"المرهقون" يسجل أول حضور دولي للسينما اليمنية

المخرجة اليمنية مريم الذبحاني (النداء)
المخرجة اليمنية مريم الذبحاني (النداء)

ستسجل السينما اليمنية، خلال شهر فبراير القادم، أول حضور لها في العالم، من خلال فيلم "المرهقون" للمخرج عمرو جمال، بعد النجاح الذي حققه فيلمه السابق "عشرة أيام قبل الزفة"، داخليًا وإقليميًا، حيث تخوض فرقة خليج عدن تجربة جديدة عبر فيلم "المرهقون"، الذي سيشارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي.

والفيلم الجديد، والذي تدور أحداثه في عدن، يجسد قصة حقيقية وقعت في المدينة عام 2019، ويتتبع معاناة زوجين وأطفالهما الثلاثة، بعد أن خسر الأب والأم عملهما جراء الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، كنتيجة طبيعية للحرب، والتي ما تزال تأثيراتها قائمة إلى اليوم، وفي ظل هذه الظروف تكتشف الأم أنها حامل في الطفل الرابع، ولهذا يحاول الأبوان إيجاد طريقة للإجهاض، رغم موقف المجتمع المعارض لهذا الأمر، ونتيجة لذلك تجبر العائلة على اتخاذ قرارات صعبة للخروج من هذا المأزق.

المخرجة مريم الذبحاني، وهي صديقة للمخرج عمرو جمال، وعلى اطلاع بأحداث الفيلم، تقول إنه قدم بطريقة تناسب الجمهور الأوروبي، وإنه يختلف عن فيلم "عشرة أيام قبل الزفة"، وترى أن المهم هو أن يسمع العالم أكثر عن اليمن، ويعرف ما يدور فيها بعيون وأصوات يمنية، لأن الغرب وفق ما ترى يتحدث دائمًا عن منطقتنا بشكل عام، من منظور استشراقي، وغالبًا ما تكون نظرته دونية وسلبية تضعه في صندوق غير قابل للتطور، ولأن الإعلام التقليدي يقدم العرب عمومًا إما كإرهابيين أو متخلفين.

ومع ذلك، ترى المخرجة اليمنية المقيمة في قطر، أن الحرب بكل مآسيها، أسهمت في أن تسلط وسائل الإعلام الدولية الأضواء على اليمن وما يدور فيه، وذلك فتح نافذة للعمل السينمائي في اليمن، كي يقدم نفسه للخارج، وتعتقد أيضًا أن تأثير جائحة كورونا كانت إيجابية أيضًا على هذا الجانب، لأن العمل عن بعد، فتح المجال أمام حصول الكثير من الشباب اليمني في الداخل على فرص لتعلم السينما عن بعد. وتشير إلى أن هناك تجارب ناجحة متفرقة ليمنيين في الشتات، استطاعوا من خلالها تعلم السينما في الخارج، وهؤلاء عادوا إلى بلدهم، وأنتجوا أفلامًا، وعرضوها في البلدان التي يقيمون فيها. وهذا الأمر لم يكن متاحًا في الداخل.

المخرجة الذبحاني التي حصلت على فرصة للتعلم في الدوحة، كشفت عن زيادة البرامج والدعم، وهو ما مكن الشباب اليمنيين من القدرة على السرد القصصي الشخصي، كما وفر لهم ولأسرهم مصدرًا للدخل. وإن التعليم عن بعد، الذي ينفذ بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، من شأنه أن يزرع بذور التعليم الأساسي للسينما، لكنها انتقدت بقوة غياب أي دور للحكومة أو القطاع الخاص، في هذا الجانب، وذكرت أنها تشعر بالألم في كل مكان تحضر فيه، لأنه لا يوجد ظهر ولا سند، ولا توجد جهة تحتوي اليمنيين العاملين في قطاع السينما، وتشعرهم بالانتماء.

وتؤكد الذبحاني قناعتها بأن أفضل طريقة للحضور في سوق السينما، والتعريف بالإنتاج اليمني، هو التعاون من خلال الإنتاج المشترك، كما فعل المخرج عمرو جمال، وغيره، لأن صانعي الأفلام اليمنيين وحدهم لا يمكنهم الوصول، ولأن الأولوية دائمًا تكون للمرتبطين بمؤسسات أو جامعات معروفة، أو أنهم من بلدان تستثمر في صناعة الأفلام، مشيرة إلى التجربة السعودية كمثال، حيث نهضت صناعة السينما هناك بشكل كبير جدًا.