طق... طق

طق ... طق - منى صفوان

في دولة بلا دولة كدولتنا... يمكن أن يحدث أي شيء!
وحدوث هذا الـ"أي شيء" قد يكون في ظل انشغال كامل مؤسسات الدولة بإدارة غيابها. وهنا تنجح الدولة في تغييب نفسها وتحل بدلا منها "الديولة".
تُعرف هذه الظاهرة في علم الاجتماع السياسي بـ"الظواهر السياسية الكبرى لاختفاء الدولة". وقد سجل أول اختفاء للدولة بعد أن قدم أحد المواطنين المجهولين بلاغا في أحد أقسام الشرطة عن

في دولة بلا دولة كدولتنا... يمكن أن يحدث أي شيء!
وحدوث هذا الـ"أي شيء" قد يكون في ظل انشغال كامل مؤسسات الدولة بإدارة غيابها. وهنا تنجح الدولة في تغييب نفسها وتحل بدلا منها "الديولة".
تُعرف هذه الظاهرة في علم الاجتماع السياسي بـ"الظواهر السياسية الكبرى لاختفاء الدولة". وقد سجل أول اختفاء للدولة بعد أن قدم أحد المواطنين المجهولين بلاغا في أحد أقسام الشرطة عن حالة الاختفاء هذه.
ولم يتفاعل رئيس القسم مع البلاغ، ولم تنشر الجريدة الرسمية خبرا عن حالة الاختفاء مع إرفاق صورة وطلب للبحث.
حتى أن المنظمات الحقوقية كرست جهدها فقط للبحث عن المختفين قسريا! ولم يهتم أحد لاختفاء الدولة!
ولكن ذاك المواطن المجهول كان قد أوصى زوجته قبل اختفائه بأن تسمي طفلته القادمة "دولة"...
ف"دولة" هو أحد الأسماء الشائعة في "دولتنا". وبعد أن اختفى المواطن المجهول ورئيس قسم الشرطة المهمل، وضعت زوجته طفلة أسمتها "دولة" بحسب الوصية.
إلا أن "دولة" الصغيرة أيضا.. اختفت مؤخرا، ولم يتم الإبلاغ عن اختفائها، ولم يهتم لها أحد! لا صحافة ولا منظمات، حتى أن أمها لم تحزن عليها.
هذا وقد نشر خبر صغير في أحد الجرائد يقول: "تم العثور على جثة المواطن المجهول ورئيس القسم المهمل، ورفضت الدولة تسلم جثتيهما".
سلام
monasafwanMail