بيان جماعة نداء السلام حول الاتفاق السعودي الإيراني: ترحيب مشروط

من لحظة إعلان الاتفاق السعودي الإيراني الصيني
من لحظة إعلان الاتفاق السعودي الإيراني الصيني (وكالات)

أصدرت جماعة نداء السلام، المؤلفة من مفكرين وسياسيين يمنيين، بياناً بشأن الاتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين تضمن ترحيباً مشروطاً بحسن النوايا، وأعربت عن أملها في أن ينعكس بتهدئة التوترات في المنطقة، ووقفت التدخلات في الشؤون الداخلية للبلدان.

وقالت الجماعة في بيان حصلت النداء على نسخة منه إنها وقفت امام أمام ما تناقلته وسائل الإعلام عن الاتفاق الذي تم بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الاسلامية، برعاية من جمهورية الصين الشعبية، وتابعت بعض ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية المختلفة، بتبايناتها، التي تعكس حسابات الدول ومصالحها في الوطن العربي وفي محيطه الإقليمي.

وفيما يلي نص البيان:

بيان صادر عن جماعة نداء السلام
حول الاتفاق المعلن بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية
تحت رعاية جمهورية الصين الشعبية

وقفت جماعة نداء السلام أمام ما تناقلته وسائل الإعلام عن الاتفاق الذي تم بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الاسلامية، برعاية من جمهورية الصين الشعبية، وتابعت بعض ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية المختلفة، بتبايناتها، التي تعكس حسابات الدول ومصالحها في الوطن العربي وفي محيطه الإقليمي.

إن جماعة نداء السلام، وهي تثمن جهود الصين الشعبية وسعيها إلى تطبيع العلاقات في المنطقة لما فيه خير شعوبها، تتمنى أن تفضي هذه الاتفاقية إلى تمكين دول المنطقة من التوجه نحو توظيف قدراتها وإمكانياتها المادية وعلاقاتها السياسية لصالح السلام والبناء وترسيخ أسس التعايش والتعاون والتعامل الندي، واحترام إرادة شعوب المنطقة ومصالحها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم فرض أجندات خارجية على أي بلد من البلدان أو شعب من الشعوب. لتتهيأ بذلك أسس حسن الجوار وخدمة المصالح المشتركة واستتباب الأمن والاستقرار، كشروط ضرورية لا غنى عنها للتنمية والنهوض والارتقاء بحياة المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم وتأمين الخدمات الضرورية لهم، بدلاً من الحروب العبثية وتدمير مقومات الحياة الطبيعية للإنسان.

وإنه ليحدونا الأمل، إذا صدقت النوايا، أن يكون لهذا الاتفاق نتائج وانعكاسات إيجابية على مختلف الأصعدة وعلى مجمل الأوضاع في المنطقة، تؤدي إلى تهدئة التوتر، الذي طبع العلاقات بين دولها لسنوات طويلة بطابعه، تفجرت خلالها العديد من المشاكل السياسية والاقتصادية ونشبت حروب مدمرة، أتت على الحرث والنسل، ووظفت لتحقيق أهداف محددة لقوى دولية، على رأسها هدف إعادة رسم خريطة المنطقة بما يلائم مصالح هذه القوى الغاشمة.

لقد أثرت العداوات والتوترات والحروب تأثيرا سلبيا على مختلف مجالات الحياة في الوطن العربي وفي الجوار الإقليمي، بما وفرته من مناخات مواتية لإشعال الفتن وتفجير الصراعات الدامية في أكثر من بلد عربي، ومنها بلادنا اليمن، الذي ذاق الأمرين على مدى ثمان سنوات، تعرض خلالها لما تعرض له من دمار وخراب وحصار ظالم، أحدث مجاعة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، بشهادة المنظمات الدولية المعنية، وتعرضت خلالها سلامته واستقلاله ووحدة أراضيه، ولاتزال تتعرض، لأخطار وجودية، كفيلة إذا لم يتنبه اليمنيون لها ويجابهوها موحدي الصف والهدف، بأن تمزق الوطن إلى كانتونات هزيلة، وتحيل الشعب الواحد إلى جماعات منقسمة، مناطقية طائفية عشائرية مبعثرة ومتناحرة.

إن جماعة نداء السلام وهي ترحب بهذا الاتفاق من حيث المبدأ، مع اشتراط حسن النوايا وصدق التوجه، تتمنى أن تنعكس نتائجه إيجاباً على الداخل اليمني، من خلال الدور الذي يمكن أن تقوم به الدولتان المحوريتان في الصراع الراهن، المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، وبرعاية من جمهورية الصين الشعبية، لتوفير عوامل النجاح للجهود المبذولة لتمكين اليمنيين من اللقاء، والتحاور فيما بينهم، لتقرير مصير بلادهم، بعيداً عن أي تدخل في شأنهم الداخلي، والاكتفاء بمساندتهم الإيجابية النزيهة، ليمضوا في طريق التصالح والتوافق على إقامة دولتهم المنشودة، القائمة على أسس الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة، عبر صناديق الانتخابات. فيصونوا بذلك استقلالهم ويحافظوا على وطنهم أرضا وإنسانا ويوفروا فرصة استثمار خيرات بلادهم، لتحقيق الرخاء لشعبهم المنكوب وتعويضه عن سنوات الحرمان التي تجرعها ظلماً وعدواناً، مما سيمكن يمن المستقبل من القيام بدور فعال، بحكم موقعه الاستراتيجي، في خدمة وحماية الأمن والسلم الدوليين .
جماعة نداء السلام .
صنعاء، في 11 مارس 2023م