عبدالحميد الشعبي عضو المكتب العسكري للجبهة القومية الحلقة (السادسة عشرة)

عبد الحميد الشعبي عضو المكتب العسكري للجبهة القومية الحلقة (السادسة عشرة)

- عناصر الجبهة القومية في جبهة التحرير ساهمت بفاعلية في إفشال مخطط شن هجوم على منطقة الصبيحة عشية الاستقلال
- الحرس الشعبي أنشئ بمبادرة شخصية من قبل قيادة وعناصر الجبهة القومية في الصبيحة وقد رفضنا طلبات تسريحه
- التنسيق مع علي بن علي شكري جنًَب منطقة الصبيحة حربا أهلية
- حدثت محاولات عديدة لدفع الأمور للاقتتال الأهلي في الصبيحة وقد بدأت في 28 يوليو 67 باختطاف أحمد داغم
- لم تقم الجبهة القومية بعمليات انتقامية ضد السلطة السابقة وقد سمحت للراغبين في العمل بالعودة إلى أعمالهم
حاوره- سامي غالب- وباسم الشعبي
> أشرت إلى وجود مخطط لتفجير الأوضاع في الصبيحة عشية الاستقلال, ما هي تفاصيل هذا المخطط؟ وما هو الهدف الذي أراده أصحابه؟
- المخطط بدأ شهر يوليو 67 وكان الهدف منه إضعاف جبهات القتال في عدن ولحج والصبيحة, ولما تعثر بدأ التفكير بشن هجوم واسع النطاق لاحتلال منطقة الصبيحة وفي المقدمة طور الباحة وكرش، وذلك يوم الثلاثين من نوفمبر 67 لإفساد فرحة الاستقلال وإرباك القيادة العائدة من جنيف بهدف تمرير المخطط الرامي إلى تصفية الجبهة القومية في منطقة الصبيحة أولاً ومن ثم تصفيتها في لحج والقضاء على من تبقى في عدن.
 لم يكن المخطط يستهدف تصفية الجبهة القومية فحسب وإنما جميع العناصر الوطنية في جبهة التحرير أيضا وبالتالي تصفية الثورة برمتها.
> كيف تم إحباط المخطط؟
- في 27 نوفمبر 67 تلقينا معلومات من بعض أعضاء الجبهة القومية المتواجدين في جبهة التحرير أكدتها معلومات من بعض أعضاء حركة القوميين العرب من أبناء شمال الوطن ومن أصدقاء الجبهة القومية في الجهاز الأمني الخاص بسلطة الشمال وفي 29 نوفمبر 67 نزلت إلى عدن بعد أن تلقيت رسالة من سلطان احمد عمر بتاريخ 24 نوفمبر 67 طالبني فيها بالنزول إلى منطقة عدن ولما قابلته فيها لم أخبره بما تحصلنا عليه من معلومات، لسبب وحيد هو شعوري بأن سلطان قد تغير ولم يكن ذلك الشخص الذي عرفته منذ أن كنا طلاب في القاهرة ولا حتى أثناء مروره بمنطقة شعب في طريقه إلى عدن في أغسطس 66 وقد مكث يومها في منزلي 24 ساعة.
ولما هممت بالعودة إلى الصبيحة في نفس اليوم مساء طالبني عبدالله الخامري بالبقاء معهم في عدن لاستقبال الوفد العائد من جنيف ولحاجتهم لي
حسب قوله، إلا أني رددت عليه بقولي: جبهة الصبيحة محتاجة لي أكثر.
وغادرت منطقة عدن بصحبة مجموعة من فدائيي جبهة عدن أذكر منهم منصور سيف مشعل وآخرين.
كان المخطط المرسوم لاستهداف منطقة الصبيحة والمتمثل في شن هجوم مسلح لاحتلالها يبدأ من منطقتي شعب, وتقار، وهما تابعتان للصبيحة وكذا من منطقة المفاليس، وهي منطقة حدودية تابعة لمحافظة تعز. نحن كنا مستعدين بالحرس الشعبي للتصدي للمخطط المرسوم, إلا أن المخطط فشل قبل أن يبدأ وقد لعبت عناصر الجبهة القومية المتواجدة في جبهة التحرير دورا كبيرا في إفشاله.
> سلطان أحمد عمر عندما قابلته في عدن يوم 29 نوفمبر 67 ماذا قال لك؟
- طالبني شفويا بتسريح الحرس الشعبي واستبداله بحرس حدود قوامه 15 شخصا فقط بقيادة عبدالرقيب سالم، لكننا لم نفعل لإدراكنا أن تسريح الحرس الشعبي قد يسهل من تنفيذ المخطط المرسوم لشن الهجوم على الصبيحة.
> بعد فشل مخطط احتلال الصبيحة وتصفية الجبهة القومية فيها أشرت إلى أن المخطط تم تعديله, وضّحْ لنا كيفية حدوث ذلك؟
- ظل هاجس الحرس الشعبي قائما في رؤوس البعض، وبدا كما لو أنه لن يهدأ لهم بال إلا بتسريحه، والدليل على ذلك تسلمي رسالة حول هذا الموضوع بتاريخ 7/ 12/ 67 من عبدالرحمن محمد عمر (ابن عم سلطان) يقول فيها: "بالنسبة للحرس الشعبي فقد تقرر من قبل القيادة العامة بعد الدراسة حله أوتسريحه وإلحاق العناصر الفدائية بالجيش وإرسال البعض في بعثات دراسية إلى الخارج وإبقاء حرس حدود ومراقبين بقيادة عبدالرقيب سالم بقوة قوامها 15 شخصا فقط, الرجاء أن تتم العملية بكل هدوء, اقنعهم, وإذا كان لكم سلاح يجب استلامه منهم, علمنا أن بعض العناصر في التنظيم الشعبي وجبهة التحرير دخلت وأعطي لهم الأمان دون أن يسلموا أسلحتهم, حاسبوا على التسلل من دون تسليم السلاح وسوف يصل الكشف كامل بالنسبة لهم...".
الهدف من هذا الرسالة بعد أن فشلت التوجيهات الشفهية هو: محاولة الضغط لتسريح الحرس الشعبي, وخلق مشكلة بين الجبهة القومية والتنظيم الشعبي وجبهة التحرير.
> من كان يقود التنظيم الشعبي وجبهة التحرير في الصبيحة؟
- علي بن علي شكري وقائد علي صلاح واحمد عبد الله المجيدي.
> كيف تشكل الحرس الشعبي في الصبيحة؟ وكم كان قوامه؟
- بدأنا بتشكيل الحرس الشعبي في يوليو 67 من مجاميع محددة تحت إشراف قيادة الجبهة القومية في المنطقة وذلك لحفظ الأمن وعدم انزلاق الأمور إلى حرب أهلية كان يجري التخطيط لها من قبل أطراف معينة خصوصا بعد اغتيال عبدالنبي مدرم. وبعد أن سيطرت الجبهة القومية على المنطقة توسع الحرس الشعبي وتم تجنيد عدد من أبناء الصبيحة بصورة طوعية وذلك بهدف حفظ الأمن في المنطقة وجرى توزيعهم كمجاميع على القرى وبأسلحتهم الشخصية. كان هناك تخوف من حدوث استفزازات أو حوادث, وفي ذلك الوقت كانت هناك قناعة لدى الناس بأن المنطقة معرضة للخطر, وقد وصل عدد أفراد الحرس الشعبي إلى
500 مقاتل تحت قيادة عوض محمد أحمد وهو من أبناء منطقة "الفرشة".
> كيف كان يتم التواصل مع قيادة الجبهة في تلك الأيام؟ وهل كان التواصل يومي أم كلما دعت الحاجة؟
- كانت كل منطقة تسير أمورها بنفسها وكان هناك تنسيق مع بعض القيادات في الجبهة القومية مثل سالمين، فهو بالإضافة إلى مهامه في الجبهة الوسطى كان يتواجد في عدن, وكان التواصل يتم عند الضرورة.
> لماذا لم تشهد منطقة الصبيحة صدامات بين الجبهة القومية وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي؟
- كان هناك تنسيق وتفاهم مع علي بن علي شكري لتجنيب منطقة الصبيحة الدخول في حرب أهلية.
> ألم يحدث احتكاك؟
- حدث احتكاك في 8 يوليو 67 وتم احتواؤه.
> ما لذي حدث بالضبط؟
- في الفترة التي كانت تشهد فيها عدن اشتباكات  عنيفة بين الجبهة القومية والقوات البريطانية، وبعد اغتيال عبدالنبي مدرم، نزلت إلى عدن، ولما عدت
إلى الصبيحة كان معي ثلاثة فدائيين من جبهة عدن وهم: منصور سيف مشعل من أبناء القبيطة (لا يزال يعيش) وفضل عبدالله ناصر من أبناء لحج والثالث اسمه "مشعلـ" من أبناء أبين. الثلاثة طلعوا معي إلى قرية شعب. ويوم 8/ 7/ 67 قررت الذهاب إلى طور الباحة نهارا لتوزيع منشورات، مع العلم أننا كنا نوزع المنشورات في الليل تجنبا للصدام, وكان هناك شخص معين من أبناء المنطقة أرسل لي رسالة مع والده أنه يريد مقابلتي، فرددت عليه بأني سأكون غدا في طور الباحة وأثناء عودتي سوف أمر عليه. هذا الشخص كان يوهمنا أنه معنا وهو في نفس الوقت كان مع جبهة التحرير؛ المهم أنه في نفس الوقت أرسل رسالة إلى علي شكري أخبره فيها بأن "عبدالحميد سيكون غدا صباحا في طور الباحة"، الأمر الذي دفع علي شكري إلى دعوة أصحابه في جبهة التحرير وكذا أنصار الرابطة للمجيء إلى طور الباحة. تحركنا نحن من قرية شعب وكنا 8 أشخاص، فبالإضافة إلى الثلاثة الفدائيين من جبهة عدن كان معنا أمين عبدالمجيد وهو من أبناء القبيطة، والثلاثة الآخرون من قرية شعب، وأنا.
أرسلت أيضا لأعضاء الجبهة القومية في منطقة "الفرشة"، وهم مدرسون وطلاب، للمجيء إلى طور الباحة لكنهم تأخروا.
المهم وصلنا إلى طور الباحة صباحا، ولاحظت ناس كثير متجمعين، وحينها قابلت علي بن علي شكري وسلمنا على بعض وتعانقنا ومشينا مع بعض إلى مشرب لبيع العصائر وجلسنا فيه ولم يكن هناك ما يشير إلى إمكانية حدوث صدام أو احتكاك لأننا كنا ندرك أننا أبناء منطقة واحدة. لكن أحد الأشخاص أراد أن يحدث فتنة من خلال تمزيقه لمنشور من الذي كان أنصار الجبهة القومية يوزعونه, واحد من أصحابنا استفزه الموقف وقام صفعه, طبعا لم يحدث شيئا. وبينما كنا جالسين، علي شكري وأنا، أتى عدد من أصحاب شكري وقالوا له: أصحاب عبدالحميد ضربوا واحد من أصحابنا. فوجئت أنا وقلت: مش معقول يحدث ذلك!
فقال علي شكري: خلاص يا عبدالحميد أنت شوف أصحابك وأنا بشوف أصحابي.
لأنه إذا انفجر الوضع كان مئات الأشخاص سيقتلون، لأن الناس كلهم مسلحون.
>ومقاتلون؟
- نعم, الرصاصة الواحدة تقتل ثلاثة إلى أربعة أشخاص, فرحت أنا وجمعت أصحابي وجلست معهم، وكذلك فعل علي شكري، لكن مجموعة من "الأخدام" جاءوا ونحن جالسون وهم يرددون: "تسقط الجبهة القومية"، بهذا الشكل, ولما اقتربوا منا ذهبت إليهم وبحوزتي بندقية غير مشحونة فشحنتها والبقية الذين بجواري جميعهم شحنوا بندقياتهم فهربت تلك المجموعة وبعد وقت قصير جاء ناس آخرون وقالوا لي: "يا عبدالحميد، قم روح لكـ". فقمت أخذت أصحابي وكنا ثمانية على سيارة تابعة لجبهة عدن، وتحركنا صوب قرية شعب. وكانت هذه هي الحادثة الوحيدة التي حصلت فقط والحمد لله تفاديناها.
> كيف كنتم تتابعون أخبار الجبهات الأخرى؟
- كنا نتابعها من خلال البيانات التي تصدر وكانت ترسل لجميع الجبهات بشكل سريع ومستمر من عدن.
> في عدن والجبهة الوسطى وحضرموت دارت حرب أهلية، هل أثرت على معنوياتكم في الصبيحة؟
- الحرب الأهلية حدثت في عدن وبعض المناطق المجاورة لها الواقعة ضمن لحج, ولم تؤثر علينا إطلاقا.
> هل صدرت إليكم تعليمات محددة عشية الاستقلال ال30 من نوفمبر؟
- لا, لم تصدر أية تعليمات.
> كيف كنتم تديرون المنطقة بعد سيطرة الجبهة القومية؟
- أدرناها بطريقتنا الخاصة عبر شباب التنظيم وكنت أشرف عليهم ومن هؤلاء الشباب: يعقوب عبدالله قاسم (عميد كلية التربية بجامعة عدن حاليا) وكان ضمن قيادة جبهة الصبيحة، بالإضافة لعبدالحميد عبداللطيف وهو من أبناء لحج (حاليا يعمل في الادعاء العام).
> كيف تعاملتم مع الإدارة السابقة والمسؤولين في السلطنة وكذا عناصر الجيش الاتحادي؟
- لم نؤذِ أحدا، ولم نقم بطرد أي منهم وسمحنا لمن يرغب بالعودة للعمل في ظل سيطرة الجبهة القومية بأن يعود. وأتذكر أن مسؤول الجمارك واسمه عبدالجليل محمود قد عاد لعمله في طور الباحة والرجاع وبعد مرور فترة وجدنا أنه يقوم
بمخالفات حيث كان يستلم إيرادات من الناس دون أن يقطع لهم سندات, استدعيته لإشعاره بضرورة قطع سند لكل مواطن يدفع رسوما، إلا أنه كرر العملية، في اليوم الثاني استدعيناه وسألناه عن السبب فقال إنه آخر النهار يجمع الإيرادات ويقطع بها سندا واحدا، فأبلغته أن هذا خطأ، إلا أنه كرر
العملية فأدخلناه السجن، وكلفت محمد عبدالغني عبدالدائم، وكان يعمل في جمارك الراهدة، بالتحقيق معه، ولما اتضح أنه متورط وغير مستعد لتعديل سلوكه فصلناه.
> هل تواصلت مع أفراد الأسرة الحاكمة (السلاطين)؟
لا.
> من كان السلطان؟
- فضل بن علي.
> هل جرت أعمال تصفية أو أية ممارسات انتقامية؟
- لا, لم يحدث شيء من هذا.
> كيف تمكنتم من منع أية أعمال فوضى في الصبيحة؟
- نظمنا العمل ووزعنا المسؤوليات وأبقينا الحرس الشعبي في المناطق والقرى.
> أين كان مركز القيادة؟
- في طور الباحة في نفس المكان الذي تتواجد به الآن إدارة المديرية.
> من كان معك في قيادة جبهة الصبيحة؟
- كما أشرت سابقا كان معي يعقوب عبدالله قاسم وعبدالحميد عبداللطيف.
> علي محمد سالم الشعبي مسؤول الأمن في الجبهة القومية في تلك الفترة, أين كان؟
- هو كان مسجونا في تعز لدى مخابرات صلاح نصر مع محمد سعيد مصعبين وجعفر علي عوض وعندما تم إطلاقهم في أغسطس 67 توجه علي الشعبي إلى بيحان وقبل الاستقلال عاد إلى عدن.
> يعني حدثت الحرب الأهلية وهو في عدن؟
- نعم.
> هل شارك فيها؟
لا.
> لماذا؟
- سنه المتقدم لم يسمح له, والذين شاركوا من طرف الجبهة القومية في الحرب الأهلية بفاعلية وكانوا مضطرين طبعا هم: سالم ربيع علي وعلي عنتر.
> هل حصلت اجتهادات من قبل عناصر الجبهة القومية في الصبيحة؟ وما هي الإجراءات التي اتخذتموها لضبط الأمور ومنع أية تجاوزات أو استفزازات؟
- وزعنا الحرس الشعبي على القرى والمناطق للسيطرة على الأمور ولم تحصل أية اجتهادات من قبل عناصر الجبهة القومية.
> ما هي الخطوات التي اتخذت لتأمين مصالح السكان, واستمرار الحياة اليومية بشكل اعتيادي؟
- اتخذنا خطوات عدة، منها كما أسلفت توزيع الحرس الشعبي في المناطق لحفظ الأمن وكذا مصالح السكان وضبطنا الأوضاع.
> ألم تحدث استفزازات أو محاولات لضرب الاستقرار؟
-حدثت محاولات عديدة لكنها فشلت وأتذكر أنها بدأت في 28 يوليو 67 باختطاف أحمد داغم وهو من أبناء منطقة "الفرشة" تم اختطافه من منطقة الرجاع من قبل عناصر في جبهة التحرير وكان هو من المتعاطفين مع الجبهة القومية ومعظم أفراد أسرته كانوا في الجبهة القومية, المهم تم اختطافه وتهريبه إلى شمال الوطن في محاولة لاستفزاز الجبهة القومية للرد بالمثل وإدخالها بعد ذلك في حرب أهلية مع جبهة التحرير إلا أننا لم ننجر لذلك.
وهناك واقعة أخرى حدثت في منطقة شعب هدفت إلى وضع قنبلة في منزل عبدالحميد أحمد يحيى الشعبي وذلك قبل الاستقلال بثلاثة أشهر، كان الهدف تفجير المنزل بمن فيه، ولما عرفت رفضت العملية وفشلت.
وفي 27 نوفمبر 67 أي قبل الاستقلال بثلاثة أيام اكتشفنا مخططا لاغتيال نفس الشخص عبدالحميد أحمد يحيى في منطقة شعب وتحديدا في حدود المكان الواقع إلى جوار ضريح القاضي أحمد الشعبي المعروف بـ"أحمد القاضي" وقد علمت قبل تنفيذ العملية بعدة ساعات واستدعيت الأشخاص المكلفين وأنذرتهم بما سيترتب على تنفيذ العملية, كما أوضحت لهم أن الجبهة القومية مسؤولة عن أمن المواطن وأن هذا الشخص يأتي يوميا إلى طور الباحة ويعود في المساء إلى منزله بمفرده وكان الهدف من العملية توريط أسرة الشعبي في مشكلة، وزرع فتنة في المنطقة مستغلين خلافا سابقا حدث في إطار المنطقة وتم تسويته في حينه, وقد أفشلنا المخطط.
> من كان وراء المخطط؟
- طرف ثالث
> هل وصل الأمر بهؤلاء إلى زرع المشاكل على مستوى القرى؟
- نعم, بل وعلى مستوى الأسرة الواحدة. ولما فشلوا في شعب زرعوا فتنة في جعار بمحافظة أبين بين سالمين وآل شداد في 68.
> هل كانت القيادات الميدانية تتصرف وفق ظروف كل جبهة؟
- نعم.
> القيادات الميدانية في جبهات القتال, هل ظهر تأثيرها في القرار المركزي في الجبهة القومية فيما بعد؟ وكيف كانت علاقتك بهم؟
- كانت علاقتي بهم "كويسة" منذ أن كنا في مكتب الجبهة القومية بتعز وقد حصل عدد منهم على مواقع معينة بعد الاستقلال, وبالنسبة لسالمين وعلي عنتر لم تعط لهم أية مسؤوليات بعد الاستقلال وكان هذا خطأ وقد استغل هذا الأمر لتوسيع الخلافات بينهم وبين فيصل, حتى أبناء يافع حرضوهم على أساس أنه لم يتم تعيين وزير في الحكومة منهم, وعلي ناصر محمد قالوا له عندما عين محافظا لمحافظة لحج: قدم استقالتك؟ قال لهم: لماذا؟ فقالوا له: نريد إحراق السلطة ثم السيطرة عليها. لكن علي ناصر لم يقدم استقالته وظل في موقعه. لقد حاولوا إثارة البغضاء والكراهية يشتى الأساليب.
> من هم الذي حاولوا فعل ذلك؟
- الجيب التنظيمي المزروع في الجبهة القومية.
> كيف كان موقف علي بن علي شكري؟
- كان موقفه ايجابيا ووطنيا وقد ذهب إلى تعز بعد الاستقلال ثم عاد ورتب وضعه.
> كيف كنت تؤمن حياتك الشخصية باعتبارك القائد لجبهة الصبيحة؟
- كنت أتحرك من دون حراسات في معظم الأوقات.
> بالنسبة لعلاقتكم بالمواطنين, هل كانت تصلكم شكاوى منهم؟
- علاقتنا بهم كانت جيدة وكنا نتدخل في حل كثير من قضياهم في إطار الصبيحة، بل وصلنا إلى التدخل في حل مشاكل مواطنين في مديريات ومناطق مجاورة منها القبيطة على سبيل المثال.
> والمشايخ والعقال, كيف تعاملتم معهم؟
- كانت هناك محاولات لتحميل بعض المشايخ مسؤوليات حل المشاكل القبيلة بصفة مؤقتة حتى يتحقق الاستقرار، غير أني رفضت هذا الإجراء لأن الهدف من ذلك هو "اتهامك فيما بعد بأنك تقف في صف المشايخ". كل التعيينات موجودة معي التي قام بها الجيب التنظيمي وقد رفضناها.
> الرابطة, من كان المسؤول عنها في الصبيحة؟
 - مهدي عثمان المصفري.
> هلاّ أعطيتنا فكرة عن الوضع الإداري في الصبيحة أثناء السلطنة اللحجية؟
- الوضع كان عاديا جدا. في تلك الفترة كان المسؤول يتواجد في طور الباحة إلا أنه لا يباشر عمله ولم تكن لديه صلاحيات. كان للجبهة القومية نفوذ كبير وكذا جبهة التحرير والرابطة.
 > في 18 ديسمبر 67 تلقيت رسالة من فيصل الشعبي أخبرك فيها أن القيادة تدرس رسالتك, ما مضمون الرسالة الموجهة لفيصل؟
- في 2 ديسمبر 67 بعثت برسالة لفيصل أطلعته فيها على وجود أخطاء وتمنيت عليه القيام بتصحيحها, وكان فيصل متفهما في رده وقال إن القيادة منهمكة الآن بترتيب الأوضاع وأنها لا تجد الوقت الكافي للنوم وتناول الطعام وأنها تدرس ما جاء في رسالتي.
> هل كانت هذه الرسالة سببا في نقلك من الصبيحة؟
-  نقلت من الصبيحة في مارس 68.
> من تسلم القيادة بدلا عنك؟
-هاشم محمد سالم الشعبي عين مأمورا لمديرية طور الباحة ويعقوب عبدالله قاسم مسؤولا عن التنظيم.
< هل تم الإبقاء على الحرس الشعبي بعد ذلك؟
- لا, تم تسريحه. لأن الحرس الشعبي أنشئ بمبادرة شخصية من قبلنا في الصبيحة دون موافقة القيادة وقد رفضنا كل الطلبات الهادفة إلى تسريحه
لأننا كنا نعول عليه كثيرا في حفظ الأمن وضبط الأوضاع وقد لعب دورا كبيرا في ذلك.