الرابح والخاسر من لقاء حضرموت!

يظهر متضرر محلي واحد حتى الآن من مقررات اللقاء الحضرمي في الرياض الذي اختتم شهرا من المشاورات أمس؛ المجلس الانتقالي الجنوبي!

تتنوع قائمة المستفيدين حتى الآن؛ فالسعودية تقف بقوة حد الرعاية والتبني مع مقررات اللقاء، ورئيس مجلس القيادة رشاد العليمي يظهر في الصورة كرابح محلي أول، وهناك، دائما التجمع اليمني للإصلاح!

الاصلاح؟

نعم.

في جلسة قبل عقد بالتمام حضرها ثلاثة، كنت أحدهم، قال محمد قحطان القيادي البارز في الاصلاح والمختفي قسريا منذ مارس 2015، إن استمرار الحزب الاشتراكي في الضغط على شركائه- كان يشير الى احزاب اللقاء المشترك وخصوصا الاصلاح- بفيدرالية الاقليمين سيدفعنا الى قبول مطلب حضرموت في "اقليم خاص بها"! كان السياسي الهادئ ناقما على أمين عام الاشتراكي الذي- والكلام لقحطان- وضعه بموقف حرج أمام قيادة الاصلاح الذي قبل فدرالية متعددة، لا اقليمين، على أساس اغلاق موضوع الاقليمين!

بعيدا عن تكتيكات الاصلاح ودعاوى الاشتراكي ثم المجلس الانتقالي، لماذا لم يطرح خيار اعتماد الوحدات المحلية كأساس للتنمية وتوزيع السلطة في اليمن في المرحلة الانتقالية (2012- 2014)؟

لأن الرئيس هادي والأحزاب السياسية حشروا اليمنيين في أقبية فدرالية الاقليمين أو ال 6 اقاليم، وقد خرج اليمن من الأقبية الفدرالية بـ"الاجماع الصوري" في مطلع 2014 الى أزمة المخرجات في سبتمبر 2014 ثم الحرب في 26 مارس 2015!

شنت السعودية متحالفة مع الامارات عاصفة الحزم التي آلت بعد شهرين الى "أمل" خادع قبل أن تدخل اليمن، كاملة، المختبر السعودي في ابريل 2022.

بعد 14 شهرا يجيء اللقاء الحضرمي في هذا السياق.

يمكن، مرة ثانية، تقدير المتضررين مبدئيا في اثنين: فاعل محلي هو المجلس الانتقالي، وفاعل اقليمي هو الامارات العربية المتحدة.

لكن من هو الرابح؟

إذا قدرنا ان الداعين للقاء يريدون حكومة مركزية اقل حكما فالأكيد أن حضرموت المستفيد الأول، وكذلك يكون اليمن مستفيدا. وسبق لي في 2016 وما بعدها، أن عولت على حضرموت القادرة باعتدالها وحكمتها أن تقدم نموذجا مستقبليا لليمن واليمنيين.

فالأكيد أن الثنائية المثلى: "وطن صغير وسعيد.. وطن كبير ومهاب" يمكن ترجمتها بسلاسة في حضرموت حيث هوية فرعية حاضرة بقوة وتتعايش بسلام مع الهوية الوطنية اليمنية الجامعة دون تعصب أو عقد من التاريخ الحديث!

لكن اعلان أمس كان مخدوشا بالحضور الفج لرجلين؛ الأول هو السفير السعودي لدي اليمن فوجوده يثير اسئلة قديمة حول السياسة السعودية حيال حضرموت! والثاني هو رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الذي كان في وسعه ان يظهر تأييده من موقعه كرئيس يمني في عدن لا كمندوب سعودي لاجتماع يمنيين في الرياض!

في كتابه "صاروخ الى القرن العشرين- سندباد حضرمي" يلفت المؤرخ النابغة محمد عبدالقادر بافقيه، بخفة لكن بعمق، الى عمق الهوية الحضرمية ناقدا غياب اسم "حضرموت" من الخرائط الاستعمارية البريطانية فـ"حضرموت" تصير ضمن السجلات والخرائط والمخططات الاستعمارية محض عيب حيث يشار الى حضرموت ضمن ما تسميه الحكومة البريطانية "محمية عدن الشرقية" ومختصر هذا العنوان AEP أي بالعربية "عيب"!

يمكن في هذا السياق مخاطبة الرجلين ومن يدعم حضورهما بمفردة واحدة: عيب!