مدينة مختطفة

ليست جرماً يحلق في الفضاء حول نفسه، ليست جزيرة معزولة عن ما حولها، ‏ليست دولة مستقلة لذاتها، هي سلطة أمر واقع بقوة مخزون الخوف والترهيب ‏والخرافة. ‏

توجد قطعة في هذه الجغرافيا اسمها تعز، تتبع حكومة تلبس قبعة الشرعية، ‏وتخضع وإن على الورق لمجلس رئاسي، لهذه السلطة جرائم خطف وإعدام خارج ‏القضاء وإخفاء وانتهاك حقوق، ومع ذلك لا أحد يسائلها ولا حكومة توجه ‏الأجهزة بفتح ملفات الجرائم المهولة من النهب والسطو وحتى التصفيات ‏والسجون غير القانونية. ‏

أمين عام الإشتراكي وهو يتحدث من عدن يوم أمس السبت دفاعاً عن الحكومة ‏ويحذر من ممارسة الضغوط عليها أو المساس بوضعها القانوني السيادي، كان ‏أجدر به في حمية هذا الغزل الدافئ، أن يوجه خطاباً يدعوها إلى إصدار توجيهاتها ‏لسلطة تعز للإفراج عن مختطفي حزبه منذ سنوات في الأقبية السرية. ‏

مع الأسف في زحمة أولويات التفاهة، سقط الرفاق المغيبون خلف القضبان من ‏أجندة القيادة سهواً أو عمداً، في سُلّم خيباتنا لم يعد هناك فرق. ‏

ما كُلفة كتابة مجرد خطاب للحكومة يطالب بإطلاق الرفاق؟

ربما كلفته فقدان فُتات وظيفة! ‏

أيوب، أكرم، مطهر، وكل المخفيين في هذا الوطن الجهنمي، خواتم مباركة ‏وعيدكم مبارك. ‏