جولة جديدة لـ"فخامة" الرئيس

مرة أخرى تفاجئنا الأنباء بمغادرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، العاصمة المؤقتة عدن -بعد عقد اجتماع مغلق آخر مع نوابه السبعة- إلى الرياض، ليواصل بعدها رحلته إلى أوروبا، التي بدأها ببلجيكا، ليذهب بعدها إلى ألمانيا، كما ورد في التسريبات التي سبقت مغادرة "فخامته" عدن.

وجاء في خبر وصوله إلى بروكسل، أنه سيجري "مباحثات قمة مع ملك بلجيكا فيليب ليوبولد، تتركز حول العلاقات الثنائية، وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات، فضلًا عن التشاور والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الوطنية، والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

الخبر الرسمي أضاف أن "فخامته" سيلتقي رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والممثل الأعلى للاتحاد نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، والمفوضة الأوروبية للشراكات الدولية جوتا أوربيلين، وعددًا آخر من المسؤولين الأوروبيين، للبحث في المستجدات اليمنية، والضغوط الأوروبية المطلوبة لدفع المليشيات الحوثية الإرهابية وداعميها الإيرانيين، على التعاطي الجاد مع جهود الأشقاء والأصدقاء لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وتحقيق تطلعاته في السلام والاستقرار، وبناء دولة عصرية تحترم الحقوق والحريات!

وهنا لا بد أن نتساءل عن الحكمة من لقاء ملك بلجيكا، أو بمعنى أدق ملك البلجيكيين، ونحن نعلم أنه "لا يهش ولا ينش" كما يقال في المثل الشعبي، ذلك أن رئيس الوزراء هو صاحب السلطة التنفيذية، والمسؤول عن السياسة الخارجية وعلاقات بلجيكا مع دول العالم!

وحتى كتابة هذه السطور، لم يتضح بعد ما إذا كان "فخامته" اصطحب معه وزراء ومختصين معنيين بالقضايا التي سيبحثها مع ملك البلجيكيين والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي، وحتى في ألمانيا التي يتوقع أن يزورها بعد بلجيكا، لكن المتعارف عليه أن زيارة رسمية يقوم بها رئيس الدولة -أية دولة- لدولة شقيقة أو صديقة، لبحث العلاقات الثنائية، أو لإجراء مباحثات والتوقيع على اتفاقيات تعاون، يجب أن يسبقها تحضيرات، بحيث لا يكون الرئيس معنيًا بكل التفاصيل الدقيقة!

الملاحظ أن "فخامته"، وقد قام بزيارة سابقة أو زيارات لعدد من الدول، لم يفدنا بما نتج عن تلك الزيارات، وما إذا كان أشرف على توقيع أية اتفاقيات تعاون ثنائية، أو ما قد يفيد الشعب الغلبان الذي يعاني وينتظر من قيادته أن تحل مشاكله!