما بعد الحرب الذي يشارك فيها جماعة أنصار الله والمجلس الانتقالي! والمبدأ هنا- كي لا تكون فتنة- أن الشعب اليمني (شعب الجمهورية اليمنية) هو وحده من يقرر صيغة النظام السياسي.

اليمن في "المختبر" السعودي لكن لا أحد يضمن الخطوة التالية لـ"الشقيقة الكبرى" ولا أحد بوسعه أن يضمن نجاح "الدولة الحاجز" في أقصى شرق اليمن بعد اخفاق هذه السياسة (التقليدية للسعودية حيال اليمن) شمال غرب اليمن في عقدي السبعينات والثمانينات قبل تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990.

كل التركيز الآن على حضرموت!

وعلى الهيئات الأهلية والمكونات الحزبية والسياسية في المحافظة لجم الأصوات الحادة -الحادة دائما حيثما وقفت وتقف- وحساب كل خطوة كي لا تقفز في الفراغ.. أو المجهول!