الرياض في عدن

سيستغرق إنهاء الحرب في اليمن زمنًا أطول من توقعات اليمنيين الطيبين الذين يراهنون على المجتمع الدولي أو صحوة ضمائر رجال إيران والسعودية والإمارات في صنعاء وعدن.

بعد 8 سنوات من الحرب، صار واضحًا أن قرار وقف الحرب أو استئنافها لا يتأثر مطلقًا بأي متغيرات تحدث داخل اليمن إلا في حال كسر الحوثي الخطوط التي رسمتها معارك الشهور الأولى للحرب، خصوصًا في مأرب والمخا. عندها فقط سيتحرك الإقليم مدفوعًا من واشنطن، لوقف "التوسع الإيراني".

داخل خطوط الطول والعرض الأمريكية، يلعب السعوديون والإماراتيون في اليمن. خلال الأشهر الأخيرة تقدمت الرياض لتحمل مسؤولية الوضع الأمني في عدن وحضرموت، واضعة حدًا لجموح المجلس الانتقالي الطامح إلى استكمال السيطرة على المحافظات الجنوبية والشرقية، أي دولة اليمن الجنوبي قبل 90.

كما هي القاعدة دائمًا، فإن السيطرة على عدن مفتاح الجنوب السياسي، وبوابة التمدد شرقًا وغربًا، وطبقًا للقاعدة بدأت الرياض بالتواجد في عدن عبر إدخال قوات "درع الوطن" التي تدخل المعادلة في عدن والمحافظات الجنوبية بوصفها القوة الضاربة التي ستضع حدًا لسيطرة الانتقالي على العاصمة المؤقته عدن.

شيئًا فشيئًا يبدو الانتقالي عديم الحيلة إزاء العامل الجديد الذي دخل بنفسه ليفرض صبغته استعدادًا للجولات القادمة التي تتطلب تهدئة لخطوط النار شمالًا في اتجاه السعوديه، وجنوبًا حيث التواجد الإيراني غير مسموح، في باب المندب خصوصًا.

وبمعزل عن الاتهامات المتبادلة بين اللاعبين المحليين الصغار في التحالف الذي تقوده السعودية، خصوصًا تلك التي تتوسل وضع العلاقات السابقة لأطراف في الانتقالي بإيران، فإن المؤكد أن الرياض عازمة على تحديد إقامة رئيس المجلس الانتقالي ونائب رئيس مجلس القيادة عيدروس الزبيدي في أبوظبي، حتى إشعار آخر. وفي الأثناء يواصل رئيس مجلس القيادة الحركة في "خطوط الطيران"، في انتظار ما ستقرره على الأرض القوى المحلية والإقليمية صاحبة القول الفصل!

النداء