مصير آلاف الطلاب مرهون بالرسوم الجامعية

مصير آلاف الطلاب مرهون بالرسوم الجامعية

- سعادة علاية

ما إن ينهي الطالب المرحلة الثانوية ليبدأ مشواره الجامعي حاملاً معه العديد من الاحلام ليحققها والتي كان يعمل لها خلال السنوات الأولى من دراسته وما أن يدخل بوابة الجامعة حتى يتفاجأ بالرسوم الواجب، دفعها، بدءاً برسوم القبول وانتهاءً بالتسجيل وتكاليف الدراسة، الامر الذي يدفع العديد من الطلاب إلى التفكير ألف مرة قبل الدخول اليها.
استاءت كثيراً «ابتسام»، المعيدة في قسم علوم الحياة، من الحالة التي وصل إليها الطلاب، فهناك عديد من الطلاب والطالبات لا يستطيعون دفع تلك الرسوم فهم يلجأون للبحث عن اعمال؛ الامر الذي ينعكس على مستوى ادائهم في الكليات.
اعتبر عبدالله محمد أحد الطلاب المتقدمين لقسم الحاسوب في جامعة صنعاء والحاصل على 80٪_ في الثانوية العامة ان مبلغ (2500) ريال هو مبلغ كبير كرسوم تنسيق فقط، واعتبر ايضاً ان رسوم التسجيل مبلغ كبير وفوق طاقة الطلاب خصوصاً للقادمين من خارج المدينة وهي غير مناسبة للجامعات غير الأهلية كقطاع حكومي وخدمي.
لم يختلف الوضع مع «سوسن» المتقدمة لنفس القسم، فهي ترى ان المبلغ كبير بالنسبة للتنسيق والمفروض ان يكون اقل وخصوصاً وان الوساطات تدخل في موضوع القبول فيذهب هذا المبلغ دون فائدة لهم، وهناك العديد من الطلاب يتراجعون عن الدخول إلى الجامعة بسبب الرسوم.
تذمر ايضاً في الكليات الادبية من الرسوم رغم ان رسوم هذه الكليات اقل من رسوم الكليات العلمية بحوالى النصف تقريباً، وبحسب العام الماضي وصل مبلغ التسجيل فيها (الكليات الأدبية) إلى 6 آلاف ومائة وخمسين ريالاً، إلا أن محمد وهو أحد الطلاب المتقدمين لقسم اللغة الانجليزية اشتكى واعتبر ان المبلغ كبير كقطاع حكومي، صفوان الجلال نائب رئيس الاتحاد في كلية الآداب والقائم بأعمال رئيس الاتحاد، قال ان المبلغ كبير ولا يعود بالفائدة لطلاب فهذه المبالغ تصل إلى الملايين ونحن لا نرى منها شيئاً واضاف ان مبلغ رسوم التسجيل هو ايضاً فوق طاقة الطالب في مجتمعنا اليمني والمعروف بإمكانياته المحدودة، ناهيك عن رسوم النظام الموازي والتي لا ندري أين تذهب.
اتفق ابراهيم الحمادي، نائب رئيس الاتحاد في كلية العلوم قسم علوم الحاسوب في ان مبلغ التنسيق والتسجيل لا تعود بالنفع على الطلاب والعملية التعليمية فالمعامل متدهورة وقاعات الدراسة ضيقة والمفترض ان 30٪_ من الرسوم هي لصالح انشطة الطلاب في حين أننا كجهة منفذة ومشرفة على أنشطة الطلاب لم نر هذه المبالغ أو نسمع عنها شيئاً وأصبح هذا الأمر يخضع للمزاجية، واضاف ان المبلغ في تزايد وتضاعف مستمر، فالعام الماضي كان 1500 ريال وصل إلى 2500ريال هذا العام وعلى الفرض ان المتقدمين 5000 طالب يصل المبلغ إلى (12.500.000) تقريباً.
لم يختلف الوضع كثيراً في النظام الموازي والذي يتفاوت المبلغ فيها بحسب الكليات إذْ يرتفع في الكليات العلمية ويقل قليلاً في الكليات الادبية برغم ان هذا النظام وجد ليتيح الفرص للذين لم يستطيعوا ان يلتحقوا بالنظام العام بسبب المعدل، «فلونا احمد» إحدى المتقدمات للدراسة في قسم المختبرات والحاصلة على 82٪_ ، تذمرت من الوضع إذ قالت لـ«النداء» لا يكفي الظلم الذي وقع علينا في امتحانات الثانوية حتى يتبعنا إلى الجامعة.
فهي ترى ان مبلغ 200 دولار كرسوم قبول مبلغ كبير ومع ذلك فالطالب مُلزم بدفع مبلغ (2500 دولار) كرسوم دراسية. واضافت: لا استطع ان ادفن طموحي فرغبتي في دخول هذا القسم هي التي اضطرتني لدفع هذا المبلغ وحتى وان كان كبيراً وان وجدت الامكانات لديَّ هناك غيري كثيرون ولديهم معدل ولكن لم ينجحوا في امتحانات المفاضلة بعد اجتياز امتحان القبول لا يستطيعون ان يلتحقوا بالنظام العام ويلتحقوا بالكليات وبما يناسب طموحهم». واضافت ان من الملاحظ ان معظم الملتحقين بالنظام الموازي هم من المغتربين وان الفكرة السائدة انهم من الطلاب غير المجدين وهذه فكرة غير صحيحة فهناك من اجبرته الظروف على الالتحاق بهذا النظام».
وكان للقائمين والمسؤولين على القطاع التعليمي في الجامعة رأى آخر ووجهة نظر مختلفة الاستاذ عبدالقاهر، المسجل العام بجامعة صنعاء، قال لـ«النداء»: «ان الرسوم مناسبة جداً» وبالنسبة للنظام العام والنظام الموازي فهو يرى انه لا يدخل هذا النظام إلا من كان قادراً على الدفع وهذه المبالغ تذهب تكاليف تشغيل لأعضاء هيئة التدريس والموظفين، ولتغطية نفقات سير الامتحانات، وجزء يسير فقط يذهب إلىالانشطة.