أدوية مهربة تسلب حياة اطفال اللوكيميا في صنعاء

فاتن قبل الإصابة
فاتن قبل الإصابة (النداء)

بيدين هزيلتين منهكتين من جُرع الكيماوي لوحت فاتن ،7سنوات، تلويحة وداعٍ أخير لوالديها وإخوتها وهي على سرير المرض تصارع الموت مع عشرات الاطفال ممن استقبلت اجسادهم النحيلة والمنهكة بمرض سرطان الدم ( اللوكيميا)، جرعة مميتة سببها دواء هندي مهرب غير مطابق للمواصفات، أدخله الاطباء الى أجسادهم التي لم تعد تقوى او تتحمل مزيداً من الالم الذي فاق الم الجرعات التي اعتادوا على اخذها من وقت لآخر .

تلقت اسرة فاتن التي بدأ رأسها يتزين بشعيرات صغيرة، ظهرت معلنة بدأ التعافي بعد عام ونصف من المعاناة اتصالاً هاتفياً من مستشفى الكويت في صنعاء يطلبون منهم احضار طفلتهم لعمل فحص للنخاع، وفي ذلك اليوم تم حقن العمود الفقري لها وسحب السائل.

وبعد عدة أيام، بدأت ملاكهم الصغير تعاني من الآلام اضعاف التي كانت تعانيها عندما كان يستقبل جسدها النحيل جرعات الكيماوي السابقة المخصصة لمرضها فقد كانت تصرخ كعصفورٍ جريح اصابتها بندقية صياد بأعلى صوت وتتعذب بشدة من ذلك الألم الذي لم يرحم صغر سنها وضعف قوة تحملها رغم انها كانت مقاومتها التي كانت تبديها طيلت فترة مرضها بحسب ما قالته احدى قريباتها.

ظلت فاتن تعاني من صداع شديد وتقاتل بشراسة من أجل البقاء: ولكنها لم تتحمل كطفلة صغيرة وفما حدث لها لا يتحمل حتى البالغين، ظلت تعاني اسبوع كامل من صداع شديد وحمى فتكت بجسدها ولم تستطيع المهدئات ولا مخفضات الحرارة ان تساعدها في المقاومة.. وبعد ذلك ساءت حالتها ولم يعد بمقدورها الاستجابة لاي علاج وهو الحال ذاته للعديد من الاطفال الذين وزعتهم مستشفى الكويت على عدة مستشفيات، ولم تكن تعلم اسرتها ان ابنتهم تحتضر وان ذلك الالم ما هو إلا الم لحظاتها الاخيرة قبل ان تودع الدنيا التي كانت تقاوم من اجلها كأي طفل.

وفي الأول من أكتوبر ودعت فاتن الحياة مع العشرات من الاطفال المصابين بمرض اللوكيميا، الذين كانوا ضحية جرعة منتهية الصلاحية اودت بحياتهم ورحلوا للبعيد، تاركين خلفهم أعيناً تبكي بحرقة وقلوباً منكسرة، لم تتخيل يوماً ان حياة اطفالهم ستسلب بهذه السهولة؛ وهم من تحملوا فوق طاقاتهم مصاريف علاج أطفالهم، الذين تمنوا يوماً أن يروهم يمرحون ويلعبون أمامهم بصحة جيدة بعد رحلة من المشقة والمعاناة.