من افتتاح اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية السياسية
من افتتاح اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية السياسية (إعلام المجلس الانتقالي)

اللقاء التشاوري الجنوبي والتسوية الشاملة

يختتم غدًا الاثنين في العاصمة عدن، اللقاء التشاوري الجنوبي الذي دعا له ونظمه المجلس الانتقالي الجنوبي، بهدف الحوار والتشاور بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية والمدنية الجنوبية، على قاعدة الشراكة وتوحيد الأداة السياسية والنضالية.

وخلال اليومين الماضيين، ناقش اللقاء عددًا من المواضيع المدرجة في جدول أعماله، من أبرزها توحيد الجهود وتحقيق الشراكة والبحث في مسارات ترتيب العمل السياسي ومسارات إدارة المرحلة الحالية وإنجاز ميثاق وطني توقع عليه كل القوى المشاركة في الحوار واللقاء التشاوري. كما تم الوقوف على نتائج الحوار الذي أطلقه المجلس الانتقالي في الداخل والخارج منذ عام ونيف تقريبًا.

ويعد اللقاء التشاوري الجنوبي، في تصوري، أبرز حدث يشهده الجنوب منذ العام 1990 للميلاد، ويأتي كما يبدو تكريسًا لنضالات الحركة الجنوبية الثورية الممتدة منذ العام 1994 في أعقاب الحرب المدمرة التي شهدها البلد، وارتفعت وتيرة الحركة الثورية العام 2007 إبان انطلاق الحراك السلمي الجنوبي ضد سياسات الاستبعاد والقهر والنهب التي اعتمدها نضام صالح في الجنوب.

وكما يبدو، فإن توحد القوى والمكونات الجنوبية خلف قيادة واحدة وهدف واحد، وإنجاز ميثاق وطني موحد، سيكون أكبر إنجاز جنوبي بعد ثلاثة عقود ونيف من التشتت والتشرذم والتمزق، كما سيؤدي ذلك، في تصوري، إلى تحفيز ودفع القوى في الشمال، التي تعاني حالة من التمزق، إلى ترتيب صفوفها بهدف الاستعداد للتسوية الشاملة التي ربما يشهدها اليمن خلال الفترة المقبلة، لوضع حد للاحتراب، وتحقيق السلام وإعادة الهدوء والاستقرار للبلد المنهك بالحرب منذ ثمانية أعوام.

لقد حظي اللقاء التشاوري الجنوبي باهتمام كبير على المستويين المحلي والخارجي، ومثل مصدر أمل لطيف واسع من الجنوبيين الذين ظلوا منذ عقود يبحثون عن توحيد الصف والقيادة، وإيجاد إطار جبهوي جنوبي موحد.

واللافت في الأمر أن هذا اللقاء ينعقد والبلد يشهد مخاضًا عسيرًا، والشعب يتطلع للخلاص، والبلد بحاجة للاستقرار والإصلاحات السياسية والاقتصادية والأمنية، أكثر من أي وقت مضى.

لن تضيع تضحيات الناس سدى في تقديري، فالقادم مبشر بالخير، وعلى القوى السياسية في الشمال والجنوب، أن تفهم أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى زوالها ونهايتها، ولا تعتقد أنه فرصة للبقاء والاستمرار للعب على معاناة الناس، عليها أن تعتبر مما مضى، وأن تجعل الأيام المقبلة مرحلة جديدة للحوار والمصالحة وإنهاء الصراع وتحقيق السلام، ثم البحث في صيغة الحلول القادمة شكلًا ومضمونًا، وتثبيت مبدأ تقرير المصير للشعب في الجنوب في وثائق الحل الشامل.

إذن، اللقاء التشاوري الجنوبي مفيد سياسيًا للبلد من نواحٍ كثيرة، ومن حيث تهيئة الجنوب بكافة قواه وبقيادته ومشروعه الموحد للمرحلة المقبلة في موقع وخارطة الحل اليمني الشامل.

* رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام