تحية لهذا القلم الجبار

د إبراهيم الكبسي
د إبراهيم الكبسي

الدكتور إبراهيم الكبسي، باحث وأستاذ جليل، تعرض ويتعرض للمضايقات والإيذاء الشديدين، سخر علمه ومعارفه وحبه لشعبه لنقد الفساد والاستبداد والظلم.

الدكتور الجليل يمتلك قلمًا شجاعًا وجبارًا. لكأنما هو وارث الزبيري العظيم.

قوضت بالقلم الجبار مملكة

كانت بأقطابها مشدوة الطنبِ

القلم نفسه امتلكه ويمتلكه الدكتور إبراهيم الكبسي، ولكن في زمن فجوره وجوره يتفوق بما لا يقاس على طغيان وجور عهد الزبيري. فاليمنيون اليوم يواجهون استبدادًا وطغيانًا وغشامة غير مسبوقة.

فيما عشناه. وربما من عاشوه قبلنا. معتقلون سياسيون ومختطفون ومختفون قسريًا يتحولون إلى أسرى حرب.

يفرج عن البعض منهم. ويظل الكثيرون في غيابات الجب. أحكام الإعدام أسهل من شرب الماء. يفرض على شعب أكثر من ثلثيه جائع. وأكثر من خمسة عشر مليونًا تحت خط الفقر. وملايين مشردة. داخل اليمن وخارجه. يفرض الحكام الأغنياء على الفقراء المعدمين زكاة ومكوسًا وضرائب وإتاوات.

الأستاذ الجليل والمعلم الفاضل إبراهيم يقيم أو يعيد إقامة محكمة أبي الأحرار محمد محمود الزبيري.

عندي لشر طغاة الأرض محكمة

شعري بها شر قاضٍ في تقاضيهِ

أذيقه الموت من شعر أسجره

أشد من هول عزريل قوافيهِ

يمتلك الدكتور إحساسًا رفيعًا وإدراكًا عميقًا بمعاناة الناس وتعبهم.

يقرأ العذاب في جوع الملايين من البشر، وفي الدمار الراعب الذي طال البنية التحتية. وفي الملايين المهدمة قراهم ومنازلهم ومدارسهم وتعطيل مصالحهم، وانقطاع مرتبات العاملين والموظفين، وفي الآثار الناجمة عن الحرب.

ويفضح دعاوى الانتصارات الزائفة. إنه الضمير اليقظ لأمته وشعبه.

يستلهم المعنى العظيم للآية الكريمة: "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون" (الانبياء: 18).