انفراد الحوثي بعد 7 شهور من لقاء الرياض

يدخل مجلس القيادة الرئاسي شهره الثامن دون أن يكون قد ترك اثراً عند اليمنيين يتيح لـ"المتحمسين" للمجلس فرصة تذكير "المتحفظين" ببعد نظر سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان!

للتذكير فإن الأمير السعودي فجر السابع من ابريل الماضي قرر تنحية "الرئيس الشرعي" عبدربه منصور هادي وتشكيل مجلس قيادة من 8 اشخاص يحل محله تكون مهمته الأولي -وهذا مبرر وجوده- توحيد معسكر الشرعية في مواجهة الحوثي! كانت هذه هي مهمة اللقاء التشاوري اليمني الذي احتضنته الرياض في شهري مارس وابريل لغرض إصلاح "الشرعية" وتوحيد الفصائل المعادية للحوثي في معسكر واحد.

ليس جديدا القول إن اللقاء كان مجرد غطاء لإخراج المجلس حتي ان تفاصيل الساعات الاخيرة تبعث على الرثاء على حال اليمن؛ فالأمير قرر ثم جلب من اختارهم القصر متبوعين برؤساء الاحزاب والمكونات والمجالس التمثيلية التي كانت! ثم تم على عجل صوغ الوثائق الخاصة باللقاء ومخرجاته، وإعلانها قبل أن يقبض الحضور مكافئات المشاركة في اللقاء وينصرفوا في آجال محددة إلى مقار اقامتهم في الرياض والقاهرة واستانبول وأبوظبي فضلا عن عدن وتعز وشبوه وحضرموت والمهرة ومأرب وغيرها من مدن "الشرعية" خارج اليمن وداخله.
***

الشيء الملموس بعد 7 شهور هو الهدوء في الجبهة الجنوبية للسعودية. فالثابت أن الحوثي تمكن من تحييد سلاح الطيران السعودي بعد أن برهن على قدرته على توجيه ضربات صاروخية لدولتي التحالف العربي وبخاصة ما هو متعلق بالنفط.

عدا هذا لا شيء تغير في اليمن؛ فالمجلس القيادي الرئاسي أخفق تماماً في جبهة الحوثي وظهر أن قصارى ما يتمناه بعد 7 شهور هو أن يقبل الحوثي تجديد الهدنة وإلا فالمتاح هو قرار المجلس بتصنيف "الحوثية" جماعة ارهابية!

وفيما يخص توحيد جبهة "أعداء الحوثي" فإن السعودية والإمارات تمكنتا من ايجاد حالة تجاور بين ممثلي معسكر الشرعية التقليديين (رشاد العليمي) والمجلس الانتقالي الجنوبي (عيدروس الزبيدي) والمقاومة الوطنية أو حراس الجمهورية (طارق محمد عبدالله صالح)، سمحت للانتقالي السيطرة على شبوة والاقتراب من حضرموت!

لم تتوحد قوات الشرعية والمناهضين لـ"الانقلاب"، وصارت المبادرة اليوم في يد رجل واحد هو عبدالملك الحوثي، وذلك هو المخرج العملي الوحيد لما سمي اللقاء التشاوري اليمني في الرياض.