أدعياء الوطنية

مهاد..

القيادة مكابدة، وليست نزهة وترحالًا سياحيًا، لا سيما في وقت الحرب..

القيادة ليست تصريحات وادعاء الوطنية والشكوى الدائمة دون إنتاج حلول، ودون عمل نوعي يبذل فيه الجهد والوقت والدم..

 

المبتدأ..

لطالما سمعنا عبارة "الأهم هو الوطن"، من قيادات الشرعية الحالية، وقد أصبحت عبارة يلوكها الجميع، وتحت اسم الحرص على الوطن والقضية الوطنية، تتم أبشع عمليات الفساد في تاريخ اليمن..

أي حب للوطن وثلاثة آلاف مسؤول يمني أو أكثر خارج البلد هاربين من ثكنات الجبهات إلى شاليهات المنتجعات في كل بلاد العالم؟

أي حب للوطن والتجارة عبر بوابات السياسة هي الأكثر رواجًا، في وطن ممزق أرضًا وشعبًا وهوية؟

أي حب للوطن لدى قيادات هي الوجه الحقيقي لمفهوم الإذلال والصغار والارتزاق؟

أي حب للوطن من قيادات أفسدت أجهزة الدولة والخدمات، وسيدت الانتهازيين والمطبلين، ومكنت طفيليات السياسة والاقتصاد من كل تفاصيل الدولة؟

 

الخبر..

هؤلاء جزء لا يتجزأ من مشكلة اليمن، وليسوا مؤهلين بيولوجيًا ولا أخلاقيًا ولا سياسيًا، أن يكونوا جزءًا من خارطة الحلول أو رؤيتها، ولو كانوا صادقين لاستقالوا ووفروا بعض ما ينهبون أو يفسدون، وهو أقل ما يمكن أن يقدموه لو كانوا صادقين.

 

الجملة..

يقودنا سؤال اللحظة الراهنة إلى البحث عن المسؤول في مآلات الحرب والكارثة في اليمن. صحيح أن الإجابة البديهية ستكون الانقلاب المليشياوي للحوثيين، ولكن أليست قيادة الشرعية والفعل السياسي العسكري المعطوب كان سببًا إضافيًا مباشرًا في الوصول إلى ما تصار إليه التسوية تحت اسم مسار السلام الشامل..؟

إن منوال الاسترخاء والفساد سار بوتيرة تراكمية بدت فيها الخطايا في كل مرحلة من مراحل الشرعية في عهد هادي محسن ثم الرئاسي وحكومة المناصفة أسوأ من سابقها..

 

على سبيل الختم..

تعلمنا دروس التاريخ أن القيادة لا تقبل الفراغ، وأن ثمة تعقيدات كثيرة دولية وإقليمية تتحرك في مياه الأزمات التي تحدث في العالم وفق إيقاع المصالح التي تعكسها تلك الأزمات.

لدينا عطب كياني في جسد الشرعية، حولها إلى قيادة فاسدة ماليًا، رخوة عسكريًا وإداريًا، وهي غير قادرة على صناعة تحرير أو إنشاء دولة أو صناعة سلام، وسيبقى الحال حتى حدوث تغيير في كل قيادات الشرعية العليا قبل الدنيا، وكل ما عداه لا يعول عليه..