وقفة احتجاجية في مايو 2022 تطالب بإنهاء الحصار وفتح الطرقات
وقفة احتجاجية في مايو 2022 تطالب بإنهاء الحصار وفتح الطرقات (فيسبوك/نايف الوافي)

كيف أثرت الهدنة اليمنية على أكبر أزمة إنسانية في العالم؟

فاقمت الحرب الأهلية حدّة الأزمة الإنسانية في اليمن التي وصفتها الأمم المتحدة ‏بالأسوأ في العالم، إذ لقي نحو ربع مليون يمني حتفهم في الصراع، فيما نزح ‏قرابة الأربعة مليون منهم لمرة أو ربما أكثر داخل البلاد بسبب توسع دائرة ‏الحرب في مناطقهم، ويعاني نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي بحسب ‏تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" بالإضافة إلى تعثر آلاف اليمنيين في ‏طريق هجرتهم لطلب اللجوء في أوروبا، فمنهم من أكمل طريقه بصعوبة شديدة، ‏ومنهم من تلقفته أمواج البحار. ‏

وسط هذه التطورات الديناميكية يحاول المبعوث الأممي إلى اليمن غروندبرغ ‏إعادة إحياء الهدنة اليمنية التي بدأت في الثاني من أبريل الماضي، ومن ثم مددت ‏لمرتين في شهري يونيو وأغسطس، إلا أن تعنت أطراف النزاع في مواقفها، ‏ومقايضة الصراع السياسي بمعاناة الناس جعل اتفاق تمديدها يتعثر، باعتبارها ‏‏"لا ترقى لمطالب الشعب اليمني، ولا تؤسس لعملية السلام"، حد تعبير الحوثيين ‏الذين رفضوا تجديدها. ‏

 

الهدنة خطوة تمهد للسلام أم تمدد الحرب؟ ‏

تمثل الهدنة خطوة جادّة لوقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتنازعة، لكنها لا ‏تعني بالضرورة نهاية الحرب، الأمر الذي يجعلها بمثابة السلام الهش، الذي ‏يقضي بوقف القتال لفترة زمنية محددة، ولا تعد سلاماً جزئياً أو مؤقتاً، إذ ‏تنحصر فقط في توقف العمليات العسكرية. ‏

وبالعودة لمعنى الهدنة الذي يقصد به في الأساس "وقف إطلاق النار"، فإن هذه ‏الخطوة تسهم في وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، وتمهد لمفاوضات ‏بين أطراف النزاع، غير أن هذه الأخيرة لم تحدث، الأمر الذي يبرهن أن ‏أطراف النزاع استفادت من الهدنة بطريقة سلبية في تثبيت وجودها في أماكن ‏سيطرتها، والاستعداد لمرحلة أخرى من الحرب قد تأزم الوضع الإنساني على ‏نحو أكثر.‏

 

كيف تنظر أطراف النزاع للهدنة؟

يبدو أن أطراف النزاع لم تستثمر الهدنة للوصول إلى اتفاقيات تحقق السلام، بل ‏على النقيض استغلت الهدنة في المزيد من الاتجار دون تقديم تنازلات، الأمر ‏الذي دفع جماعة الحوثي لمقايضة تمديد الهدنة مقابل اقتسام العائدات النفطية في ‏مناطق سيطرة المجلس الرئاسي اليمني. ‏

فجماعة الحوثي الطرف الذي رفض تجديد الهدنة مع الحكومة اليمنية التي تتلقى ‏دعماً من التحالف العربي بقيادة السعودية، ذهبت إلى أبعاد جديدة للمقايضة بشأن ‏الهدنة، إذ هددت جماعة الحوثي بقصف منشآت النفط في السعودية، وطالبت ‏الشركات الأجنبية بعدم الاستثمار في السعودية والإمارات، وهي التي سبق وأن ‏قصقت منشأة لتخزين النفط تابعة لشركة أرامكو في جدة في مارس الماضي، ‏وكانت وراء غارة بطائرة بدون طيار على صهاريج وقود بالقرب من مطار ‏أبوظبي في يناير الماضي، حيث أظهرت ضعف خطوطهم العسكرية الدفاعية في ‏مواجهة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الحوثية. ‏

هذه التهديدات تأتي في سياق تطورات حرب النفط والطاقة الدولية، وبالرغم من ‏توتر العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والسعودية بعد خفض إنتاج النفط ‏من قبل الأخيرة، إلا أن الولايات المتحدة حريصة على تحييد منابع النفط في ‏السعودية من أي هجمات محتملة، غير أن جماعة الحوثي رفضت الهدنة كذريعة ‏لمواصلة هجومها على السعودية من ناحية، ومن ناحية أخرى لتعزيز موقف ‏حليفتها إيران التي تتهم السعودية بتأجيج الشارع الإيراني من خلال قنواتها ‏الإعلامية التي تغطي بالفارسية الإحتجاجات ضد النظام الإيراني بعد مقتل ‏الإيرانية مهسا أميني. ‏

ولعلّه من الطبيعي أن تظل الهدنة عالقة وسط تبادل الاتهامات والتصعيد، خاصة ‏أن الحرب اليمنية هي حرب إقليمية بالوكالة، فقبل أن تقرر الأطراف الفاعلة في ‏اليمن الاستمرار في الهدنة، فهي تنظر إلى مصالح حلفائها دون أن تعطي الأزمة ‏الإنسانية الاعتبار الأول. ‏

إلا أنه بالنظر في بياني الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، نجد أن كلاهمها أكدا ‏حرصهما على تخفيف "الأزمة الإنسانية"، وعلى ما يبدو أن هذه البيانات فقط ‏للاستهلاك الإعلامي؛ لأنّ مواقفهما تتناقض مع هذه الخطابات، وبالتدقيق في ‏تعبيرات الحكومة اليمنية فور الإعلان عن انتهاء الهدنة، نجد أنها أعربت عن ‏‏"أسفها" لعدم نجاح جهود المبعوث الأممي في إقناع "الميليشيات الحوثية" بتمديد ‏الهدنة، وأكدت أنها تعاملت "بإيجابية" مع المقترح، انطلاقاً من حرصها للتخفيف ‏من "المعاناة الإنسانية"، إلا أن "المليشيات الحوثية" عمدت إلى "الهروب" من ‏استحقاقات الهدنة بافتعال التعقيدات المتتالية "لإفشالها"، ودعت مجلس الأمن ‏إدراج جماعة الحوثي في قائمة "الإرهاب" وفق وكالة سبأ. ‏

فمن خلال هذه التعبيرات يمكننا رصد موقف الحكومة اليمنية، بدايةً "بأسفها" ‏ورغبتها الشديدة في مواصلة الهدنة، ووصفت موقفها "بالإيجابي"، والذي ينطلق ‏من حرصها على تخفيف "المعاناة الإنسانية"، بالمقابل استمرت في خطابها ‏المعتاد في وصف جماعة الحوثي "بالميليشيات"، متهمتها "بإفشال" الهدنة، ‏و"التهرب" والتنصل من تطبيق بنودها، ومطالبتها بتصنيف الحوثي "كجماعة ‏إرهابية"، ولعلَّ هذا الخطاب يعطي مؤشراً على أن المفاوضات بشأن الهدنة ‏وصلت إلى طريق مسدود، ومن غير المستحيل أن تكون هناك تفاهمات في ‏الفترة القريبة، خاصة أن لغة التصعيد من الطرفين كانت سائدة. ‏

فعلى الجانب الآخر أكد محمد عبدالسلام المتحدث باسم جماعة الحوثي في بيان ‏جهود وفد المفاوضات الحوثي في معالجة "الأوضاع الإنسانية"، و قال "رغبتهم ‏ليس السلام بقدر ما هي إبعاد دول العدوان عن تداعيات الحرب والاستهداف ‏المباشر"، فيما قال المجلس السياسي الأعلى إن الشعب اليمني "لن ينخدع ‏بالوعود الكاذبة"، مطالباً بعائدات النفط والغاز اليمنية التي تحصلها الحكومة، ‏بحسب وكالة الأنباء اليمنية التابعة للحوثيين. ‏

ومن تعبيرات جماعة الحوثي يتضح جلياً موقفها في وصف التحالف العربي ‏بقيادة السعودية "بالعدوان"، وهي الكلمة التي تكررت في بيانه، كما أنها أكدت ‏عدم ثقتها بطرف اتفاق الهدنة، واصفةً وعوده "بالكاذبة"، واستخدمت جماعة ‏الحوثي إفشال الهدنة كذريعة لقصف منشآت وحقول النفط والموانئ في محافظتي ‏شبوة وحضرموت، كابتزاز للحكومة اليمنية للقبول بمطالبها.‏

 

الهدنة بين التفاؤل وخيبة الأمل

تزامنت الهدنة في اليمن مع شهر رمضان الذي يمثل عند اليمنيين بمشاعره ‏الدينية مناسبة تعلوا فيها قيم التسامح والسلام، وهو ما جعل الكثيرين يتفاءل ‏بوقف تداعيات الحرب، والتأسيس لمفاوضات تنتهي باتفاقية السلام العادل ‏والشامل الذي يتمناه اليمنيون. ‏

وبالرغم من اعتبار الهدنة حلاً مؤقتاً، إلا أنها شكلت الأمل لدى اليمنيين بإمكانية ‏إحلال السلام، ومن خلال رصد تعبيرات رواد مواقع التواصل الاجتماعي تبين ‏أن نسبة كبيرة منهم عبروا عن سعادتهم بإعلان الهدنة. ‏

 

عبدالعظيم قحطان قال: "يارب تكون نهاية الحرب العبثية ونعيش في سلام"، فيما ‏قال زكريا الشهاري: "إن شاء الله تتحقق الهدنة، لأن الشعب مطحون من الحرب، ‏ومن الغلاء، وطمع تجار الحروب"، وكتب سليمان اليوسفي: "يارب تكون نهاية ‏السبع السنين العجاف، وبداية الخير والسلام"، وقال علي المخلافي: "نأمل أنها ‏البداية للسلام الشامل العادل، الذي طال انتظارنا له".‏

غير أن هذه الفرحة كانت مصحوبة ببعض الحذر عند بعض المعلقين فالمدون ‏خليل سيف قال: "لست متفائلاً، ومع الأسف لن تنتهي الحرب إلا بسيطرة أحد ‏الأطراف على اليمن، وهذا الشيء مستحيل، يعني "عيزلج" عمرنا ونحن من ‏حرب إلى حرب ومن أزمة إلى أزمة"، وقال فهمي الحاج: "عادنا مش مصدق، ‏إلا لما أشوف حاجة ملموسة على أرض الواقع". ‏

وبعد 6 شهور من الهدنة، سرعان ما تبدد التفاؤل بخيبة أمل انعكست على ‏تعبيرات اليمنيين، الذين يعتمد 80% منهم على المساعدات الإنسانية وفق تقدير ‏الأمم المتحدة، وبرصد بعض التعليقات العشوائية في مواقع التواصل الاجتماعي، ‏تبين لنا مدى تذمر الناس من الهدنة، كونها لم تحل رواتب الموظفين، الذين ‏أصبحت معاناتهم مرهونة باتفاق طرفي النزاع. ‏

وفي تعليق لإسماعيل محمد قال: "موقف صنعاء واضح وثابت ومحق ولا غبار ‏على أحقيته، وتحالف العدوان يتحمل مسؤولية تعطيل عملية السلام ..."، فيما ‏قال محمد العواضي: "يا توافقوا على الشروط وتنهوا الحرب نهائياً، يا إما حرب ‏متواصلة إلى أن يتحقق النصر، ماذا سنخسر أكثر من الذي خسرناه؟ الرواتب ‏مقطوعة، والبترول شبه معدوم، يعني عايشين في أزمات متواصلة، إذاً فالتأخذ ‏الحرب مدتها، وستقصف شركات النفط في دول التحالف ونعيش سوياً الأزمات"، ‏وقال فؤاد الدلالي: "ادفعوا مرتبات الشعب بغير قلة حياء، تتفاوضون على قطع ‏مرتبات الناس ..."‏.

 

هل خففت الهدنة الأزمة الإنسانية؟

شهدت فترة الهدنة اليمنية انخفاض المعدل الشهري للنازحين داخلياً بنسبة 76%، ‏وانخفاض عدد المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا في الحرب بنسبة 54% بحسب ‏تقارير الأمم المتحدة، الأمر الذي يؤكد أن الشعب اليمني يمثل الخاسر الأكبر من ‏عدم تمديد الهدنة، فبينما تهدد المجاعة الملايين، ويحتاج آلاف المواطنين ‏المقيمين في مناطق سيطرة الحوثيين إلى تلقي علاج طبي عاجل غير متوفر في ‏البلاد، فإنّ الأزمة الإنسانية قد تتضاعف، إذا لم تبادر أطراف النزاع بالعودة إلى ‏الهدنة. ‏

وفي تصريح للمركز اليمني للسياسات قال سيف مثنى مدير الوحدة التنفيذية ‏لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب: "أثرت الهدنة بشكل إيجابي على حياة ‏الناس، حيث تمكنت الكثير من الخدمات الإنسانية من الوصول إلى المدنيين"، ‏وأكد أنهم يعملون "بشكل مستمر طيلة أيام الحرب والهدنة، إلا أن الفجوة ‏والاحتياج القائم وضعف التدخلات" يضعهم في موقف صعب. ‏

وأفاد أن "العدد الكبير للنازحين الذي تجاوز 2 مليون نسمة، وما يتطلبه من ‏خدمات في كافة المجالات" تفوق قدرتهم وإمكانياتهم المحدودة، خاصة أن هذا ‏العدد "يشمل حالات خاصة من المعاقين، والنساء، وكبار السن، والأطفال"، ‏وأضاف أن ما يفاقم هذه الصعوبات "ضعف اهتمام الحكومة بمعالجة الملف ‏الإنساني، وأيضاً بقاء الكثير من المنظمات تحت سيطرة "الميليشيات" بصنعاء، ‏وتسيس المساعدات الإنسانية". ‏

ولعل أكثر المناطق التي استفادت من الهدنة هي الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ‏حيث تدفَّقَ النفط إلى الحديدة بكميات أكثر بأربع مرات من العام الماضي، بعد أن ‏كان الناس يقفون في طوابير للحصول على الوقود، بالإضافة إلى تمكُّنْ عشرات ‏الآلاف من المواطنين من السفر عبر مطار صنعاء، حيث أقلعت 51 رحلة ‏تجارية أثناء فترة الهدنة، بعد أن كان المطار يستقبل فقط طائرات المساعدات، ‏الأمر الذي خفف معاناة المواطنين من الانتقال براً إلى عدن أو سيئون عند السفر ‏خارج اليمن. ‏

وبالرغم من انخفاض مستويات العنف أثناء الهدنة، إلا أن الاتفاق لم يطبق ‏بالكامل، وخصوصاً ما يتعلق بفتح الطرقات في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة ‏الحكومة اليمنية، والتي تتعرض باستمرار للقصف من قبل جماعة الحوثي، التي ‏تحيطها بأطول حصار تاريخي للمدينة منذ 2015، الأمر الذي ترتب عليه ‏صعوبات في حركة المدنيين للسفر ونقل البضائع عبر طرق جبلية وعرة، وزيادة ‏حوادث السير وما تسفره من ضحايا. ‏

فبينما ترفض جماعة الحوثي رفع الحصار كجزء من بنود الهدنة، ظلوا ‏يضغطون من أجل صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين المتقاعدين من ‏عائدات النفط والغاز التي تحصل عليها الحكومة اليمنية، واستخدموا ذلك كمبرر ‏في إنهاء الهدنة، وبالعودة إلى اتفاق ستوكهولم الذي وُقِّع بين الحوثيين والحكومة ‏اليمنية عام 2018، فإنه ألزم الحوثيين بدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية من ‏إيرادات موانئ الحديدة، وفقاً لكشوفات الرواتب عام 2014.‏

 

العودة للهدنة: كيف يمكن التوصل لاتفاق جديد؟

لم تكن الستة الأشهر من زمن الهدنة كافية لتوضيح تأثير الهدنة على الأزمة ‏الإنسانية في اليمن، لأنَّ حل هذه الأزمة يرتبط بتحقيق السلام الدائم، وعودة ‏الحياة لطبيعتها وانتعاش الاقتصاد المحلي، غير أن التأثير الإيجابي النسبي يعدُّ ‏محفزاً لأهمية العودة للهدنة، وأي اتفاق جديد يتطلب تقديم ضمانات في حالة ‏خرق أحد الأطراف لبنود الهدنة، بدلاً من تبادل الاتهامات "بالوعود الكاذبة"، ‏كما أن الأزمة الإنسانية ينبغي تحييدها عن الصراع، وعدم استغلال معاناة ‏المدنيين في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، ويشترك في هذه المسؤولية جميع ‏الجهات المسؤولة عن حل الأزمة الإنسانية. ‏

فعلى أطراف النزاع أن تتوافق على آليات وحلول مشتركة، تسهم في التخفيف ‏من تداعيات الحرب الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في مناطق سيطرة ‏المجلس الرئاسي اليمني وجماعة الحوثي، ويجب على الأخيرة الالتزام بتعهداتها ‏السابقة بدفع رواتب الموظفين، وعدم توظيف عجزهم كمبرر في إنهاء الهدنة، ‏كما يجب إيقاف عمليات التصعيد الهجومي على حقول النفط في محافظتي ‏حضرموت وشبوة؛ لأن ذلك يخالف القانون الإنساني الدولي، ويدمر البنية ‏التحتية للمصدر الرئيسي لميزانية الحكومة اليمنية، والذي من شأنه تقويض ‏الوضع الإنساني، وعلى جميع الأطراف تسهيل وصول الخدمات الإنسانية ‏والطبية، وعدم عرقلة جهود العاملين الإغاثيين. ‏

أما الأمم المتحدة، ومن خلال مبعوثها السويدي هانس غروندبرغ، يجب عليها ‏الاستمرار في بذل المزيد من الجهود لتجديد الهدنة، باعتبارها الخطوة الأولى ‏للتمهيد لاتفاقية السلام الشامل، الذي يضمن العدالة الانتقالية، ويجب إضافة بنود ‏أخرى تمتد إلى حل الأزمة الاقتصادية، وتوحيد البنك المركزي اليمني، ضمن ‏هدنة تستمر لفترة أطول، وتكون الأساس للبناء على تفاهمات أوسع، تشمل ‏أطراف النزاع المحلية وحلفائهم الدوليين، لإنهاء الحرب التي أكملت عامها ‏الثامن. ‏

وعلى المنظمات الإغاثية والوكالات التابعة للأمم المتحدة منح الشفافية في ‏وصول الاستجابة الإنسانية لجميع الفئات المجتمعية المتضررة، وتأهيل العاملين ‏في المجال الإنساني والإغاثي، وتدريبهم على تقييم الاحتياجات، والالتزام ‏بتوظيف أشخاص مستقلين لعدم تمكين أطراف النزاع من استغلال المساعدات ‏وتسييسها، وحتى تحقق هذه التدخلات أقصى استفادة، يجب ربط الاستجابة ‏الإنسانية بالتنمية، فمعدل الإنفاق على مليوني نازح في مأرب، سيضاهي تكلفة ‏إنشاء مصانع ومعامل لتنمية المحافظة، بحيث يستفيد هؤلاء النازحين من تأمين ‏وظائف، ومن شأن الأرباح والعوائد الاستثمارية أن تغطي احتياجات النازحين ‏غير القادرين على العمل من المعاقين، والنساء، والأطفال. ‏

 


سالم بن سهل ناشط وصحفي يمني مهتم ببناء السلام وحقوق الإنسان مقيم في ‏بريطانيا وهو المدير التنفيذي لمؤسسة صحافة السلام، وسفير السلام في الشرق ‏الأوسط وشمال افريقيا لدى منظمة ‏OYW‏ ومقرها لندن، له مساهمات في تدريب ‏الصحفيين على "صحافة السلام" لدى جهات محلية ودولية أبرزها ‏DW ‎Akademie‏ و ‏RNW media.