الشعور بالهزيمة المسبقة يورث الانتقام

عندما يلجأ الخصم للأدوات القذرة والخطرة التي تستهدف الآخرين صحيًا وماديًا، ويسخر لذلك الخلايا والأموال والإمكانات، فإن ذلك يعني إخفاقه الكبير في المنازلة والصراع بأدوات السياسة المتعارف عليها. شعوره بالهزيمة المسبقة يجعله دائمًا في حالة قلق، وفي حالة حرب مستمرة سرية ومخادعة ووضيعة للإيقاع بالآخر، والإساءة إليه لمنعه من السير في الطريق السليم والنجاح، لأن الشعور بتفوق الآخر وبالهزيمة المسبقة والدائمة، يورث الانتقام أيضًا.

عندما تتكشف المؤامرة للناس، وتسقط الأقنعة، ويزول مفعول السحر، يصبح الخصم في حالة تعرٍّ من أفعاله وسلوكه، لكنه لن يعدم الحيلة لابتكار وسائل حرب أخرى، لكنه وفي كل مرة سيفشل في تحقيق أهدافه، وسيهزم في معركة السياسة والأخلاق معًا.

بت أشفق على الذين يفجرون في الخصومة، وينخرطون في الحرب بسبب الحسد. هؤلاء نوع من المحاربين السقطة الذين لن تخمد نيران الحسد في صدورهم حتى وإن عاملتهم بلطف وإحسان أثناء المعركة وبعدها. هؤلاء من ضعاف الإيمان الذين لا يركن إليهم، أو يعتمد عليهم، أو يؤمن جانبهم، وهم مكشوفون على الدوام.

أما الذي يحارب من أجل المال الفتات الذي يرمى اليه، فهذا مستعد أن يغير ولاؤه بسرعة إلى الطرف الآخر الذي حاربه، حينما يتأكد له نجاحه وتفوقه، وهو مستعد أن يعتذر، وأن يقدم صنوف الولاء والطاعة من أجل مصالحه، وهذا شخص بلا مبدأ ينبغي الحذر منه باستمرار، أما المصارع الكبير الذي يوزع الأدوار وينشئ الخلايا، وهو طبعًا ينخرط في صراع مشاريع معك لا يفقهها الجهلة، ستحترمه إذا اعترف بهزيمته وتوقف عن شروره، لكن بكل تأكيد ستظل تدين الوسائل القذرة غير المحترمة التي استخدمها في حربه معك، وسوف تمنع تكرارها بكل تأكيد مع أية جهة أو شخص آخر حينما يصبح لك تأثير وقرار.

المحارب من أجل الخير والصلاح وكرامة وسعادة الناس، ينتصر في الأخير حتى ولو كان فردًا، والمحارب من أجل الشر والإضرار بالآخرين وبالأوطان والشعوب والإنسانية، يفشل مهما كانت كثرته أو إمكاناته.

"إن الله يدافع عن الذين آمنوا".

"وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".

البلد مايزال بخير... والناس الخيرون الطيبون الشجعان موجودون في كل زمان ومكان، وبهم تنتصر الشعوب والأمم.

 

  • رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام