ليست نهاية التاريخ!

المحيط الهادئ في القرن الـ21، هو البحر الأبيض المتوسط في القرون الوسطى. هو منطقة ارتطام القوى العظمى الآن!

تلك نبوءة جمال حمدان قبل حوالي نصف قرن.

في كتابه "استراتيجيات الاستعمار والتحرير"، يتتبع العبقري جمال حمدان صعود ثم أفول القوى العظمى منذ فارس وروما مرورًا بالإمبراطورية العربية الإسلامية، ثم قوى البحر ورمزها البرتغال في القرون الوسطى، وقوى البر ورمزها في القرن الـ20 الاتحاد السوفيتي!

كذلك يسير التاريخ بدءًا من الصراع بين الرعاة والزراع، وانتهاءً بحاملات الطائرات والغواصات وشتى أنواع الأسلحة المحرمة وأسلحة الدمار الشامل التي دشنتها الولايات المتحدة الأميركية مع انتهاء الحرب العالمية الثانية!

قصة مثيرة وشائقة على الكتب، لكنها حافلة بالمذابح وفصول الفناء التي يدونها المنتصرون، ويفرضونها رواية رسمية في المناهج في المدارس والجامعات!

ماذا أيضًا؟

يقول جمال حمدان، وكثيرون بعده، إن التهديد المحتمل في الصراعات المقبلة أمريكي بامتياز! تذكرت ذلك وأنا أتابع إصرار أميركا على توسيع الناتو شرقًا وفي بحر الصين وكامل جنوب شرق آسيا.

القوة العظمى الأولى تتشبث بمركزها، محاربة صعود قوى جديدة (الصين مثالًا)، فتنزع إلى القوة والمزيد من القوة في العلاقات الدولية.

ما قرأناه في الكتب نشاهده الآن في شاشات القنوات الإخبارية… كما لو كنا نشاهد جزءًا لا بد منه، من تاريخ البشرية… التاريخ الذي لم تُكتب نهايته بعد!