نبيل الصوفي وحسين الأسواني وأيام لا تنسى في مصر

رمضان كريم يا أحبة…طبعا ظهر لي هذا المنشور وأنا ابحث عن نبيل الصوفي…لم أجد نبيل لكنني وجدت ذكريات حارة صحبته في القاهرة ودمياط … وفي مخبازة عبدالقوي ردمان اسماعيل الشيباني في صنعاء.

في القاهرة يلمع اسم نبيل الصوفي دوما أمام عيني فقد قضينا نهاية 2005 أسبوعين في القاهره ودمياط وبورسعيد… ونزلنا مدة 10 أيام في فندق سمير آميس في وسط القاهرة قبل ان نمضي ليلة خالدة في الحسين وضفاف النيل حتى طلوع شمس اليوم التالي هربا من فندق بديل انتقلنا اليه لأنه "نظيف وسعره معقول ومطل على النيل"! لم ننم في عرفنا عندما طلع الصباح بل اتصلنا بالعم حسين الأسواني صاحب التاكسي الذي صار صاحبنا عندما تسنح لنا فرصة مغادرة الفندق لمشاوير خاصة. وصل لحارس الأمين ليأخذنا من الفندق في تمام السابعة صباحا، وقضينا معه واحدة من اجمل ايامنا في القاهرة والجيزة.

كان عم حسين الأسواني قد حمل شنط سفرنا أعلى سيارته البيجو القديمة (تعود الى الستينات او مطلع السبعينات) وربطها بحبال ومضى باتجاه الأهرامات حسب طلبنا. لم لا؟ فقد تلبستنا روح سائح اسكندنافي يزور مصر في الشتاء لأن طقسها دافئ! وصل الأهرامات فتزاحم اصحاب الجمال والأحصنة حول التاكسي يريدون اصطياد "السائحين" القادمين لتوهما من المطار حتى انهما لم يذهبا الى فندق للراحة او حتي لوضع شنطهم. تدافع العربجية وغيرهم حول التاكسي بشكل أقلق العم حسبن فما كان منه الا اخراج راسه وبلكنته الصعيدية الأصيلة راح يكيل عبارات الوعيد والسباب للمتحلقين حول التاكسي قبل ان يسرع بالسيارة مبتعدا عنهم.

قضينا قرابة ساعتين في الأهرام فيما الحارس الأمين، ينتظر في سيارته. عندما ركبنا مجددا قلنا له، وقد اظهر جسارة في مواجهة الخيالة والجمالة، مارأيك لو تأخذنا الى الكيت كات؟ أبدى حماسة مستغربة من سائق تاكسي يحمل شنط سفر اعلى سيارته! وصلنا الكيت كات حيث لا شيء يربط اسمه بالمكان. ركن التاكسي امام مقهى شعبي هناك وبدا بإلقاء التحية على العاملين في القهوة ليتضح انا اننا في قهوة عزبة الصعايدة! سحبنا مقاعدنا وجلسنا بين اهلنا في عزبة الصعايدة، وزاد من حميمية المكان ان لافتة انتخابية تخص زميلة صحفية مصرية تخوض الانتخابات مرشحة للحزب الناصري في دائرة امبابة. كان اسمها في اللافته حسب بطاقتها الشخصية هو "نحمدو" لكن اللافته تذكر اسم شهرتها كصحفية أي الاسم الذي تعرف به.

بعد ساعة دافئة في عزبة الصعايدة، انطلقنا بالتاكسي نحو بولاق الدكرور قبل ان نأخذ جولة في الحسين والسيدة زينب.

في الثانية بعد الظهر قررنا مواجهةً خالد الصوفي مستفيدين من رفقة حسين الأسواني منذ الصباح الباكر. قل لنا بحماسة ودفء انه في انتظارنا في النادي الاعلامي او الثقافي في المهندسين. كان ينتظرنا بلهفة من ينتظر سماع انطباعات حلوة عن الفندق الذي اقترحه أمس! والحق ان حسين الأسواني وفر علينا بعض الحرج إذ ركن التاكسي أمام البوابة لينزلنا، فكانت الشنط أول ما لمحه خالد. سالنا فوز دخولنا: أيش حصل؟

شرحنا له بكل حذر وحرج بأن الفندق مش مناسب خصوصا أنه لا يطل على النيل بل يبعد عنه حوالي كيلومترا واحدا على الأقل وما يظهر منه الا "شقفة" لا تكاد ترى بالعين المجردة.

تقبل خالد عذرنا لكن من دون أن يخفي امتعاضه من صحفيين معارضين يعتقدان انهما "وزيران في حكومة باجمال!"

——

أذكر نبيل الصوفي فيطل صوفي آخر يقيم في قلوبنا، متعجبا من شان صحفيين لا يعجبهما العجب.

رحم الله صديقنا خالد الصوفي وعجل بظهور نبيل في هذه الليالي المفترجة!

المنشور المشار إليه في المقال على فيسبوك
المنشور المشار إليه في المقال على فيسبوك